بدأت الإستراتيجية الأمريكية الخاصة بالحرب على الإرهاب عام 2001 بعد إخفاقها في إفشال عملية 11 سبتمببر، وقد اعتُمِدت الإستراتيجية الجديدة بعد إخفاقها في إيقاف العمليات المسلحة في أفغانستان والعراق، ونجحت عام 2006 بقتل الزرقاوي وإنشاء الصحوات في أفغانستان والعراق والقضاء على المهاجر وأبو عمر البغدادي بمساعدة الأمن العراقي، وبعد فشلها في سحق جذور ومعطيات ومغذيات قاعدة العراق وظهورها من جديد، اعتمدت إستراتيجية 2010 التي نجحت بقتل ابن لادن وقيادات مهمة في القاعدة وداعش وجبهة النصرة وما تسميه بـ”تنظيم خراسان”، لكنها فشلت في عرقلة واحتواء داعش في العراق وسورية وفشلت في حماية الحليف الأوروبي بل وحماية الأمن القومي الأمريكين أوباما يعمل على متابعة التحديث في الإستراتيجية الأمريكية.
(٢٠٠١-٢٠٠٥) تحالف دولي وبغطاء الأمم المتحدة لتنفيذ عمليات عسكرية مباشرة ومصطلح “مكافحة الإرهاب”.
(٢٠٠٦-٢٠١٠) عمليات خاصة باستخدام العدو العميل والصديق العميل بدلاً من المقاتل الأمريكي.
(٢٠١٥) إعادة إحياء الاستعانة بالعدو العميل والصديق العميل في الجبهة السورية، إعطاء زخم للحرب الإلكترونية والإعلامية والتشدد في ضوابط تأشيرة الدخول، عمليات خاصة لاغتيال قيادات مهمة في العراق وسورية وليبيا واليمن، والتمهيد لتغيير سياسي وثقافي واقتصادي في بعض الأنظمة الحاكمة في المشرق الإسلامي.
نهج الصبر الإستراتيجي وهو وصف أطلقه أوباما على الإستراتيجية القومية للولايات المتحدة، نهح يقوم على عدم استخدام القوات البرية بشكل مباشر أولًا وأخيرًا، واحتواء داعش والنفس الطويل وعدم الاستجابة للاستفزازات.
هذا النهج سوف يستنزف اقتصاد الدول في المشرق الإسلامي والتي تتسابق لعقد صفقات السلاح وحروب عسكرية نتائجها مجهولة مصحوبة بانهيار أسعار النفط، هذه الإستراتيجية لن تنتهي حتى تعود دول المنطقة فقيرة كما كانت عليه قبل اكتشاف النفط.
نشرت وكالة رويترز للأنباء تقريرًا مفاده أنّ هجمات باريس الّتي أودت بحياة زهاء 130 شخص لم تكلّف خزينة “داعش” أكثر من 7500 دولار أمريكي وقال وزيرالماليّة الفرنسي ميشيل سابين: “إنّ منفّذي هجمات باريس أنفقوا من أجل التّحضير لها 30 ألف يورو – حوالي 35 ألف دولار –” وقد أنفق أكثرها في تأمين بنادق كلاشينكوف وذخيرة وأحزمة ناسفة بدائيّة الصّنع وشراء بضع سيّارات وشقق في العاصمة الفرنسيّة.
لقد استطاع تنظيم داعش بدولارات معدودات أن يتصدر المشهد الإعلامي في العالم بأسره لمدة ثلاثة أيام متتالية أو أكثر، بل نجح في إيصال رسائله إلى العالم بكل اللغات بعد الحادثة وذلك عن طريق بث فيديوهات من مكاتبه الإعلامية المحلية تهدد فرنسا والفرنسيين بأن الهجمات لن تتوقف حتى تترك فرنسا قصف المدن الواقعة تحت سيطرته.
زادت الموافقات على مبيعات الأسلحة الأمريكية للخارج بنسبة 36 بالمئة لتسجل 46.6 مليار دولار منذ بداية 2015 وحتى سبتمبر أيلول الماضي مقارنة بنحو 34 مليارا عن عام سابق. وقفزت الموافقات على مبيعات الصواريخ والقنابل الذكية وغيرها من الذخيرة لحلفاء الولايات المتحدة إلى مبلغ يقدر بستة مليارات دولار في العام المالي 2015 مقارنة مع 3.5 مليار دولار عن عام سابق.
وهذا العام وحده أقرت الحكومة الأمريكية بيع صواريخ هيلفاير لكوريا الجنوبية وباكستان والسعودية ولبنان وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا. وفي يونيو حزيران قال الجيش الأمريكي إنه طلب من لوكهيد مارتن زيادة إنتاج صواريخ هيلفاير من 500 صاروخ كل شهر إلى 650 بحلول نوفمبر تشرين الثاني.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست