فعليًّا لم نعلم أو نسمع أو نشاهد شيئًا عن «تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام» داعش إلا وكان مرعبًا ومحزنًا، ولكن هنالك بعض الأمور التي ربما لا يريد أحد أن يسمع بها عن هذه المنظمة الإرهابية، حيث إن كل رجل عاقل ومسالم يأمل في أن تكون هذه المجموعة محصورة في مناطق محدودة من العالم ولا تتحرك إلا بنطاق معين من العمليات، بالطبع سيكون محزنًا جدًا لو علم المرء غير ذلك لأن العكس في حالة داعش هو الصحيح، فهنالك بعض الحقائق حول داعش محزنة جدًا، حيث تؤكد هذه الحقائق الإمكانيات المدمرة لداعش وما يترتب عليها من آثار مدمرة على الأبرياء في الشرق الأوسط وجميع أنحاء العالم، في ما يلي تسع حقائق مؤلمة عن هذا التنظيم الإرهابي «داعش»:
1- داعش المنظمة الإرهابية الأكثر ثراء في العالم
داعش هي أغنى منظمة إرهابية في العالم، ومصدر هذا الغنى يأتي من أموال تهريب النفط والابتزاز والسرقة وكذلك الاتجار بالبشر، كما يفرض تنظيم داعش ضرائب على الأشخاص داخل المناطق التي يسيطر عليها، ولا يخفى أنهم يحصلون على المال من مراقبة وبيع المنتجات الزراعية داخل أراضي التنظيم.
داعش هذه المنظمة الملتوية، أيضا تمارس السرقة المصرفية كلما سنحت الفرصة بذلك، ما ينتج آثار مقلقة جدًا تتجسد في إمكانيتها تمويل وزيادة أنشطتها الخطيرة، وطبعًا من دون المال سيكون نطاق عمل أي منظمة إرهابية محدودًا، لكن مع استمرار توفير الأموال يمكن أن تستمر في البقاء بغض النظر عن القوة التي تواجهها، وبصفتها جماعة إرهابية مشهورة بعمليات القتل الوحشية والأساليب المبتكرة للتعذيب والقتل، فإن القدرة المالية الضخمة لداعش لا تشكل إلا كارثة أخرى على الأبرياء في الشرق الأوسط وجميع أنحاء العالم.
2- داعش نجحت في اجتذاب المقاتلين والمتعاطفين من العالم الغربي
واحدة من الحقائق المؤلمة والمقلقة حول داعش هي قدرتها على جذب المقاتلين والمتعاطفين من العالم الغربي، حيث يقدر أن أكثر من 4000 شخص غادروا من العالم الغربي للانضمام إلى داعش، الرجال يصبحون بالطبع مقاتلين والنساء يصبحن زوجات.
داعش تدير آلة الدعاية المتطورة عن طريق الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي لجذب الشباب من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الدول الغربية، فهي تنتج أشرطة فيديو ماكرة جدًا ويتم تداولها بكل سهولة على الشبكة العنكبوتية، كما أنها توزع المجلات المطبوعة، وقد لعبت أنشطة المنظمة الإرهابية على الإنترنت دورًا مفصليًا في نجاحها حيث جذبت الغرباء للانضمام إلى صفوفها.
لماذا هذه الحقيقة مؤلمة؟ ببساطة لأن الغربيين هم أكثر الناس تعلمًا ومهارةً في العالم، فعندما تحول داعش التعليم والمهارة إلى آلة للحرب والكوارث والقتل سيعاني المزيد من الأبرياء وسيموتون.
3- الاغتصاب أصبح مكافأة لمقاتلين داعش الأشداء
إن داعش تنظيم إرهابي وعنيف وقاس جدًا لدرجة أنه يعتبر الاغتصاب مكافأة لمقاتليه الأكثر ولاءً ومثابرة، والأكثر إثارة للاشمئزاز في ذلك هو أن أغلبية ضحايا الاغتصاب من الفتيات القاصرات، فلقد باعت داعش النساء اليزيديات اللواتي تم القبض عليهن باعتبارهن إماءً لممارسة الجنس أو وهبتهن هديةً للمقاتلين الذين انتصروا في ساحة المعركة، المحبط في هذا الوضع هو كيف أصبحت جريمة الاغتصاب تجسد مكافأة للإرهابيين الموالين والمثابرين، كلاهما الاغتصاب والإرهاب أصبحا يجسدان الصورة المقيتة الكاملة لهذا التنظيم.
4- منظمات إرهابية معروفة تعتبر أن داعش عنيفة جدًا
المضحك والمبكي بنفس الوقت أن منظمات إرهابية كالقاعدة التي يعتبر العالم أجمع أعمالها شديدة القسوة وسيئة للغاية، قررت قطع كافة العلاقات بينها وبين تنظيم الدولة، وجاء السبب على لسان أحد كبار مساعدي أسامة بن لادن أن تنظيم الدولة همجي جدًا ويفتقر لأي اعتبار للحياة البشرية، ومن المؤسف جدًا أن منظمة إرهابية مثل تنظيم القاعدة متهمة بالمسؤولية عن هجمات 11 سبتمبر 2011 التي أودت بحياة آلاف الأبرياء يمكن أن تعتبر منظمة إرهابية أخرى عنيفة وهمجية، هذا يستوجب علينا جميعا الخوف من المستقبل إذا ما بقيت داعش مستمرة.
5- داعش تمتلك «وادي سيليكون» خاصًا بها
سبب آخر يجعلنا نخاف على المستقبل باستمرار داعش، ألا وهو قدرة هذا التنظيم على تصنيع أسلحة عالية الجودة، حيث يمتلك تنظيم الدولة مصانع خاصة تقوم بتصنيع الصواريخ والقنابل وقذائف الهاون، تم اكتشاف هذه المصانع في الموصل عن طريق الجيش العراقي ومفتشين من المملكة المتحدة، وما يزيد الأمر سوءًا أن التنظيم هو نفسه من أنشأ المنظمة المركزية لمراقبة وحدة القياس والجودة، وهي منظمة تصدر مبادئ توجيهية محددة بشأن إنتاج الأسلحة وتراقب جودة التصنيع، وتتبع هذه المنظمة معايير مشابهة للجيوش الوطنية.
لماذا هذه الحقيقة مؤلمة جدًا؟ إذا كان لدى داعش قدرة على صنع الأسلحة بمفردها، وباعتبارها منظمة إرهابية وشريرة، فإن هنالك فرصة لأن تكون الأفعال الشريرة التي قاموا بها من قبل عبارة فقط عن غيض من فيض.
6- الدعاية الرئيسية لداعش هي قطع الرؤوس
ومن الحقائق المثيرة للاشمئزاز أن داعش تعتبر قطع رأس البشر استراتيجية تسويقية ودعاية فعالة وهي عنصر أساسي في حملتها الإرهابية.
مع المقاطع التي نشرتها داعش عن قطع رؤوس الكثير من الأبرياء، لم تظهر هذه المنظمة الإرهابية أي نوع من الرحمة، وكأنها تستمتع بالرعب الذي سيشعر به المشاهدون لمقاطع الفيديو، ومما يزيد الأمر سوءًا أن داعش تعلم الأطفال وتجبرهم على تنفيذ عمليات الإعدام.
لماذا هذا الرعب يزعزعنا؟ داعش ترى أن قطع الرؤوس هو استراتيجية دعائية في ذروة عهد الإرهاب، إذا ماذا سيحدث إذا اضطرت داعش إلى وضع استراتيجية دعائية جديدة عندما تتراجع وتعاني من الهزيمة؟
7- «مفاجأة» الأسلحة الأمريكية استحوذت على أعلى نسبة من أسلحة داعش مجتمعة
هنالك عدة طرق تفاجئنا بها هذه المنظمة الإرهابية، واحدة منها هي أن لدى هذه المنظمة أكبر مخزون للأسلحة الأمريكية الصنع والتي لا تمتلكه مثيلاتها من المنظمات الإرهابية الأخرى، وهناك سببان وراء ذلك: الأول أن الولايات المتحدة الأمريكية تزود القوات العراقية بالأسلحة والذخائر والتي قامت داعش بدورها بالاستيلاء عليها في ساحة المعركة، والثاني أن عملية تسليح قادة الاستخبارات الأمريكية للجماعات المتمردة التي تقاتل نظام الأسد جعلت من السهل على داعش الاستيلاء عليها.
8- قدرة داعش الكبيرة على القرصنة الإلكترونية
ثمة حقيقة أخرى عن داعش لا يمكن بأي شكل من الأشكال تجاهلها، ألا وهي قدرتها على القرصنة والتي بدورها تميزها عن الكثير من المنظمات الإرهابية الأخرى، حيث قام مؤيدو داعش باختراق حسابات تويتر ويوتيوب للقيادة المركزية العسكرية الأمريكية، وتصدرت هذه الاختراقات عناوين الصحف آنذاك وعلى الرغم من أن هذه الاختراقات لم تكن لها آثار مدمرة ولكنها كانت محرجة جدًا لضحاياها، حيث أنها سلطت الضوء على قدرة داعش على تنظيم وتنفيذ هجمات إلكترونية خطيرة في المستقبل القريب.
علاوة على ذلك، فإن حقيقة أن داعش سيطرت على مؤقتًا على حسابات وسائل الإعلام الاجتماعية للقيادة المركزية الأمريكية يظهر مدى تطور المنظمة الإرهابية وما يمكن حدوثه في المستقبل من ضرر ليس فقط على الأشخاص ذوي النفوذ وإنما على أشخاص أبرياء لا يمتلكون القدرة على حماية حساباتهم ووسائل تواصلهم الاجتماعي.
9- داعش ليس لديها مخططات لما بعد الحرب.
أشد وأقوى حقيقة مؤلمة عن داعش هي أنها لا يبدو لديها أي ترتيبات لما بعد الحرب. كل منشورات داعش الدعائية لا تمرر إلا رسالة الرعب والقتال المستمر.
تهدف داعش إلى خلق خلافة إسلامية عبر العراق وسوريا وخارجها، بدأت من الانفصال عن القاعدة ولم تنته بإقامة موطئ قدم في العراق، لكن لم يكن هناك شيء محدد عن عملياتها يبدي الرغبة في أنها ستتوقف عن القتال في مرحلة معينة، مهمة داعش هي شن الحروب من دون توقف، فعلا هذه هي الحقيقة الأكثر إيلاما، إلى اليوم داعش لم تكن مهتمة إلا بتصنيع الأسلحة وحفر أنفاق الحرب، ليس لديها أي خطط على الاطلاق لبناء القطارات والطائرات التجارية والسيارات وأجهزة الكمبيوتر المحمولة أو أي تكنولوجيا أخرى يمكن أن تساعد البشرية.
المفارقة الكبيرة أن داعش لم تفكر أبدًا في كيفية تصنيع السيارات لكنها أبدعت في إمكانية تحويل أي سيارة إلى قنبلة ضخمة، داعش افتقرت حتى إلى الخطط قصيرة أو متوسطة المدى مثل بناء المدارس والمستشفيات أو الطرق أو الصرف الصحي أو السدود، لكنا كانت سريعة جدًا في تحويل المدارس الموجودة إلى سجون.
داعش ليست مهتمة أبدًا بإنشاء دولة إسلامية هي مهتمة فقط في خلق حالة دمار مستمر.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست
علامات
داعش