ويرسم القدر ملامح الحياة بكل تفاصيلها، لا خروج عن النص وإن ظن المرء أنه فعل؛ فكل شيء مسطر في لوح محفوظ، لا جبرية ولا جمهية. قبل أيام، في مقهى ريش التقيت الأستاذ يحيى حقي، وخلال حديثي معه ذكر صاحب القنديل طرفًا من ذكرياته، وقبيل انتهاء اللقاء دخل علينا الأديب ثروت أباظة، وتحدث صاحب القنديل عن أمير الشعراء أحمد شوقي؛ فإذا بالأستاذ ثروت أباظة يدلي بدلوه ويفتح لي مجالًا للقاء أمير الشعراء.
ابتسم صاحب القنديل وهزَّ رأسه جذلا، ثم التفت إلى ثروت أباظة في معابثة الأصفياة ومداعبة الأصدقاء، ثم قال: أيام يا ثروت بك! أتدري أن العائلة كلها كانت تطرب لقصائد شوقي! كانت قصائده تنشر في الصفحة الأولى بجريدة الأهرام، ونتلقفها كما يتلقف شباب هذه الأيام أجهزة الهاتف والجوال والأسماء التي طلعوا بها علينا، ونتجاذب الجريدة من بعضنا البعض، وقد يعرضها ذلك للتمزق، لكنها مجاذبة حب واهتمام. ثم التفت إليَّ وهو يواصل: وكنا يا بني! ننكب على حفظ القصيدة، ثم نستظهرها عن ظهر قلب، ولا يقارب شعر شوقي شعر أحد، اللهم إلا بيرم التونسي في أزجاله، لكن أزجال بيرم لم تكن تنشر في الصفحة الأولى، ويبقى شوقي في الصدارة.
ثم إن ثروت بك يحدثك عن واقعة طريفة، وهي واقعة جمعتني به لأول مرة، وكان لأمير الشعراء طرف فيها! أمسك ثروت أباظة بطرف الحديث، وضحك ضحكة طويلة، وقال وبريق عيناه يزداد وهجًا: أنت لازلت تذكر هذا الموقف يا أستاذنا؟! طيب! على كل حال يا ابني -جريًا على نداء أستاذنا يحيى حقي لك- لقد كنت في بدايات حياتي، وكان عمي عزيز أباظة ووالد زوجتي بعد ذلك شاعرًا معروفًا، لكنه لم يكتب المسرحية الشعرية إلا بعد أن فتح أمير الشعراء أحمد شوقي الباب بعدد من مسرحياته الشعرية؛ علي بك الكبير، قمبيز، البخيلة، الست هدى، مصرع كليوباترا، ومجنون ليلى.

أحمد شوقي بن علي بن أحمد شوقي (1868 – 1932)
أخذ النقاد على شوقي ركاكة الحبكة المسرحية، وكان على رأس هؤلاء الفنان عزيز عيد؛ فأفاد عمي عزيز أباظة من هذا النقد وشمر عن ساعد الجد؛ فكتب مسرحيته الشعرية العباسة، ولاقت استحسان الخديو حتى أنه خلع على عمي عزيز رتبة الباشا. يومها كان لي في عالم الصحافة مقال يتيم، وقد نشره العميد أحمد أمين في مجلة الثقافة، وقد عرفني عليه أستاذي عثمان بويه وهو الابن الروحي للعميد. المهم أنه لما نشرت مسرحية العباسة، كتب الأستاذ يحيى نقدًا للمسرحية -وانظر لابتسامته العذبة وكأنه يتذكر تفاصيل هذا الموقف بكل ما فيه من ذكريات- وفي تلك الأيام أخذتني حمية الشباب، ورأيت أن النقد فيه نسف لقيمة المسرحية؛ فامتشقت حسامي وكتبت مقالا للرد على نقد مسرحية العباسة.
بعد أيام اتصل العميد، وكانت مفاجأة فهذه المرة الأولى التي يتصل بي، ولم أتوقع أن يتصل بي وأنا طالب أول دراستي الثانوية، وقال لي كلامًا لا أنساه: «أنا أحدثك الآن ليس أحمد أمين رئيس التحرير، لكن أحمد أمين الوالد، وأنت في منزلة أبنائي، وقد قرأت ما كتبته للرد على يحيى حقي، ورأيت في الرد قسوة على الرجل، وقد فجع الرجل قبل يومين في زوجته وأم ابنته الوحيدة (نهى)، وإني أقترح عليك إن شئت أن تخفف من حدة المقالة رفقًا بالرجل، أو أن تنشره كما هو فالأمر عائد إليك، ومقالتك جاهزة للنشر»؛ فنزلت على اقتراح العميد وكتبت مقالة جديدة، ثم ذهبت إلى المطبعة وطلبت المقالة القديمة ونشرت الأخرى. ثم يشاء ربك أن يتولى والدي إبراهيم دسوقي أباظة باشا وزارة الخارجية، وأن يكون الأستاذ يحيى حقي مديرًا لمكتبه، وفي بعض الأيام أزور والدي ويعرفني على الأستاذ يحيى؛ فيبادر أستاذنا قائلًا: عرفته قبل أن ألقاه، وضحكنا جميعا، وكان يقصد أنه قرأ ردي على نقده لمسرحية العباسة.
اقترح الأديبان عليَّ فكرة أن ألتقي أحمد عبد الوهاب أبو العز السكرتير الخاص لأمير الشعراء، وهو رجل خلوق لا يتأخر عن المساعدة، وقدما لي عددًا من النصائح قبل لقاء شوقي، ومنها أن ألتزم بدقة المواعيد وأن أحرص ألا أمد يدي لمصافحته ما لم يبدأ، وأكدا لي أنه (موسوس حبتين) في ما يخص النظافة، وربما أنه المسؤول عن نقل تلك العدوى لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب؛ فالمشهور عن الموسيقار الكبير أن وسواس النظافة كان مسيطرًا عليه، وقد طرد الفنان محمد الحلو من بيته لأنه عطس في وجهه! وقبل أن نستطرد في هذا اللقاء التاريخي، أود أن ينتبه القارئ الكريم إلى أن اسم سكرتير شوقي الخاص وموسيقار الأجيال لا يُفهم منه أنهما أخوان، لكنه من باب الصدفة فحسب، وليأذن لي القارئ أن نستبدل اسميهما باللقب؛ فأقول لاحقًا سكرتيره الخاص وموسيقار الأجيال، للإيجاز ومنعا لالتباس الفهم لا سيما مع تكرار ذلك مرارًا. كما أنني اتفقت مع الأديبين الكبيرين يحيى حقي وثروت أباظة أن أعود إليهما، وأن أخبرهما بما توصلت إليه من نتائج، ووعداني بالمساعدة قدر استطاعتهما؛ لأنقل لأبناء الآيفون والسامسونج كنوزًا لم يعهدوها، وأن أبني جسرًا يصلهم بأدبنا العربي البديع.

تمثال أحمد شوقي في متحف أمير الشعراء (كرمة ابن هانئ) بالجيزة
التقيت سكرتير شوقي الخاص، واقترحت عليه أن أصاحبه لأعرف بعض تفاصيل يوم أمير الشعراء، وقد تردد في البداية كثيرًا وتلكأ في إجابة مطلبي، لكنه وافق بعد مدة واشترط ألا يراني أمير الشعراء، وألا أسأله سوالا إلا بعد موافقته؛ فوافقت على الفور. كانت الخطة تقتضي أن أرصد تحركات أمير الشعراء، وأسجل الأماكن التي يقصدها؛ لنعلم أين يأتيه شيطان الشعر، وإن لم يكن يقصد وادي عبقر؛ فكيف لأهل وادي عبقر أن يزوروا شوقي في قلب القاهرة؟! وبعد أيام من متابعة أمير الشعراء، تكونت لدي ملامح تحركاته اليومية، لكنها لم تكن بالدقة المطلوبة؛ ففاتحت سكرتيره في الأمر وقال لي: أنا ألازم أمير الشعراء ملازمة الروح للجسد والظل لصاحبه؛ فما استغلق عليك من أمره سلني عنه، وأنا سأجيبك إذ أنها أمانة، وفي حياة أمير الشعراء ما يلهم شعراء العالم ومبدعيه.
رأيت أمير الشعراء يخرج من بيته بعد الحادية عشرة صباحًا، وكان بيته (كرمة ابن هانئ) في مطرية الزيتون، ثم انتقلت كرمة ابن هانئ إلى شاطئ النيل بالجيزة. يركب شوقي سيارته متجهًا إلى محل جروبي بشارع المغربي، ويتناول إفطاره ثم يخرج لمتابعة بعض الأعمال اليومية بمكتب دائرته الكائن بشارع جلال. بعدها يركب ترام العتبة الخضراء من تقاطع شارعي الملكة نازلي-توفيق، وينزل في شارع فؤاد الأول (عماد الدين)؛ لشراء بعض الأدوية ثم زيارة جريدة الأهرام. في الأهرام يلتقي بالصديق داود بركات أو الأستاذ عبد القادر حمزة أو الأستاذ أمين الرافعي.
وفي الثانية ظهرًا يعود إلى جروبي؛ ليصطحب أبناءه (علي، أمينة، حسين) وربما يكون معهم صديقه الدكتور محجوب ثابت، وتنطلق بهم السيارة إلى كرمة ابن هانئ للغداء. لا ينام بعد الغداء ولم يعرف في حياته نوم القيلولة، إنما يجلس على مقعد طويل، وقدمه على مقعد آخر قصير ويستسلم للقراءة. وقد سألت سكرتيره الخاص عن الكتب التي يقرأها بعد الغداء؛ فأجابني: «كان لا ينام قطعيًا بعد الغداء، وإنما يجلس يقلب في عدة كتب، وكانت أحب الكتب إليه قبل مرضه ابن الأثير، والكشكول، والأغاني، والعقد الفريد، والدواوين. أما بعد مرضه فكان يقرأ الأغاني والعقد الفريد والجبرتي
وابن الأثير، وفي أواخر أيامه قرأ القرآن وتفسير النسفي وكتب الغزالي وكتاب إظهار الحق».

أمير الشعراء أحمد شوقي مع نجليه علي وحسين
أما في الخامسة مساءً؛ فيخرج شوقي مرة أخرى، قاصدًا جروبي أو محل ليبتون، ويجلس في ركن منفرد يتأمل ويجيل الفكرة بعد الفكرة، ويطلب قهوة فرنسية مثلجة مع قليل من السكر، وربما اقترح على بعض أصدقائه مشروبًا جديدًا، وتزيد غبطته إذا لمح في محياهم علائم الرضا بما يطلبه لهم، إما استسلاما منهم أو إيمانا بذوقه الذي صادف هوى في نفس أحدهم. قد ينشط بعدها لزيارة أخته أو بعض من لهم حق عليه، وفي التاسعة تمامًا يصل إلى الحاتي الكبير خلف حلواني صولت، أو محل فلاش أو محل سانتوز؛ فيتناول العشاء ومنه مباشرة إلى السينما، وأيام الأسبوع عند شوقي موزعة على السينمات؛ فلم يتناول وجبة العشاء يومًا في بيته.
سمعت أمير الشعراء مرة وقد أطرق قليلا، ومسح بكفه اليسرى جبهته وهو يستدرك: «لم أتناول وجبة العشاء يومًا في بيتي، حرصت على ذلك، لكنني بعد المرض لم أقدر على هذه العادة، ولم أدخل السينما منذ مرضت ولو لمرة واحدة. هاجمني المرض بعد وفاة أختي بشهرين، كان ذلك مساء 23 ديسمبر (كانون الأول) 1930». ويضرب أمير الشعراء بيده على ركبته ضربًا رفيقا وهو يواصل: «وبعد السينما أخرج إلى بعض الأصدقاء، ربما أذهب إلى مكتب داود بركات، أو وحيد بك الأيوبي، ونجلس في مقهى الشيشة أو صولت أو النيوبار، وتنتهي جلستنا حوالي الواحدة صباحا؛ فإذا انضم إلينا الدكتور محجوب ثابت، فإن السهرة تمتد ساعة إضافية». وقد أكد لي سكرتيره الخاص ما لاحظته؛ فقال: «أما عشاؤه فكان خارج البيت دائما، وبعد العشاء يدخل السينما، ويجلس في الصف الأول لضعف بصره وللبعد عن الزحام. أما بعد مرضه؛ فلم يدخل السينما قط».
وعن السينما نقل لي سكرتير أمير الشعراء الخاص موقفًا يستحق التأمل، وكان من دأب شوقي عند دخول السينما أن يقطع تذكرتين؛ الأولى له بالقرب من الشاشة ليرى المناظر عن قرب، والثانية لأحمد عبد الوهاب أبو العز -سكرتيره الخاص- ويقول له: اجلس حيث شئت وكما تريد! واتفق يومًا أن الرواية كانت ضعيفة، وأبو العز غير مرتاح للبقاء، لكنه تحمل مشقة الوقت مجاراة لرغبة شوقي في الحضور، لكنه لم يتمالك نفسه حين خرجا؛ فقال: لقد كانت الرواية ضعيفة ومملة؛ فأجابه شوقي: جدًا! وسأله أبو العز: فلما بقينا؟! قال شوقي: لقد تركتها في أول نظرة وشرعت أنظم، ثم نظر شوقي لأبي العز وهو يبتسم ويخبره نصيحة بديعة. كانت نصيحة شوقي: (لا تظن أن لمثل هذه الرواية الضعيفة تمر بدون فائدة؛ فقد تعرف مواطن الضعف فيها وهذا يفيدك قوة، ثم تعرف قيمة الرواية التي تراها في الغد إذا كانت من نوع أقوى؛ لأنه لا يظهر فضل الخفيف الجميل إلا البغيض الثقيل، ولا يحس الإنسان بقيمة النعمة إلا بعد الحاجة).
لاحظت أن تحركات أمير الشعراء منظمة، لا مكان للعشوائية في نظامه اليومي، لكنني لم أعرف متى يستقظ ومتى ينام وما هي عاداته داخل البيت؟ كذلك لم أعرف الوقت الأنسب لنظم شعره؛ فكان علي أن أسأل سكرتيره، وعلمت منه تفاصيل ذلك كله. قال سكرتير شوقي الخاص: «في المساء يعود إلى كرمة ابن هانئ؛ فيجد خادمه الخاص (واسمه أحمد محمد خليل كوشه) قد أعد كوبا كبيرًا من القهوة المثلجة، وأوراقًا وقلمًا وزجاجة الويسكي بالصودا المثلجة. ويجلس شوقي ليخط بيده ما نظمه طول اليوم، وقد يضيف أو يعدِّل أو يحذف منها، ويتناول كوبين من الويسكي، ويدخل إلى سريره في الرابعة صباحًا، ويستيقظ قبيل الحادية عشرة. بعد الاستيقاظ يغسل رأسه ووجهه ويديه حتى المرفقين بالصابون، ويساعده الخادم في غسل قدميه حتى الركبتين، وبعد تجفيفهما يغسلهما مرة أخرى بالكولونيا، ثم يأتيه الخادم بالسجائر؛ فإنه لا يفطر ولا يتعشى في كرمة ابن هانئ».

أمير الشعراء وموسيقار الأجيال
تسمرت عيناي وأنا أسمع سكرتير شوقي الخاص يتحدث عن زجاجة ويسكي! شوقي شاعر الإسلام يشرب الخمر! كانت صدمة بكل المقاييس، وقد يسترعي انتباه القارئ الكريم مغالاة شوقي في النظافة؛ فهو لم يكتفِ بغسل قدميه بالماء والصابون، بل بالكولونيا أيضًا! وهذا يقوي فرضية أنه موسوس، وأنه نقل عدوى هذا الوسواس إلى موسيقار الأجيال؛ فإن أحمد شوقي اكتشف عبد الوهاب وتبنى موهبته الفنية، وكان موسيقار الأجيال يرافق أمير الشعراء في رحلاته الصيفية إلى لبنان وسوريا، وسيأتي لاحقًا الحديث عن بعض مواقفيهما في لبنان. ثم إن سكرتير شوقي الخاص في كلام مفصل لحياة أحمد شوقي داخل بيته لم يذكر أن شوقي توضأ أو صلى! ولم أفهم السبب الذي حدا بالرجل إلى أن يتحدث عن تفاصيل تافهة، في حين أنه أغفل الشعائر الدينية في حياة أمير الشعراء، وقد عقدت المفاجأة لساني عن النطق؛ فلم استفهم منه عن السبب.
وخرجت من كرمة ابن هانئ والدنيا تدور بي، وقصدت مقهى ريش لأضع سؤالي بين يدي الأستاذين يحيى حقي وثروت أباظة، لكن هاتفًا لم أتبينه دفعني لدخول مكتبة في الطريق، وفتحت كتاب اثنى عشر عاما في صحبة أمير الشعراء لسكرتير شوقي الخاص، ويتحدث سكرتير شوقي في الصفحة 76 من الكتاب : «قال لي إنه كان قبل الحرب يشرب كمية كبيرة من الويسكي، ولكنه بعد سفره إلى إسبانيا استبدلها بالبيرة، وبعد عودته إلى مصر كان يشرب كوبتين (مثنى كوبة) ويسكي بالصودا قبل النوم». وابتداءً من 30 ديسمبر (كانون الأول) 1930 مع بدء مرضه ترك الويسكي، وفي شهر فبراير سنة 1931 كان يأخذ ملعقة نبيذ أبيض حلو مع مرقة الكومبوت بناء على نصيحة الأطباء، وبقي على ذلك حتى مارس 1932 فترك النبيذ، وفي شهري أغسطس وسبتمبر سنة 1932 كان يشرب كميات صغيرة من البيرة من وقت لآخر وليس كل يوم ويقول: (لست مشتهيًا لها، وإنما ذلك لأجل البول)، وكان بعد المرض لا يقبل رائحة الويسكي.

كرمة ابن هانئ بالجيزة
وأول إشارة ترد لتناول شوقي النبيذ، تأتي في الصفحة 51 من الكتاب نفسه، وفي سياق حديث السكرتير عن حادث السير الذي تعرض له هو وشوقي في طريقهما لتلبية دعوة رئيس الجمهورية اللبنانية شارل دباس، وقد أفزع فخامته وكل الحاضرين نبأ الحادث؛ فيقول أحمد عبد الوهاب: «.. وقدموا إلينا نبيذًا أبيض عتيقًا يرون فيه حكمة عقب كل فزع، وأرسلوا في طلب طبيب». اختلطت أوراقي وأنا أنعم النظر في قول حاسدي شوقي (إنه أطلق على منزله كرمة ابن هانئ لولعه بالخمر!)، وقد تغنى بالخمر غير مرة وقال (رمضان ولى هاتها يا ساقي)، وزادني سكرتيره حيرة واضطرابًا، وقفزت إلى عقلي صورة أبي نؤاس أو كما نكتبها اليوم (أبي نواس)، وخطرت لي فكرة جيدة، سأعرضها عليك عزيزي القاري في الحلقة المقبلة، ومعها إجابة سكرتير أمير الشعراء عن أنسب الأوقات لنظم الشعر عند شوقي، واسمح لي أن أطير إلى مقهي ريش للقاء الأستاذين يحيى حقي وثروت أباظة، وللحديث صلة.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست