المكان: أم الدنيا وﻻ تنس بأن تتبعها بأم الدنيا الله يرضى عليك.
الزمان: 2014، فسنة واحدة كافية لصحتك عزيزي القارئ.
2014 ، هذا الرقم كان مجرد سنة في حياتك، من الممكن أن تكون قد استخدمته للتدوين، لشهادة ميلاد أو وفاة، أو على الأغلب في خانة التاريخ فقط لتملأها وألا تتركها فارغة ليس إﻻ، أو من الممكن أنه قد ترك بصمة في حياتك لتحقيقك هدفك أو حلمك أو تاريخ هجرتك. لكنك لا تنكر بأنه كان عامًا ظللت تعض فيه الأنامل من الغيظ من تصريحات سمعتها، أو تلفاز شاهدته، أو لخبير استراتيجي استمعت.
البارانويا الكاملة المطلقة والبحتة تقول بأن كل رقم من مجموعة أرقام <2014> يحمل دﻻلة، فمن أشار بأقصى الرقم على اليمين، فهذا مؤيد للشرعية، أي سُمي إرهابيًّا، ومن أشار بالرقم التالي ولكن بإصبعه الأوسط فهذا معترض – هداه الله- ولكنه لم يسلم، فلقبه صار عدائيًّا وأناركيًّا.
ولكن ليس بالضرورة، فمن أشار بإصبع السبابة مثل بعض السلفيين أصبح من حزب النور، أو حتى برهاميًّا. ومن لم يشر بأي إصبع فهذا ربما بسبب أن صاحب اليدين مسجون احتياطيًّا أو من حياته صار منتحرًا اجتماعيًّا. بينما من أشار بالسبابة والوسطى ملوحًا بعلامة النصر فقد اهتدى وبالغل والكره اكتوى وبـ “افرم يا سيسي” قد اكتفى، وبالمواطن الشريف فهذا هو اللقب الذي إليه انتهى.
تبدأ السنة بشكل عادي جدًا، وهو نكتة “افتكاسية” من عينة >سأدخل المطبخ وسأخرج السنة القادمة<و>سأنام لمدة سنة وأستيقظ في سنة 2015< ومن هذه الأنواع من البيض البلدي، بينما 2014 بدأت بـ”افتكاسة” وانتهت ببراءة مبارك، أي بمعنى أصح “انتكاسة”، تخللها تحدي الثلج، وآﻻف المقبوضين، ويا رب ارحم المنتحرين، من الطلبة والموظفين، ولوفاة صباح زعلانين، ولردة فعل السبكي “مسخسخين”، ولكفتة عبد العاطي مشتهون، ولوقف البرنامج عدة مرات ساخطون، وفي حلقات ريهام سعيد من الضحك لميتون، بينما السلطات للملحدين قافشون، ولبذاءات الإعلام مشيرون، ومن سطحيتهم ساخرون، ولنصائح دكتورة هبة بالحرف لمتبعون، وبفيلم إنترستيلر مبهورون، ولنسبة الاستفتاء والانتخابات بالطبع لمتوقعون، وعلى بشرة خير لراقصون، ولابتسامة عدلي منصور لمفتقدون.
يا خسارة، (ده كان حتة سكرة!) أمعقول أننا بتلك البساطة له مودعون؟ بينما الآلافُ لخطاب السيسي بـ”الله عليك يا أستاذ” لمرددون، وصارخون، ولحلمه مفسرون، وعن ساعته الأوميجا متسائلون، وبالطبع لقعود السيسي على العرش لـ… رجاءً، أكمل النقط ولكن أرجوك اكتبها وفقـًا لمبادئك محافظـًا على السجع، فهلل له المهللون، وسبح بحمده المواطنون- أقصد الشرفاء منهم- وصدموا بأسعار البنزين، كأنهم من حبل المشنقة منزلون، ودخل من عارض بالأمس في الجحر المكنون، حتى أفراد تمرد ولَو مُخزوَقين، ثم أضحى الناس للتسريبات متابعين، ولها منصتين، وقنوات الإخوان لها مكررين.
وظهر من بين الإخوان لمواقفهم مراجعون، وعلى قادتهم ساخطون، ومن سابق مواقفهم مخجلون، ثم ظل الشعب يبكي على حال البلد المضنون، فظهر علماء الفلك والنجوم قالوا إن العالم لنا لمؤتمرون، فاتبعهم باقي الشعب بصوت الأنف مصدرون.
ما حدث في 2014، عليه العوض ومنه العوض، دعنا فقط ندعي بأن يسترها ربك في السنة الجديدة، وأن يخلصنا وينجينا من أولاد الحرام، فقط ادع الله وأنت موقن بالإجابة، هذا بالنسبة للبلد.
أما بالنسبة لك أخي القارئ، دون التطرق إلى كلام التنمية البشرية، الذي ﻻ يسمن وﻻ يغني من جوع، حاول أن تتعلم من أخطائك في حياتك أنت، حاول أن تحقق حلمك، وأن تستفيد من 2014 مثلي. نعم مثلي أنا – فالله يشهد- أني أكتب هذا المقال على أجندة 2014!
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست