أغلب من هم خلف القضبان هم شرف مصر الذي اتهمت فيه، نعم من خرج من ميادين 25 يناير يحمل تهمة اليوم. عد بذاكرتك إلى بداية 25 يناير، كانت دعوات كثيرة من الشباب للنزول اعتراضا على الفساد وسوء الأوضاع، وكانت مطالبنا واضحة: (عيش، حرية، عدالة اجتماعية)، فقط هذا ما نريده، أن نعيش أحرارا نتمتع بحقوقنا في ظل تطبيق للعدالة.
اعترض الكثير ورفضوا حتى مساندتنا، الكثير من الأحزاب في ذلك الوقت، ولكن الشباب أصروا، خاصة وأن الداخلية ونظام أمن الدولة التابع لها يمارس قمعه على الشباب ونسي أن حماية الوطن مهمته، وليس قمعه.
قامت الثورة على يد أشرف من أنجبت مصر، ودفنا فيها الكثير، كنا نتحرك في البداية عبر مواقع التواصل، أخفينا كل شيء عن أقرب من لنا، إلى أن وصلنا للميادين عندها خوننا كثيرون زايدوا علينا، وعلى قدر إيماننا بالتغيير وبأن ووطننا يستحق الأفضل بقدر ما تجمع الناس، حاولت الداخلية وحاول الإعلام وحاول البعض القفز على الثورة، ثورتنا لم يكن لها قائد نعم، ولكن كان لها أهداف، وكان الثمن الذي دفعناه باهظا حتى يومنا هذا.
اليوم ستجد كل من شارك في 25 يناير واحدا من أربع حالات: إما دفع حياته ثمنا لتحقيق العدالة. وإما خلف قضبان يموت خلفها موتا بطيئا، وإما مطارد يبحث عن مخرج، أو أنه مغترب يصارع أحلام العودة.
أصبحت الثوار يحملون تهمة تدعى بالتظاهر؛ فقط لأنهم اعترضوا، إنها تهمة يلفق معها بعض ( الحبشتكنات ) حيازة سلاح أبيض أو ملون، الانضمام لجماعة محظورة، حتى الثورة أصبح يطلق عليها مصلح (قلب الحكم ).
كل من حاول المطالبة بأي حقوق طالته يد البطش، لقد أصبح السجن هو المرحلة التي يسبقها الخطف والاختفاء القسري كما تسميه المنظمات الحقوقية، والتعذيب للاعتراف، وأخيرا إن كنت محظوظا كوفئت بحكم، وإلا فالتجديد هو ما تستحقه.
فإسراء الطويل ورفاقها مازالوا لا يعرفون ما هي تهمتهم؛ كانوا في نزهة تحولت لتهمة، وإسراء معرضة للشلل في أي وقت بسبب عدم تلقيها العلاج واستكماله.
والصحفي يوسف شعبان .. حياته مهددة بسب عدم تلقيه العلاج بسبب فيروس سي الذي يعاني منه.وقد تم الحكم عليه في قضية تظاهر ملفقة بكل المقاييس حتى أن الاستشكال المقدم من محامي الدفاع عن يوسف شعبان قد رفض لوقف تنفيذ الحكم ضده، لحين النظر في النقض المقدم في القضية المعروفة إعلاميا باسم “قضية اقتحام قسم الرمل”.
وكانت محكمة استئناف الإسكندرية، قد قضت بحبس يوسف وآخرين، بينهم الناشطة الحقوقية ماهينور المصري، بالسجن سنة وثلاثة أشهر بتهمة التعدي على أفراد قسم شرطة الرمل بالإسكندرية، وهي الواقعة التي صدر حكم فيها مؤخرا، رغم أنها وقعت منذ عامين خلال حكم الدكتور محمد مرسي.
ناهيك عن تدهور صحة العديد من المعتقلين من الأساتذة والمثقفين ورجال الدين والقيادات الأخوان داخل السجن في حين أن مبارك وعصابته كانوا يتلقون العلاج والرعاية الصحية طيلة بقائهم داخل السجن!
“يارا رفعت سلام” هي محامية وباحثة حقوقية، وناشطة سياسية ومدونة، تم القبض عليها في اﻷحداث المعروفة بمسيرة اﻻتحادية في تاريخ 21 يونيو 2014م، وكانت التظاهرة تدعو لوقف العمل بقانون التظاهر، وتم عرضها على محكمة جنح مصر الجديدة في تاريخ 29 يونيو 2014 في جلستها المنعقدة في معهد أمناء الشرطة، حيث تم تأجيل نظر القضية لتاريخ 11 سبتمبر 2014م لحين تحقيق طلبات الدفاع.
وكان اهتمام يارا سلام بالدفاع عن حقوق اﻹنسان قد بدأ حينما كانت في الخامسة عشر من عمرها حيث تطوعت في جمعية “النسور الصغيرة“، وكان ذلك هو ما دفعها لدراسة الحقوق ثم الحصول على ماجستير في “القانون الدولي لحقوق اﻹنسان من جامعة نوتردام“، بدأت يارا حياتها بعد تخرجها من كلية الحقوق بجامعة القاهرة بالعمل كباحثة في شئون الحريات المدنية بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، ثم عقب حصولها على شهادة الماجستير عملت كمساعدة قانونية باللجنة اﻷفريقية لحقوق اﻹنسان والشعوب في جامبيا.
عادت “يارا سلام” إلى القاهرة في 2011م عقب ثورة 25 يناير والتحقت بالعمل في مؤسسة (نظرة) للدراسات النسوية حيث رأست “برنامج المدافعات عن حقوق اﻹنسان“، وكان هذا البرنامج من أول اﻷدوات التي عنيت بتوثيق اﻻنتهاكات ضد النساء وهو ما أهلها للترشح لدرع المدافعين عن حقوق اﻹنسان في شمال أفريقيا في عام 2013م، ثم عادت مرة أخرى للعمل بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية.
تم القبض على “يارا سلام” من قِبَل مجموعات ترتدي ملابس مدنية وتسليمها لقوات اﻷمن يوم 21 يونيو 2014م، واقتيادها إلى قسم شرطة مصر الجديدة، وأحيلَت إلى النيابة العامة موجهة إليها اتهامات منها خرق قانون التظاهر وإتلاف ممتلكات عامة وخاصة واستعراض القوة وحيازة مفرقعات، وهي اﻵن بمحبسها بسجن النساء بالقناطر عِلماً أنه لم يتم إثبات أي ممارسات عنف لها، ولم تقم إﻻ بممارسة حقها في التعبير عن رأيها بشكل سلمي.
سلوى محرز الإنسانة هكذا عرفت سلوى منذ بداية الثورة وحتى اليوم و تعمل سلوى مهندسة معمارية وهذا العمل يعد لها مصدرا رزقها الأساسى، ومع ذلك نرى سلوى كثيرا” تترك عملها لتذهب لمصابي الثورة تزوره وتجلس معه لتؤنس وحدته فضلا عن مجهوداتها الرهيبة فى مساعدة المصابين لتلقى علاجهم بالمستشفيات.
كانت سلوى ترعاهم وتذهب معهم لجلسات العلاج بالرغم من رجوعها من عملها آخر اليوم منهكة، إلا أنها كانت ترى راحتها ومتعتها فى مصاحبة المصابين للمستشفيات وتلقى العلاج كانت تشاركهم رحلة كفاحهم نزلت سلوى لمسيرة الاتحادية هى الأخرى رافضة الظلم وقانون التظاهر الظالم مصاحبة لأحد مصابى أحداث محمد محمود.
وعندما تم الاعتداء على التظاهرة كان هم سلوى هو حماية زميلها المصاب حتى تم إلقاء القبض عليهما معا” وذلك بعد التحفظ عليهم بقسم شرطة مصر الجديدة إثر ذهابها للقسم بغرض تحرير محضر بالاعتداء من البلطجية على ذلك المصاب الذى كانت سلوى برفقته عقب انتهاء فض المسيرة، وإصابته إصابة أخرى بالغة.
وبعد القبض عليها بذلت سلوى مجهودات كبيرة لخروج المصاب للمشفى بناء على حالته الصحية ونسيت نفسها ولم ترتح ويهدأ لها بال حتى تم خروجه للمشفى بالفعل هذه هى الجميلة الإنسانة سلوى تفكر في غيرها قبل أن تفكر فى نفسها ومساعدة الغير.
سناء هي ابنة أحمد سيف الإسلام المحامى الحقوقى والدكتورة ليلى سويف الأستاذة الجامعية والأخت الصغرى لمنى سيف وعلاء عبد الفتاح سناء، تدافع عن المعتقلين بدون محاكمات وبدون جرائم، سناء واثنان وعشرين متظاهرًا يواجهون تهمًا بخرق قانون التظاهر وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة، وحيازة «أسلحة ومفرقعات ومواد حارقة»، ومقاومة السلطات، بسبب تنظيمهم مسيرة قرب قصر الاتحادية ضد قانون التظاهر والمطالبة بالإفراج عن المتظاهرين المقبوض عليهم أمام مجلس الشورى لرفضهم لذات القانون، من بينهم علاء شقيقها الأكبر.
آية حجازي ليسانس حقوق من جامعة جورج ميسون الأمريكية، أسست جمعية خيرية لمساعدة أطفال الشوارع في مصر، وحاليا سجن القناطر الخيرية لأكثر من ٣٠ يوم بدون أية محاكمة، التهمة: تدريب أطفال الشوارع على السلاح!
تواصلت معها عندما قمنا بحملة دفيهم بدل ما تقعد تصورهم في 2013م، وكان ردها عليَّ وقتها (صفية احنا في وقت اللي يقدر يعمل خير ويساعد يعمل مش هنستنا حاجة من البلد ودول أطفال)، وقمنا حينها بما نسطيع عمله، بالمناسبة كان هناك أطفال تموت من قلة الأكل والبرد، وأيام كان المسئولون نائمين في دفء قصورهم.
كل ما كانت تفعله آية أنها تحاول تحسين حياة أطفال الشوارع، وبسبب السعار الأمني وغياب القانون قبضوا عليها ولفقوا لها تهمة باطلة.
ماهينور المصري، وشهادتي عنها مجروحة لأني أعرفها عن قرب يكفي فقط أن تسأل عنها عمال مصر الغلابة هم من سيخبرونك عنها، وغيرهم ممن ارتدوا البدلة الحمراء، ليسوا قتلة ولا مجرمين ولا حتى متاجرين في المخدرات، هم فقط متظاهرون خرجوا في ثورة يناير ومن أولتراس ( أهلاوي، ونهضاوي وربعاوي ) هم فقط متظاهرون يريدون حياة شريفة كأي شريف في هذا العالم.
تعلمنا أن مصر هي أم الدنيا، ونحن أبناؤها نحمل شرفها، ولكن هناك من يعبث بهذا الشرف، ويتهم الأم في شرفها، ويكتفي بميزان العدل ميزانا مرسوما خلف القضاة.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست
علامات
مصر