حينما تسمع أن هناك مباراة بين العملاقين ريال مدريد وبرشلونة فحتما لابد أن تسأل عن ميعاد المباراة كي تكون على ميعاد مع المتعة والإثارة ومشاهدة جميع مفاتن كرة القدم في 90 دقيقة فقط، ولكنك لست وحدك، فإن هناك إحصائيات مؤكدة تقول إن عدد الجماهير التي تابعت المباراة الأخيرة تجاوزت بالفعل 500 مليون مشجع أي أكثر من نصف مليار تركوا كل شيء كي يشاهدوا مباراة كرة قدم في الدوري الإسباني.
القيمة المالية للفريقين
عندما تشاهد المباراة فإن هناك ملايين الدولارات تجري وتتحرك أمامك وعندما تسمع عن القيمه المالية للاعبي الفريقين لا تنزعج، لأن الأرباح تفوق ذلك بكثير.
فمثلا تبلغ القيمة المالية للاعبي برشلونة (693 مليون يورو) في حين أن القيمة المالية للفريق الملكي ريال مدريد (707 مليون يورو)، هذه القيمة المالية حسب تقييم موقع (ترانسفير ماركت) الموقع العالمي الشهير والمختص بتحديد القيمة المالية للاعبين على مدار الموسم وباستمرار حسب التغير في ما يقدمه اللاعبون.
لن نكون مبالغين حين نقول إن ميزانية أحد النوادي من برشلونة أو الريال تتعدى ميزانيات بعض الدول بكثير، ودول كثيرة في إفريقيا ميزانيتها لا تبلغ نصف ميزانية أي من برشلونة أو الريال. وذلك لأن كره القدم أصبحت صناعة بمعنى الكلمة لأن المسؤولين عن هذه النوادي يقومون بالتخطيط قبل شراء اللاعب كي يتم سداد تكاليف شرائه وكل أنواع التكاليف المتعلقة به.
ويحدث ذلك في أقل من عامين على الأكثر وأيضًا يستفيد النادي من إعادة تسويقه فيما بعد إذا أراد، مثلما حدث مع البرتغالي كرستيانو رونالدو على سبيل المثال.
وبإجراء مقارنة صغيرة بين كلاسيكو الكرة الإسبانيه أو ما يعرف بكلاسيكو الأرض والكلاسيكو المصري ما بين الأهلي والزمالك فلا مجال للمقارنة وستكون أشبه بمقارنه خيل عربي أصيل في كامل صحته وشبابه وبين سلحفاة هرمت من زمن. فالدوري المصري لا يوجد به أي فكر أو أي تخطيط أو أي شيء له علاقه بكره القدم ويكفي أن اقول لك عزيزي إن الكرة في مصر تلعب بدون جمهور على الرغم من أنها تلعب في سوريا والعراق بجمهور شبه كامل العدد، فالمشكلة ليست سوى في التفكير والتخطيط وهو ما جعل تلك الدول تتقدم بمئات السنين الضوئية عنا في كافة المجالات.
الكلاسيكو في أرقام
استطاع الملكي إيقاف قطار البارسا السريع عند حد 39 مباراة متوالية بدون هزيمة والجدير أيضًا أنها أطول سلسله مباريات بدون هزيمة في تاريخ الدوري الإسباني ولكنها تحطمت بهدف الدون كرستيانو رونالدو البرتغالي.
وأيضًا يعتبر هذا الفوز هو الأول للمدير الفني للريال زيدان على فريق برشلونة وهو ثالث مدرب للريال يفوز بأول مباراة كلاسيكو له.
انتهى الشوط الأول من مباراة الكلاسيكو دون أهداف على ملعب الكامب نو ويعود آخر فوز لريال مدريد على هذا الملعب عند انتهاء فصل اللقاء الأول بالتعادل السلبي إلى عام 1980 وفاز وقتها الفريق الملكي بهدفين مقابل لا شيء.
والرقم الآخر هي فتره صوم البرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسى عن زيارة مرمى الفريق الملكي ويعود ذلك لخمس مباريات كلاسيكو مرت.
طرق تطوير الكرة المصرية
في البداية لابد من الاعتراف بالفجوة الموجودة بين الكرة المصرية وأي دوري آخر في أوروبا ولابد أن ننظر ونقارن أنفسنا بمن هم أفضل وليس بمن هم أسوأ (الكرة في إفريقيا).
في البدايه الكرة المصرية من أهم عيوبها هي المجاملات ففي دوري القسم الثاني نجد أكثر من 70 ناديًا يتنافسون على 3 مقاعد في دوري الأضواء والشهرة الدوري الممتاز وهذا لا يوجد في أي دوله على مستوى العالم، ويحدث هذا النظام الغريب في مصر لدواعي انتخابات الجبلاية حيث أنها كلها مصالح عن طريق زيادة أعداد الفرق المشاركة في دوري القسم الثاني، في المقابل إعطاء أصواتهم في انتخابات اتحاد الكرة إلى أصحاب الفضل وأصحاب نعمة الخروج إلى الدرجه الثانية والمنافسه على الصعود للدوري الممتاز ويعتبر هذا الأسلوب هو أحد أهم أساليب تدمير الكرة في مصر.
العنصر الثاني من عناصر تدمير الكرة المصرية هو وجود عناصر القوى (الأهلي والزمالك) أي شيء يخص أيًّا منهم وخاصة الفريق الأحمر فإنك تجدهم يأخذون حقًّا فوق حقهم حتى وإن كان اتحاد الكرة هو الطرف الآخر، ولبناء نظام كرة محترم وقوي فعلا لابد من العدل بين جميع الفرق ولن يتحقق ذلك سوى بوجود رابطه الأنديه المحترفة وإدخال نظام الاحتراف الحقيقي إلى الكرة المصرية وليس المزاح الذي يحدث الآن.
العنصر الثالت والأهم للنهوض بالكرة المصرية هو ضروره الجلوس مع أفراد الأولتراس والاستماع لهم وضرورة تقريب وجهات النظر بينهم وبين الجهات الأمنية وذلك برعاية اتحاد اللعبة اتحاد الكرة، لأنه ليس من المنطقي أن يقام دوري بدون جمهور في بلد تسمى ببلد الأمن والأمان فكيف تدعو السياح مثلا لزيارة البلاد وأنت غير قادر على تأمين مباريات الكرة؟ هذا أسلوب غير منطقي على الرغم من تأمين وزارة الداخلية إلى العديد من حفلات الغناء لكبار الفنانين وبأعداد تفوق أعداد الجماهير التي من المتوقع حضورها إلى ملاعب كرة القدم.
وأيضًا من الضروري تدعيم الأندية الجماهيرية على حساب أندية المؤسسات حتى لا تغيب متعة كره القدم وأيضًا لأن أندية المؤسسات تنفق من أموال الشعب على لاعبين متوسط عقودهم نصف مليون جنيه فكيف هذا في دوله تعاني اقتصاديًّا بشدة؟!
وأخيرًا، الكرة المصرية من الممكن جدًّا أان تذهب بعيدًا عما هي فيه الآن بسبب وجود البنية التحتية الرائعة لكرة القدم من ملاعب ولاعبين ومجانين تشجيع كرة القدم، فكرة القدم تعتبر اللعبة الشعبية الأولى في مصر ومصر لديها تاريخ عريق في كرة القدم في جميع المحافل الدولية والإفريقية، فمصر صاحبة الرقم القياسي بالفوز بكأس الأمم الإفريقية برصيد 8 مناسبات ونتمنى ألا نقف عندها ونعمل على مضاعفتها إلى أكثر من ذلك.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست
علامات
البارسا, الدور الأسباني, الرياضة, الكرة, الكرة المصرية, الكره, الكره المصرية, الملعب, برشلونة, تطوير الكرة, رياشة, ريال مدريد, كرة القدم, مصر