في صباح يوم يملؤه روح شعب مناضلة تجاه ذلك الوطن الحبيب الذي ما زالت مسؤوليته في عتاق رقابنا، يشهد أهله الكثير من مقتل نبلائه فداه، ورغم كل الأسرى والمحتجزين فما زالوا يقفون معه حتى يتحرر من السرطان اليهودي المتشعب. إنها حقًا حقيقة مؤلمة عندما لا نرى أهلنا في الخارج يقدرون أوضاع إخواننا وأخواتنا ويفضلون ما يرغبون عن أقل ما يمكنون فعله ألا وهو التضامن مع هذا الشعب الذي ليس سوى خالقه وبعض القلوب الصافية في هذا العالم.

إن عالمنا العربي ما زال بانحدار مأساوي وتخلف مقمع تطأطئ له رؤوسنا خجلًا على ما نحن عليه الأن. إن الشعوب العربية ما زالت في دوامة المخدر الإسرائيلي ولا زالت في رضًا وسعادة بحالتهم رغم تدهورهم المستمر من سنة إلى أخرى. إن هذه الدوامة قد صنعت على أن تكون طويلة المدى لتأثر على الشعوب العربية. إننا في دوامة تتضمنها عدة دوامات أخرى لكي يتغلغل الكيان الصهيوني ويمد جذوره بكل ارتياح وسلام، ولذلك فإننا لا نعلم كم سيستغرقنا الوقت لنخرج من دوامتنا الحالية.

إن تشوه وانعكاس صورة الإسلام الحقيقية هي أول دوامة ما زلنا نعاني منها. لقد استخدم الكيان الصهيوني التكنولوجيا بكل أنواعها على العموم على إفساد العقول البشرية وضرب إبر تخدير بحيث تشل قدرة الإنسان المسلم تجاه حقوقه وما يسعى إليه! بل وإيصال مفاهيم خاطئة عن الدين ومعتقدات تعلق المسلم بين الواقع والخيال وتحد قدرته. كما أن دوامة المصالح الدولية لا يستهان بها. وإن جئنا إلى دوامة الصراع مع لغتنا، فإننا نجدهم يسلبونها عبر التأثير علينا من عدة نواحي، وكل ذلك يهدف إلى تقليل عدد الناطقين بها وسهولة السيطرة على عدد أكبر من البشر، ونشرها بحيث إنها تمد بعمر لغتهم. وهذا يعود على مصلحتهم الشخصية. إن هنالك الكثير والكثير من الدوامات العصيبة التي يجب علينا أن ننجوا منها بكل سلام وخير دون أن تمسنا بأي ضرر قدر المستطاع، وذلك مستحيل.

ليس حلمًا بل حقيقة! ونحن مكبدين الأيدي بلا حل بل نكتب مقالات! بلاد تنتهك، تدمر، تعاني من أزمات اقتصادية، تعاني من أزمات مالية. وبلاد تزدهر، تتطور معماريًا، تتنشط اقتصاديًا. ماذا بحق الجحيم قد فعل الشعب العربي ليلقى ذلك؟ أم هو أساس المشكلة؟ هل شاهدتم برنامج «خواطر»؟ ألم ترون كم كان يعج بالأفكار الضوضائية التي قد ترسلنا إلى بلوتو مرتين إذا اتبعناها؟ ولكننا نحن العرب «هكذا»! نعم. نتقبل النصيحة بوجه بشوش كالمنافقين. ونترك أقدارنا على الله! إن القدر ليس سلة مهملات نرمي بها اخطاء حمقى نرتكبها ثم نقول «قدر الله وما شاء فعل»، بل إن ذلك القضاء. على العموم، فإننا لا نقبل التغيير، وإلا قد تغيرنا وغيرنا من حولنا. فنحن البلادة تمشي في عروقنا لفعل شيء نفيد به هذه الأمة، ولهذا فإنني لن أتوقع التغيير من المراحل المقدمة – ليس تشاؤمًا – بل إن الأمور ما زالت قادمة على ما لم تشهده الدول العربية قط خلال السنوات القليلة المقبلة. لماذا لا نكون أشخاصًا ذات دوافع وأحلام مخطط لها. من لديه موهبة فلينميها. من لديه حرفة فليتقنها. من لديه قدرة على تكملة تعليمه فليكمله ويتفوق بجدارة. إننا في ورطة حقيقية ولن نخرج من هذه الورطة إلا بأعمالنا. فلينظر كل شخص إلى ما قدم وما لم يقدم ويتابع مسيرته في هذه الحياة التي لن يعيش كل ثانية تمضي مرة أخرى. فلنتحد ونقف جنبًا لجنب. من لنا سوى بعضنا. البحر من خلفنا والعدو من أمامنا. فلنتفكر ونوعي الغافلين. إنها عبارة عن «أن تكون أو لا تكون»! فلنترك من فوقنا ونتحد. إننا نحن من يجب علينا أن نغير مستقبل أجيالنا القادمين. وأن لا نترك الأمور بأن تسير على ما عليه الآن.

إن انعدام الإحساس الذي لدينا بعدم الطمع بالحياة التي يعيشها الغرب من الانفتاح العقلي والمساواة التامة يعود علينا بالضرر التام. غير أن المصيبة الأكبر إن كان الشعب غير راض ومقتنع بذلك. وعندها يمكننا القول إن الدوامة قد جاءت بنتيجتها وعم التأثير المخطط لها.

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

عرض التعليقات
تحميل المزيد