اعتدنا سابقًا أن العملية التسويقية تتم بقواعدها المعهودة والمُنسقة وفق التخطيط السليم المُشكل خصيصًا للمنتجات بعينيها، وفق موعد طرحها في السوق، وعلى بُعد زمني مناسب جدًا بقدر التوقعات اللازمة لنجاح المنتج أو فشله .
على هذا يسير طرح المنتجات، وتسير ـ أيضًا ـ خطة الحفاظ على سمعة أو مكانة المنتج في السوق، وهو ما يعرف لاحقًا باسم الحفاظ على «Brand name» للمنتج في السوق منذ زمن طرحه وتشكيل أراء الناس حوله بعد استهلاكه أو استهلاك وجوده وسط المنتجات.
اعتادت الشركات على استخدام نوعين من الدعاية، والمعروفتين باسم «الدعاية الإيجابية» و«الدعاية السلبية» للمنتج، تشمل الدعاية الإيجابية طرح المنتج في أبهى وأحسن صورة، بكل ما فيه من مميزات وخصائص تستطيع أن تُميز وتخلق هالة تجديدية تُرغب المُستهلك أن يشتريه، أو ليندفع ويذهب خصيصًا؛ حتى يحصل عليه قبل نفاد الكمية.
أما عن «الدعاية السلبية» فكثير من المنتجات قد حظي بها؛ بعدما فشلوا في أن يحققوا رغبة تأثير المنتج في نفوس وعقول المستهلكين، فاضطروا أن يختاروا طريقة طرح المنتج بإعلان قد يشمئز البعض من وسيلته، أو ينهر من فِطرة ادعائه الكاذبة، غير المتوفرة في المنتج، ومن المجادلة غير السوية، تُخلق الدعاية للمنتج ويشتهر.
ولكن بعام 2016، ودخول شهر أبريل بهذا العام المنفرد من نوعه، تطرقت بعض الشركات والمؤسسات إلى أن تجعل لوجودها مكانة تسويقية مميزة، لا تنحصر تحت بند «الدعاية الإيجابية» ولا «الدعاية السلبية»، يُمكن أن نُحسب لوجود «السوشيال ميديا» وتأثيره دورًا كبيرًا فيها.
فمع بدء شهر إبريل اختارت بعض الشركات أن تذكر عملاءها بمنتجاتها في سلوك كوميدي خفيف؛ باستخدام السلوك الذى يميز هذا الشهر كل عام، ويطلق عليه «كذبة إبريل».
– فنجد مثل شركة «نسكافيه» قد اختارت أن تُظهر إعلانها على صفحتها على الموقع الاجتماعى «فيس بوك» عن إطلاق الشركة لنسكافيه بنوعِ جديدِ، ولم يطرح من قبل، لونه وردي، وقد صُنع خصيصًا للفتيات .

كدبة إبريل
ثم تأتي اليوم التالى لتنفى خبرها، وتُصارح جمهورها بالحقيقة!
– ونجد مؤسسة «Teens Club» وهي مؤسسة مُتخصصة في تقديم ورش تدريبية وكورسات مختلفة في شتى المجالات .
قامت أيضاً باختصاص مثل تلك الأنواع الدعائية الجديدة، في شكل كورس غنائى جديد تقدمه، وطرحت الأمر هكذا على جمهورها.
ثم جاءت اليوم التالي نافية للخبر.
– أما عن الشركة الثالثة وهي شركة «Loacker»، فأرادت أن تفاجئ جمهورها بشكل أكبر، وبدأت أن تُعلن عن إغلاق الشركة بمصر، ووقف نشاطها منذ يوم 30 مارس.
حتى جاءت يوم 1 ابريل وصرحت لجمهورها بالحقيقة.
اختلفنا أو أتفقنا مع الأسلوب، ولكننا لا نستطيع أن ننكر نجاح فكرته، ومبدئه، وهو تنشيط اسم المنتج والشركة في السوق، ووجودها في عقل المستهلك بشكل متميز جعل من اليوم روتينًا جديدًا لا يُجحد ولا يُذم.
رافعين شعارًا واحدُا: «دَعنا نسوق بصمت».
قوة الإنترنت، وبخاصة «السوشيال ميديا» التواصل الاجتماعي، تزداد يومًا بعد يوم، فهناك أفلام قصيرة وحملات توعية تُخصص فقط للانتشار عَبر الفيس بوك، وهناك أخبار تنشأ أهميتها، وتُصدر للإعلام التقليدي، سواء المقروء أو المرأى بواسطة السوشيال ميديا.
دَعنا نتفق أن للرأي العام مكانة كبيرة تُبرز بأفعاله بنفسه، وليس عَبر وسيط، فقط بقدرة التواصل والتكنولوجيا التي جعلت منهم حَلقة وصل صعب أن تتفكك.
فهل يُمكن للسوشيال ميديا أن تقضى على الإعلام التقليدي يومًا ما؟ سؤال يجب أن يُطرح للنقاش والمُشاورة!
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست