“عودوا إلى أماكنكم” كانت أقوى من رصاصة الميدان.

 

“عودوا إلى أماكنكم” كانت أقوى من الإرهاب الذي تحاربوه.

 

“عودوا إلى أماكنكم” كانت أبشع من زنازين العسكر.

 

القاتل براءة والشهيد متهم، هكذا كانت النهاية التي نطق بها القاضي، ولم تهتز له شعرة أثناء النطق بالحكم، هذا الحكم الذي تُعَد أوراقه أكثر من ألف ورقة، لكنها كانت أوراقًا فارغة.

 

لقد صدر الحكم ضد الثوار وبراءة القاتل والعادلي وأعوانه، وأتهموا الثورا بأنهم بلطجية يستحقون أكثر من الموت، وذلك بحجة أنهم يعتدون على منشآت حكومية كأنها كانت نوادٍ أو قصورًا للثقافة، لكنها كانت مراكز وأقسام للإجرام والبلطجة ومنابع للظلم.

 

أتعجب كل العجب من الإعلام الفاسد الذي يحاول أن يُقنعنا بأن حماس هي التي أقتحمت السجون وقامت بحرق الأقسام، أتعجب كل العجب من الإعلام المضلل الذي يستخدم كلمة الجيل الثالث والطابور الخامس والتمويل الأجنبي ضد الثوار.

 

أتعجب كل العجب من الأستاذ إبراهيم عيسى الذي كتب في كتابه الأول بعد الثورة أن الإخوان هم من قاموا باقتحام السجون وكان هذا من باب الزور من وجهة نظر الكثير، ولم تُكشف أي دلائل حول ذلك.

 

أتعجب كل العجب من النائب العام الذي أتى به نظام الإخوان، والذي تقاعس عن أخذ الثأر للثوار والشهداء.

 

أين الإنسانية لكي تخرج كلاب السلطة وعاهرات ألسنتهم لأم شهيد وهي “تتمرمغ “!! في التراب أمام محكمة الظلم وهي تقول: ابني استشهد اليوم؛ فأين الإنسانية في هذا!

 

لم تكن المرة الأولى التي يظهر فيها شموخ القضاء؛ فأين قتلة ماسبيرو وقناص العيون وقتلة محمد محمود ومجلس الوزراء وغيرها؟!

 

طبقًا لتقارير موقع ويكي ثورة يوجد هناك مائة واثنان وسبعون شهيدًا للثورة استشهدوا في فعاليات سياسية، والذي وثق هذه الجرائم.

 

يراود ذهني “فيلم الجزيرة 2” عندما قال شخص يمثل حبيب العادلي والآخر الفنان خالد الصاوي داخل السجن عبارة “طالما العسكري داخل السجن بيديك التحية.. إعرف إنك لسه في مكانك!” وتحققت هذه الكلمة عندما قالها القاضي: ((عودوا إلى مقاعدكم)).

 

متأسف لكل شهيد، دمك سيظل في رقبتنا جميعًا، استهشدتم من أجل أن نعيش في حرية وكرامة إنسانية ووطن نحلم به جميعًا، كنا نتمناه وسنظل نحلم به حتى يأتي.

 

صامدون لا نعرف القهر ولا اليأس، ولا بد أن نتذكر دائمًا دعاء الاستعاذة الذي نردده “اللهم إني أعوذ بك من قهر الرجال”.

 

حقـًّا كما قالها الشاعر الجخ:
أنا أقوى منكم .. أنا جدري ضارب في البلدي غصب عنكم.

 

عار على مصر أن يضرب أهالي الشهداء بالرصاص الحي، هل هم مجرمون أم من حماس أم طابور خامس!

 

لماذا لم تفتح الميدان الذي مات فيه أولادهم الذين أثبتوا في أوراقكم أنهم منتحرون؟

 

أين قلوبكم؟؟؟؟

 

لقد حان دور التوحد الذي افتقدناه على مدار الثلاث سنوات.

 

“سنظل مكملين حتى نسقط الظلم”

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

تحميل المزيد