من منا لم يشاهد أفلام الأنمي في صغره! جميعنا شاهدناها بلا شك. لكن ذلك غالبًا ما يكون فقط خلال فترة الطفولة، وما أن يبلغ الولد أو البنت سن النضج حتى يبدأ بالابتعاد عن هذه الأفلام، اعتقادًا منه أنها مخصصة فقط للأطفال، ولكن دعنا لا نجزم منذ البداية بأن الجميع يقلعون عن مشاهدة الأنمي عند بلوغهم سن النضج؛ فهناك فئة عريضة يستمرون بمشاهدة هذه الأفلام حتى بلوغهم سن العشرين (أو ربما أكثر).
لكن أولًا وقبل كل شيء لا بد من توضيح نقطة مهمة قبل الغوص في الموضوع، وهي: ما الفرق بين الأنمي والكرتون؟ إن الكثير من الأشخاص يخلطون بين الأنمي والكرتون ولا يفرقون بينهم، حيث يعتقد البعض أن الأمر يتعلق بنفس الشيء، ما دام بالإمكان تسميتهما رسومًا متحركة، لكن الأمر خلاف ذلك تمامًا.
فاﻷﻧﻤﻲ – Anime – ( ﺑﻔﺘﺢ ﺍﻷﻟﻒ ﻭﻛﺴﺮ ﺍﻟﻨﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﻴﻢ)، ﻫﻮ ﻛﻠﻤﺔ ﻳﺎﺑﺎﻧﻴﺔ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻟﻮﺻﻒ ﺍﻟﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺫﺍﺕ ﺷﻬﺮﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ. إذ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺍﻷﻧﻤﻲ ﺑﺎﻟﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ، ﻭﻟﻜﻦ الجماهير العاشقة ﺍﻟﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻴﺔ ﻗﺪ ﺍﻋﺘﺎﺩﺕ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﺑﺎلأﻧﻤﻲ، ﻭﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﺪﺑﻠﺠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺽ ﻋﻠﻰ القنوات العربية هي ﻳﺎﺑﺎﻧﻴﺔ ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺇﻃﻼﻕ ﻛﻠﻤﺔ أﻧﻤﻲ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻣﺜﻞ ﺳﺎﻟﻲ ﻭﻋﺪﻧﺎﻥ ﻭﻟﻴﻨﺎ، ﺍﻟﻘﻨﺎﺹ، ﺍﻟﻤﺤﻘﻖ ﻛﻮﻧﺎﻥ … إلخ.
أما ﺍﻟﻜﺎﺭﺗﻮﻥ (Cartoons)، فهو ﻛﻠﻤﺔ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻣﺜﻞ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﻟﻮﺻﻒ ﺍﻟﺮﺳﻮﻡ ﺍﻟﻤﺘﺤﺮﻛﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻻﻗﺖ ﺭﻭﺍﺟًﺎ ﺃﻳﻀًﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ، ﻭﻣﻦ ﺃﺷﻬﺮﻫﺎ ﻭﺃﻗﺪﻣﻬﺎ، ﺍﻟﻔﺄﺭ ﻣﻴﻜﻲ ﻣﻦ ﺷﺮﻛﺔ ﺩﻳﺰﻧﻲ، ﻭﺗﻮﻡ ﻭﺟﻴﺮﻱ، ﻭﻏﻴﺮﻫمﺎ…
أﻣﺎ ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻧﻤﻲ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﻜﺎﺭﺗﻮﻥ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ، فيكمن ﺃﻭًﻻ في ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺍﻟﺮﺳﻢ، ﻓﻠﻜﻞ ﻧﻮﻉ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻣﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺳﻢ، ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ الرسوم اليابانية، ﻭﻛﺜﺮﺓ ﺍﻟﺘﻔﺎﺻﻴﻞ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻜﻮﻥ ﺃﻗﺮﺏ من الحقيقي نوعًا ما، ﻋﻠﻰ ﻋﻜﺲ ﺍﻟﺮﺳﻮﻡ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﻏﺎﻟﺒًﺎ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺭﺳﻮﻡ ﻫﺰﻟﻴﺔ.
ﺛﺎﻧﻴًﺎ، ﺍﻟﻜﺭﺗﻮﻥ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ في الغالب يكون موجهًا ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺍﻷﻧﻤﻲ ﺍﻟﻴﺎﺑﺎﻧﻲ فهو ﻳﺤﺘﻮﻱ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﻣﺎ وأكشن وقتال بأشكال متنوعة ومختلفة من أنمي لآخر، ﻓﺒﻌﻀﻪ ﻣﺨﺼﺺ ﻟﻠﻜﺒﺎﺭ ﻭﺑﻌﻀﻪ ﻟﻸﻃﻔﺎﻝ ﻭﻫﻜﺬﺍ دواليك، ﻓﻬﻮ ﻻ ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﺤﺴﺐ، ﻣﺜﻞ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻜﺮﺗﻮﻥ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ، إذ هناك ﻣﻦ ﺍأﻧﻤﻲ (الياباني) ﻣﺎ ﻫﻮ ﻣﺨﺼﺺ ﻟﻌﻤﺮ +18، وما هو مخصص لأقل من ذلك.
ودعني أقل لك يا عزيزي القارئ إن أفلام الأنمي (الياباني) تضاهي أفلام سينما هوليود الأمريكية، نعم هذا تثبته لغة الأرقام المتعلقة بالأنمي، إذ يكفي أن تعرف أن 50% من أفلام السينما اليابانية هي عبارة عن أفلام أنمي، أي إنها تستحوذ على نصف الحصة.
هذا بالإضافة إلى وجود عدد صخم من استوديوهات إنتاج الأنمي باليابان يتكون، إذ نجد أكثر من 430 استديو إنتاج من أبرزها استوديو غيبلي، وتوي أنميشن وغيرهما.
وفي العالم العربي، فقد لاقت أفلام الأنمي إقبالًا منقطع النظير، خاصة بين صفوف الفئات العمرية الشابة التي تتراوح بين 15 وحتى 25، وذلك بسبب المتعة التي يعثرون عليها بين ثنايا الأنمي، وهو أمر لا يمكن إنكاره، فالأنمي نجح إلى حد بعيد في تصوير الصراعات التي يمر بها الإنسان، سواء مع نفسه أو مع الغير، بطريقة محببة وممتعة، هذا بالإضافة إلى الإثارة والأكشن والمغامرات الرائعة التي تجعل مدمني الأنمي، والذين يسمون بالأوتاكو، يتمنون لو أنهم يكونون ضمن تلك العوالم، وهنا يجب أن نصرح بأن من يصل إلى مرحلة الهوس بالأنمي عليه حتمًا أن يراجع نفسه؛ لأن الأمر قد يصبح مرضيًا.
وهنا سنستعرض نبذة قصيرة عن أفضل أفلام الأنمي التي يتابعها الشباب العربي بنهم:
1- ناروتو: وهو عنوان سلسلة “مانغا” يابانية منتهية ألفها ورسمها “ماساشي كيشيموتو”.
تدور أحداث القصة حول النينجا المراهق “ناروتو أوزوماكي”، الذي وجد نفسه منبوذًا من قبل سكان قريته؛ بسبب “الكيوبي” (وحش) الذي بداخله، لذلك وضع نصب عينيه أن ينال لقب الهوكاغي، وهو اللقب الذي يطلق على قائد القرية وأقوى نينجا فيها، لينال احترام واعتراف الجميع. وفي هذا الأنمي ستنبهر بالدقة الشديدة في عرض الأحداث وترابطها، هذا فضلًا عن الاستمتاع بمعارك النينجا الطاحنة والمشوقة.
2- دراغون بول: من منا لم يشاهد “دراغون بول”! “دراغون بول” هو سلسلة ابتكرها أكيرا تورياما، وهو الذي كتبها ورسمها.
قصة “دراغون بول” مستوحاة من الرواية الصينية التقليدية “رحلة إلى الغرب”. تحكي القصة عن مغامرات “سون غوكو” منذ طفولته حتى بلوغه، بينما يتمرن على الفنون القتالية ويستكشف العالم باحثًا عن الأجرام السماوية السبعة المسماة كرات التنين والتي تستدعي تنين يمنح الأمنيات عند جمعها. أثناء رحلته، غوكو يصادق العديد من الأصدقاء ويحارب مجموعة متنوعة من الأشرار، كثير منهم يسعون إلى كرات التنين أيضًا لأغراض شريرة.
3- ون بيس: هي سلسلة مانغا يابانية من تأليف ورسوم إييتشيرو أودا. تدور أحداث ”ون بيس” حول مغامرات لوفي، فتى شاب اكتسب جسمه خصائص المطاط بعد أكله بالخطأ فاكهة غريبة (فاكهة المحيط حسب الدبلجة العربية الرسمية)، وطاقمه المتنوع من القراصنة، المسمين قراصنة قبعة القش. يستكشف لوفي المحيط بحثاً عن أعظم كنوز العالم المعروف باسم “ون بيس” ليصبح ملك القراصنة الثاني.
وهناك العديد من أفلام الأنمي لها أيضًا شعبية واسعة، كأنمي “بليتش”، و”هجوم العمالقة”، و“القناص (هانتر هانتر)…
خلاصة القول إن أفلام الأنمي ليس مخصصة للصغار فقط، بل هي للكبار أيضا، وهي صناعة سينمائية يابانية تضاهي هوليود أمريكا.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست