تمهيد
– يدفع المواطنون المسالمون دائمًا ثمن بطش حكامهم، فنجد أن عدد ضحايا أي غزو أو حتى المشاركة فيه على أقل تقدير مثل “عاصفة الحزم” كأقرب مثال يمثل عددًا لا يستهان به.
تفقد الإنسانية معناها في تلك الهجمات الباطشة، بل وفي السلم أيضًا، يدفع هؤلاء الأبرياء ثمن ديكتاتورية حكامهم وخصوصًا في مجتمعاتنا العربية وعالمنا الثالث.
اليمن “عاصفة الحزم”
“لا صوت يعلو فوق صوت المعركة” ذلك المبدأ القبيح الذي راح وأصيب وقتل على إثره الآلاف من البشر وربما الملايين عبر عقود من الزمان، ودفع ثمنه دماء هؤلاء المساكين.
كل ذلك من أجل اكتساب سلطات وسطوات جديدة على رقاب البشر جميعًا من أطفال ونساء وشيوخ وشباب.
الواجهة الدينية
للأسف الشديد، قد لاقى هذا الهجوم على اليمن استحسانًا لدى الكثير من العرب، فالقادة السياسيون استغلوا ما هو على الساحة من شحناء ما بين السنة والشيعة واختلاف مذهبي قوي بينهم ولكن هيهات.
ألم يسألوا أنفسهم السواد الأعظم من العامة: لماذا لم يجتمع العرب لمواجهة بشار النعجة ذلك الظالم الطاغية القاتل لشعبه؟!
ذلك السفاح الذي أباد الأطفال وأباد شعبه بالأسلحة والسوائل الكيميائية المحرمة دوليًا مع العلم أنه يعتنق المذهب الشيعي! ولعل أقرب هذه الحوادث هي هجومه على “إدلب” بالأسلحة الكيميائية بدون أي رد فعل من أي قائد عربي!
ألم يسألوا أنفسهم هؤلاء المغفلون: لماذا ترك القادة العرب الهمام أهل السنة والمسلمين عمومًا يبادون ويذبحون في إيران وأفريقيا الوسطى وبورما!
نجد طبقًا لآخر تقرير من “اليونيسيف” أن في آخر 6 أيام قد قتل ما يقرب من 20 طفلًا و60 مدنيًا معظمهم سني، إذن ذلك التجمع الغريب ليس له علاقة بما هو قائم بين سنة وشيعة، إنما هو لأسباب سياسية بحتة.
تحالفات القوى العظمى
نجد في خلال الأشهر القليلة الماضية، عندما قرع الحوثيون أبواب اليمن بمساعدة المجرم الخائن “علي عبد الله صالح” كما ظهر في بعض التسريبات الأخيرة له، نجد أن نفوذهم اشتد خلال محيط البلاد المجاورة لليمن ووصل بعض المحاور الجغرافية الاستراتيجية الاقتصادية المهمة “كمضيق باب المندب”، مما قد يدق ناقوس الخطر على النفوذ السعودي في تلك المنطقة.
ذلك النفوذ الذي يخدم مصلحة (الأم الكبرى): الولايات المتحدة الأمريكية وبما لها من نشاط اقتصادى هائل وعملاق في المنطقة العربية وبالأخص: الخليج العربي.
وأيضًا بما لها من حلفاء مشاركين في تلك العاصفة: كمصر والسودان والمغرب وقطر أمام النفوذ الروسي المتمثل في إيران وسوريا واليمن مؤخرًا.
إذن، ما هو السبب لذلك التجمع العربي الغريب ضد اليمن؟!
هو إما خدمة لمصالح (الأم الكبرى)، أو لحماية الحدود السعودية، أو لأسباب أخرى من الممكن أن تجيب عليها الأيام القادمة.
جيش مرتزقة
“من لا يرى الماضي، يغفل عنه المستقبل” جورج أورويل
إذا فتحنا بعض صفحات التاريخ الماضي، نجد أن بعض جيوشنا العربية وليكن الجيش المصري “على سبيل المثال”، قد شارك في الحملات الاستقلالية لبعض البلاد الأفريقية والعربية “كنيجيريا والجزائر والكونغو”، طلبًا لزعامة ونفوذ محلي وإقليمي كما فعل “ناصر” المجرم.
نجد أن من نتائج ذلك
أ- فقدان ما يقرب من 10000 مقاتل وجندي في أحراش الكونغو الوعرة.
ب- خسر الجيش المصري في فترة التسعينات الكثير من قواه العسكرية.
ت- هزيمة نكراء في حرب اليمن 1962 حتى 1970 وقتل الآلاف من الجنود.
ث- انغماس قادة الجيش بالسياسة كما حذر من ذلك المشير عبد الغني الجمسي.
ج- نكسة 1967.
بعد كل ذلك، لا نتعلم من ماضينا جيدًا، بل نعيده بكل أحداثه وتفاصيله تقريبًا!
ألم نتخذ عبرة وعظة؟!
من المتوقع والطبيعي أن تحدث نتائج مشابهة لتلك النكسات والتي بدأنا أن نتذوق مرارتها حاليًا.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست