في المقال السابق تناولنا خمس عادات صحية مدمرة على الأجلين الطويل والقصير وجب على المصريين التخلي والابتعاد عنهم لصحة وحياة أفضل، فهيا بنا معًا في الجزء الثاني نُكمل تلك العادات الخطيرة:
6- رمي النفايات:
لو كنت أجنبيًّا وكنت في مصر ذات يوم سيلفت نظرك بخلاف القمامة المنتشرة في كل حدب تعامل المصريين مع المخلفات الخطيرة، ستجد أطفالًا صغارًا يمسكون بلمبات قديمة مستهلكة ويحطمونها في أقرب جدار أمام الأعين بلا سبب واضح وصريح، بل وفي أحيانٍ كثيرة يقومون بالمبارزة فيما بينهم على هيئات سيوف زجاجية هذه المرة!
التخلص من النفايات الخطيرة منها قبل العادية محل تكاسل وعدم اكتراث داخل التكوين الاجتماعي في مصر.
التخلص من الزجاج والنفايات الحادة والمواد الكيماوية والعضوية يفتقد التعامل بحنكة وانضباط.
ومن رمي المخلفات الخطرة في النيل إلى إحراق القمامة في الشوارع وغيرها الكثير من السلبيات تجعل صحة المصريين في منعطف غير سليم.
فـ”لبمات” النيون كمثال “والموفرة للطاقة منها خاصة” يجب التعامل معها بحذر شديد عند التخلص منها وإحكام غلقها جيدًا والابتعاد عنها لمسافة جيدة، وليس كسرها أو تركها في العراء.
بطاريات الحجارة ذات الأقلام الصغيرة يجب التخلص منها عند نفادها بلفها بورقة وإحكام الغلق قبل التخلص منها، وليس عضها بالأسنان وإعادة استعمالها لتنشيط الكبريت بداخلها!
ملف التخلص من النفايات يشترك به المواطنون والدولة والأخيرة مُقصرة بشكل واضح في توفير آليات للتخلص من مختلف أنواع النفايات، كتوفير سلال مختلفة بكل نوع من أنواع المخلفات ووضع تشريعات قوية للمخالفين وغيرها من الواجبات للدولة، لكنها لا تعفي المواطنين من ضمان صحتهم أولًا قبل صحة الآخرين!
7 – نظافة الأسنان:
هناك عداء كبير وواضح بين المصريين وتنظيف الأسنان!
يجهل العديدون في مصر أهمية التنظيف الدوري المنتظم للأسنان، لا يعرفون تحديدًا كم مرة يتوجب عليهم تفريش الأسنان أو متى يغيرون الفرشاة، وما هي الطريقة الصحيحة للتفريش.
“الطريقة الخاطئة المعتادة من اليمين لليسار تؤدي لتهتك اللثة”.
ترتكز تلك العادة بشكل أكبر لدى الرجال عنها عن النساء في مصر وهناك اعتقاد شائع بأن الأسنان البيضاء هي من “شغل الحريم”
فلا يجب أن يكون الرجل ذا أسنان بيضاء شديدة النصاعة حتى لا يتم اتهامه -ولو من الباطن- بالتخنث والميوعة!
وبشكل عام تفتقد “ثقافة” التنظيف الدوري للأسنان في مصر، ويمكن بجلاء وبنظرة خاطفة لأسنان المحيطين بك في مصر مشاهدة النتائج بنفسك!
فلا يوجد اكتراث ضمني بصحة الأسنان ولا تشغل الهاجس الضمني لخبراء التربية أو المدارس أو حتى الإعلام!
ونتيجة مؤكدة لذلك تقبع مصر ضمن واحدة من أكثر دول العالم معاناة مع مشاكل الأسنان وواحدة من أكثر دول العالم زيارة لطبيب الأسنان.
وتجد طوابير كبرى في انتظار يومي أمام عيادة كل طبيب أسنان من أجل حشو لعصب الفك… إلخ.
العودة للاهتمام بصحة الأسنان والتنظيف الدوري لها “مرتان على الأقل” بفرشاة جيدة “تتبدل كل 6 أشهر” ولوقت مناسب “5 دقائق على الأقل” ستساعد على تجنب العديد من مشاكل الأسنان وانعكاسات أخرى على الشخصية المصرية من أجل رحلته نحو التغير وحفاظًا على صحته وحياته!
8- تقطيع الطعام
“خضار ولحمة دونت ميكس!”:
تغيب في مصر إرشادات التعامل الصائب مع الطعام خاصة التقطيع الصحيح والصحي للطعام!
قد تجد بجلاء خلطًا لسكينة التقطيع بين الخضار واللحوم بأنواعها وقد تجد “لوح التقطيع” نفسه هو نفسه ما يتم التقطيع عليه للاثنين معًا!
هذا إذ لم يكن هناك من الأساس لوح تقطيع ويتم التقطيع للجميع على رخامة المطبخ الأثيرة!
وستجد حتمًا التعامل السيء مع اللحوم والدواجن من إخراج وتخزين مستمر من المبرد رغم الخطورة الشديدة لنشر البكتريا!
وستجد غسيلًا للدواجن في الأحواض بطريقة تنشر البكتريا في كل حدب وصوب!
ستجد أيضًا التقطيع الخاطئ للخضار وتقطيعه بطريقة تقلص كثيرًا من آثاره الغذائية وستجد تخزين سيء لأنواع الخضار في الثلاجة وفي أحيان كثيرة يتم إدخالها مع الأكياس داخل المبرد بما تشمله من عمليات تعرق وأكسدة… إلخ.
لا يعرف المصريون العادات الصحيحة للتعامل مع الخضروات واللحوم بطريقة تزيد من الفوائد الصحية لهما، إن لم يكن تحافظ على صحتهم!
البحث عن المعلومات الصحية والصحيحة في التعامل مع الخضروات قد يواجهك في مصر باتهامات بالفراغ والفوقية والدلع “المِرئ” تجعل كل من يحاول البحث بجدية يكُف عن بحثه!
على الجانب الآخر لا يعرف العديد من المصريون أسباب الوجع المفاجئ كل حين وآخر خاصة وجع المعدة المعتاد وحالات الإسهال/ الغمساك المفاجئة، ولعلنا عرفنا الآن أن أسبابها تكمن في تلك الصغائر اللطيفة التي وجب الاهتمام بها!
ولتجنب كلام مثل “أنا حاسس إن بطني وجعاني”، “أنل شكلي جالي إسهال”، “أنا حاسس إني جالي تلبك”!
هناك العشرات من المواقع العربية المخصصة للتعامل مع الأغذية بأنواعها المختلفة وإرشادات مختلفة للتعامل مع كل تقسيم من تقسيمات الطعام “بروتين، نشويات، دهون… إلخ”.
قليل من العناء في التعلم قد يوفر الكثير.. الكثير جدًا!
9- رياضة وكرش:
لا تُمارس النسبة العارمة في مصر أي نوع من أنواع الرياضة
ستجد عبارات إذا أردت أن تسأل أحد عن الرياضة متمثلة في أجوبة من صنف “يا عم أنا لاقي وقت”، “يا عم أنا فيا صحة”، “يا عم الرياضة دي بتاعة الناس الفافي”!
هناك اضمحلال كبير لثقافة الرياضة في مصر، وهناك اعتقاد متجذر بارتباط الممارسة بارتفاع درجة المكانة الاجتماعية والغنى دون إدراك فعلي للرياضة كمصطلح وسلوك.
يرتكز الاهتمام الأول والأخير لطبقات واسعة في مصر على صالات ألعاب الحديد “الجيم/ gym” وهو ما تمارسه طبقات مختلفة وكبيرة من الشباب مهما اختلفت طبقاتهم الاجتماعية، ولأسباب تتعلق غالبًا بالحصول على جسد جذاب لجلب انتباه الفتيات أو لممارسة الفوقية على الأقل قوة وحجمًا أو لمحاولة جلب التميز عبر الحصول على جسم مفتول العضلات.
لا توجد نسبة تُذكر تحاول لعب الحديد من أجل الهدف المنظور “الرياضة” كرياضة، لذلك تكثر وتنتشر حالات تعاطي المُنشطات وهرمونات التضخيم وغيرها من المواد الخطيرة التي يتم تناولها بنهم من أجل الحصول على المراد المبتعد تمامًا عن المفهوم الرياضي.
وبخلاف الشباب “الذكور” لا توجد ممارسة تذكر بين الشباب الإناث أو بين الرجال والنساء الأكبر سنًّا.
لا توجد ثقافة واضحة لممارسة الرياضة، ويسود اعتقاد خاطئ حول السن الملائم وتكثر الإشاعات والمرويات الخرافية المبتذلة حول أضرار الرياضة على الإنجاب والآثار السيئة للرياضة على الطول والجنس وحتى العظام والمعدة!
لذلك تظهر أعراض السمنة الهائلة مع عادات الطعام والشراب السيئة -التي تناولناها في الجزء الأول- ويظهر الكرش وتزداد أمراض القلب والسكر والضغط وغيرها من أعراض وأمراض التخمة والسمنة.
ونتيجة مؤكدة لذلك تزداد معدلات الوفاة وتصبح مصر دولة من أكثر دول العالم سمنة رغم قلة الدخل ووجودها ضمن الدول النامية الصاعدة!
لذلك ننصح بنسبة ولو لمدة عشر دقائق يوميًّا “يفضل الاستعانة بساعة التوقف stop watch” بتمرينات خفيفة مشهورة “المئات منها منتشر على اليوتيوب” لا تتطلب جهدًا أو تعبًا والارتفاع بالمستوى بشكل شهري بالوقت المحدد، بما يساعد على رفع مستوى اللياقة وتحرير الجسم من الدهون والترهل والأهم تحرير العقول من التلبد!
10- سرطانات!
ترتفع معدلات الإصابة بالسرطانات المختلفة في مصر، وبخلاف الأسباب الخارجية من تلوث للهواء والطعام والماء… إلخ.
تقبع العديد من المواد المسرطنة داخل كل منزل في مصر بشكل غير معلوم من قبل الكثير من المصريين:
– الصابون السائل ومواد التنظيف مجهولة المصدر تنتشر بشكل كبير بين المصريين لرخصها الملحوظ مقارنة بنظيرتها المعلبة رغم ظهور أكثر من تقرير صحفي موسع لأضرار تلك المكونات.
– المواد الغذائية مجهولة المصدر “خاصة التي تباع في مترو الأنفاق والمواصلات العامة” والمصنوعة داخل مصانع “بير السلم”!
– مواد التجميل النسائية شديدة الرخص والمنتشرة بشكل غير طبيعي داخل كل أسرة وأغلبها مكونة من مركبات كيماوية شديدة التأثير على الجلد.
– العطور المقلدة المباعة على الأرصفة خاصة الرخيصة منها ذات الألوان المختلفة والمحتوية على مركبات صودية تلقى رواجًا هي الأخرى!
– منتجات الشعر والبشرة مجهولة المصدر للرجال والنساء على حد سواء تنتشر بشكل متمدد لرخصها رغم الأضرار الهائلة على الصحة.
– الملابس المصبوغة الزهيدة الثمن، والتي يتم صباغتها بألوان مسببة للسرطان طبقًا لأكثر من تقرير صحفي نُشر، كما تنتشر الملابس كاملة “البوليستر” الصنع، والتي تصنع من أكياس القمامة ومواد البلاستيك!
– الطعام المجهز والمباع في الشارع ترتفع به مكونات الرصاص من العوادم الكثيفة في مصر كما ترتفع به نسب التلوث وانتشار البكتريا لعدم توافر البيئة المناسبة للعرض “ثلاجات ومبردات حافظة” كما ترتفع نسب وجود الغش وتنخفض معدلات الأمان.
وغيرها الكثير من مسببات السرطانات القابعة داخل أو خارج كل منزل في مصر التي وجب الالتفات لها.
كانت تلك قائمة صغيرة بعادات صحية خاطئة منتشرة بشدة في مصر وغيرها من البلدان العربية، فمن أراد لنفسه ولمن يحب صحة وحياة أفضل فليحتاط من تلك العادات وستلمس بنفسك الفرق الكبير في صحتك وحياتك.
أعدك.. بذلك.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست