أليكسي نافلني أبرز السياسيين الروس الذين يحركون الشارع الروسي تعرض لمحاولة اغتيال بوضع سم في كأس الشاي التي كان يشربها في المطار.

الحادث مألوف لنا بالفعل نفس الشيء حدث مع الرسام الروسي فيرزيلوف، ومع الصحفي الروسي المعارض فولوديا كارا مورزا مرتين، نفس الأعراض بالضبط نفس رد فعل السلطات لا نختلف على الإطلاق. قبل ذلك اغتيال الصحفية الروسية بوليتكوفسكايا وشيكوتشين وسكريبال، هذا النوع من السم في العادة تستخدمه المخابرات الروسية عندما تريد أن تغتال أحدهم وهي فعلا نجحت في ذلك في الكثير من المرات.

ولعل أهم شخصية التي قد يوجه لها الاتهام في هذه الاغتيالات هي يفغيني بريغوجين «طباخ بوتين» التي تتهمه جريدة نوفايا غازيتا بالتخصص في هذه السموم واستخدامها في سوريا وكما يقول التقرير بأن بريغوجين كان قد سافر إلى سوريا لتجربة هذه السموم على معتقلي تنظيم الدولية الإسلامية في سجون النظام السوري الذين تم تحويلهم إلى فار تجارب وتجريب سموم مختلفة عليهم.

أحد صانعي السموم لبريغوجين هو الصيدلي أوليغ سيمونوف. وبحسب معلومات الصحافة فإن سيمونوف متورط في تسميم زوج محامية مؤسسة نافالني لمكافحة الفساد التابعة ليوبوف سوبول، وهو عالم الاجتماع سيرجي موخوف، توفي سيمونوف نفسه في مايو 2017 تم العثور عليه ميتًا في حوض الاستحمام مع زجاجة كحول غير مسدودة، على الرغم من أنه وفقًا للصحيفة، لم يشرب أو يتعاطى المخدرات ويبدو بأن بريغوجين أمر باغتياله لكي يتلخص من أي أدلة قد تدينه.

محاولات الاغتيالات في روسيا مستمرة، حيث في السنوات القليلة الماضية تم تهديد ومحاولة تسميم الكثير من الصحفيين والسياسيين، وهذا طبيعي لنظام لم يعد يحترم أي قوانين ولا يعمل وفقها.

بوتين يخاف أن يصبح الوضع في روسيا مثل في روسيا البيضاء، لذلك باستهداف نافالني هو يحاول قتل الشخصية الأهم في المعارضة الروسية التي تستطيع تحريك الشارع ضده، بوتين نجح في ذلك في الماضي عندما تم اغتيال بوريس نيمتسوف قرب الكرملين، وبذلك استطاع بوتين إضعاف المعارضة ولكن بعد وقت قليل أصبح نافالني الرجل الأول في السياسية، لذلك بوتين يرى من نافالني تهديدًا مباشرًا له ويخاف منه.

الإعلام الروسي كان لا يعطي لنفالني التحدث في الإعلام الروسي، وحتى كان يتجاهل أي حدث سياسي كان يشارك فيه نافالني لأنهم كانوا يرون خطرًا كبيرًا منه على مستقبلهم السياسي والمهني.

بوتين ليس سياسيًا، وهو ليس سوى رجل استخبارات سابق تم السماح له بالسيطرة على السلطة ولو لا بوريس يلتسين الخطأ الأكبر الذي ارتكتبه القيادة السياسية في زمن يتلسين بأنها سمحت لبوتين أن يصبح رئيسًا وهذا الخطأ كان كبيرًا جدًا، وبسبب هذا الخطاء سوف يدفع الشعب الروسي ثمنًا كبيرًا.

ولو تم اغتيال نافالني أو إذا مات في المستشفى، فهذا سوف يفيد بوتين كثيرًا، وسوف يعطى لحزبه (حزب روسيا الموحدة) الكثير من الإمكانيات في الانتخابات المحلية والبرلمانية وما يخشاه الكثيرون.

سعر الاغتيالات سوف يكون عاليا لبوتين في المستقبل ولكن المقربيين لبوتين لا يفهمون ذلك وهم لا يفهمون بأن لكل دكتاتور توجد نهاية، ولا أحد سوف يستطيع أن يساعده سوى أن يسلم السلطة للشعب وأن يعطي له أن يعيش بحرية، أما الخيار الآخر هو تدمير البلاد وقتل الشعب، وبذلك يتحول من رئيس إلى مجرم.

ليس غريبًا على بوتين بأن يقمع شعبه، وهذا قد حدث في الماضي في زمن الاتحاد السوفيتي عندما قتل ستالين ملايين الناس وأرسلهم إلى مراكز التعذيب «غولاغ» ودمر المساجد والكنائس ولم يترك أي شيء في روسيا لم يدمره.

أليكسي نافالني سوف يبقى السياسي الأقوى والأفضل في روسيا، ولن يستطيع بوتين هزيمته ولكن على الشعب الروسي أن يفيق وأن يتحد وإذا لم يحدث ذلك سوف يقتل بوتين الكثيرين.

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

المصادر

تحميل المزيد