كان ابن باديس متأثرًا بما حوله من حوادث وتغيرات إقليمية وعالمية، لذلك استغل فوز الجبهة الشعبية اليسارية بفرنسا في مايو (أيار) 1936 للمطالبة باستقلال الجزائر لأن اليساريين يدعون دعم الحركات التحررية فكتب في الشهر ذاته عن حق الاستقلال السلمي.

ومن المضحكات أن الحاقدين ممن كان أكبر مطلب لأجدادهم في عهد الاستعمار أن يكونوا مواطنين فرنسيين بعد أن عاشوا بصلاحيات مواطنين من الدرجة الثانية رغم ولائهم وإخلاصهم قولًا وفعلًا لفرنسا راحوا يتصيدون الثغرات لإخراج النصوص من سياقها المعنوي والواقعي ليطعنوا في شخص ابن باديس وجمعية العلماء عن طريق المغالطة، حيث ينبشون نصًا للشيخ وقت انضمامه للمؤتمر الإسلامي زمن فوز الجبهة الشعبية الفرنسية، ويوردون مقطعًا خارج سياق النص لمغالطة القارئ، فيتهمون ابن باديس بأنه سمى من يلجأ إلى حمل السلاح ضد فرنسا بالمجرم، ثم تصل بهم الحماقة إلى الاستنتاج أن ابن باديس سمى المجاهدين بالمجرمين رغم أن ابن باديس مات قبل 14 سنة من اندلاع الثورة التحريرية التي مهد لاندلاعها.

والقارئ للنص من بدايته يكتشف مقدار المكر وحقد هؤلاء، إذ إن مقصود الشيخ أمر آخر تمامًا، فعنوان مقاله كان«حول كلمتنا الصريحة»(1) وقد جاء بعد إصدار موقف ابن باديس وجمعيته ضد التجنيس دعاة الاندماج الذين ألفوا الانبطاح الفكري للاستدمار حتى قال قائلهم وكتب: «أنا فرنسا»، فرد ابن باديس بقوة فغضب عليه الكثير من عبيد فرنسا ووصفوه بالمجرم والخارجي والأحمق الذي أثار إفريقيا لبناء دولة على الخرائب وغيرها من أنواع الشتائم، ونبذت الحركة الشيخ وقالوا للسلطات الاستعمارية إنه يريد إعلان الجهاد ضدهم، رغم أنه كان في تلك المرحلة يسعى لاستقلال سلمي كاستقلال أستراليا عن بريطانيا.

وكان قصد خصوم ابن باديس تأليب المستخرب الفرنسي ضده لإفشال مشروعه والتحريض على تعذيبه وسجنه، فبين الشيخ موقفه في تلك المرحلة وأنه لا يخشى من المطالبة بالاستقلال الذي كان يراه خصومه يومئذ مستحيلًا فيقول: إن الاستقلال حق طبيعي لكل أمة من أمم الدنيا. وقد استقلت أمم كانت دوننا في القوة والعلم والمنعة والحضارة، ولسنا من الذين يدعون علم الغيب مع الله ويقولون أن حالة الجزائر الحاضرة ستدوم إلى الأبد.. وليس من العسير، بل إنه من الممكن أن يأتي يوم تبلغ فيه الجزائر درجة عالية من الرقي المادي والأدبي، وتتغير فيه السياسة الاستعمارية عامة والفرنسية خاصة، وتسلك فرنسا مع الجزائر مسلك الأخيرة إنجلترا مع أستراليا وكندا واتحاد جنوب أفريقيا، وتصبح البلاد الجزائرية مستقلة استقلالًا واسعًا، تعتمد عليها فرنسا اعتماد الحر على الحر.

وإلى هنا يبين الشيخ رغبته في الاستقلال بكل وضوح عن طريق السلمية لأن تلك المرحلة كانت متعلقة بوجود حكومة الجبهة الشعبية المدعية مساندة الحركات التحررية(2)، لكن الحركيين الذين فضلوا الانصهار في الهوية الفرنسية أرادوا إفساد مشروع الشيخ بالوشاية والنميمة والقول إنه يريد إعلان الحرب رغم أنه كان في تلك المرحلة يطمح للاستقلال السلمي كما بينه في كلامه، وغرضهم في ذلك هو إفشال مشروعه لترفض فرنسا مطالبه ويبقوا تحت إبطها وفي حضنها، فرد على هؤلاء الخصوم قائلًا (هذا هو الاستقلال الذي نتصوره – لا الاستقلال الذي يتصوره خصومنا المجرمون، استقلال النار والدماء)، وهنا وصف خصومه الذين سبوه وشتموه بالمجرمين لأنهم وصفوه بها في مقالاتهم، وقال عنهم (لكن خصومنا، كما قلنا آنفًا، أرادوا أن يفهموا من كلامنا أننا نريد الاستقلال ورأوا أنهم يحرجوننا إذا وضعوا البحث على بساط الاستقلال.

حتى إذا زل بنا القدم فوق هذا البساط الأملس استنزلوا علينا نقمة الحكومة وطلبوا أن نعامل معاملة الثائرين المهيجين، وأن نذهب ضحية قوانين روني وما سبقها، لكن خابت آمالهم، فنحن قوم لا نتأخر عن الخوض في مثل هذه الميادين، وأنهم لا يزعجوننا أن جرونا للبحث في مسألة الاستقلال. إن الاستقلال حق طبيعي لكل أمة من أمم الدنيا.(3) وهكذا يتفطن القارئ لمقدار المكر وإخراج الملبسين النص عن سياقه بالكامل، وحتى مطالبة الشيخ ابن باديس بالاستقلال السلمي في تلك المرحلة لا يعني أنه ضد استقلال التضحية والفداء، بل كان يرى وجود استقلال سلمي خطوة تعقبها خطوات لنيل استقلال تام يكون بعده إما الحياة أو الممات وفي هذا قال بعد عودته مباشرة من المؤتمر الإسلامي:

(أيها الشعب لقد عملت وأنت في أول عملك فاعمل ودم على العمل وحافظ على النظام، واعلم أن عملك هذا على جلالته ما هو إلا خطوة ووثبة ووراءه خطوات ووثبات. وبعدها إما الحياة وإما الممات)(4).

ومنذ البداية سعى ابن باديس لتحضير الأمة الجزائرية المسلمة لتحدي كل الظروف، فبدأ بمرحلة الإصلاح وتحرير العقول والقلوب، ثم طالب في المرحلة التي تليها بالاستقلال السلمي عندما تهيئت ظروفه وفازت الجبهة الشعبية

فلما خذلوه وكادوا له كل المكائد حيث دبروا اغتيالًا للمفتي كحول وألصقوا التهمة بالشيخ العقبي، وسجنوا رجالًا من الجمعية بواد سوف، وسجنوا شيخ الأوراس عمر دردور والشيخ الإبراهيمي، وأغلقوا دار الحديث، وضيقوا على مدارس الجمعية(5).

وأصدروا قانونًا يمنع تدريس اللغة العربية ويعتبرها لغة أجنبية تحت مسمى مرسوم شوطون في 8 مارس (آذار) 1938 (6) ونكلوا بالمعارضين المطالبين بالاستقلال السلمي كمصالي الحاج ومفدي زكريا، هنالك أيقن ابن باديس أن فرنسا لن يخرجها إلا الكفاح والتضحية، وبدأ في المرحلة الثالثة والتخطيط لها والتلميح لها في مواضع من مقالاته، والجهر بها لجلسائه، فكان مما كتبه بعد يأسه من فرنسا وفشل المؤتمر الإسلامي قوله: كذب رأي السياسة وساء فألها، كلا والله لا تسلمنا المماطلة إلى الضجر الذي يقعدنا عن العمل، وإنما تدفعنا إلى اليأس الذي يدفعنا إلى المغامرة والتضحية. (7 )

والتضحية التي يقصدها هي إعلان الجهاد ضد فرنسا، ولا يكشف عاقل كامل أوراقه لعدوه لذلك اختار الشيخ لفظ التضحية، وكذلك قصيدته المشهورة «شعب الجزائر مسلم» كتبها سنة 1937 بعد نهاية تجربة المؤتمر الإسلامي المؤلمة ويأسه من فائدة السلمية مع فرنسا، وقد كانت من أشد القصائد وضوحًا في نهجه الأخير بإشهار مبدأ الكفاح بعد فشل مناورات سياسة الانفتاح مع مستدمر سفاح ومما جاء فيها صريحًا قوله:

من كـان يبغي وِدَّنـا *** فعلى الكرامة الرّحب

أو كان يبغـي ذلّـنا *** فله المـهانـة والحرب

هذا نظـام حيـاتنـا *** بالنور خُطَّ وباللّهـب

حتّى يعـود لقـومنـا *** من مجدهم ما قد ذهب

ويرى الجزائـر رجّعت *** حقّ الحياة المستـلب

ومما جهر به للمقربين وأعده في تلك المرحلة وبشهادة أحد تلامذته الثقات الأثبات الشيخ أحمد حماني ما ذكره في مقاله الشهير ابن باديس والثورة في قوله: (ومن ذلك ما سمعته بأذني وحضرته بنفسي في إحدى أمسيات خريف 1939 في مجلس بمدرسة التربية والتعليم الإسلامية بقسنطينة، وتطرق الحديث إلى موضوع الحالة السياسية بالجزائر بعد إعلان الحرب، وموقف بعض كبار رجال الأحزاب السياسية الذين جندوا – إجباريًا أو تطوعًا – في صفوف الجيش الفرنسي، وكان الشيخ رحمه الله متألمًا جدًا من هذا الضعف فيهم، وقد صرح بما فحواه: «لو أنهم استشاروني واستمعوا إلى وعملوا بقولي لأشرت عليهم بصعودنا جميعًا إلى جبال أوراس، وإعلان الثورة المسلحة»، وقال لبعض من كان معه في نادي التّرقي: عاهدوني، فلما عاهده مصافحة قال: إنّي سأعلن الجهاد على فرنسا عندما تشهر عليها إيطاليا الحرب). وقال أيضًا (منذ خريف 1940 منع الشيخ عبد الحميد من حرية التجول وأصبح في إقامة جبرية بمدينة قسنطينة، ولكنه لم يلتزم بذلك، وصار يتفلت من القيد سـرًا لمتابعة أعماله التحضيرية للثورة، وقد حدثني الأستاذ محمد الصالح بن عتيق مدير مدرسة الميلية أنه طرق عليه الباب ذات ليلة ففتحه وإذا به يجد الشيخ متنكرًا، فدعاه إلى النزول – أي المبيت – فاعتذر، وأنه حدثه عن الثورة المسلحة وعن مدى استعداد الشعب في جبال الميلية لها، قال فأجبته بأن رجال الميلية فيها وفي جبالها رجال بارود، وله أن يعول عليهم إذا جـد الجـد، وأن الاستعـداد النفسي للثورة كامل فيهم.(8)

والقارئ لتلك الشهادات يجد وعيا عميقا في اختيار المكان والزمان والإنسان، فإعلان انطلاق الثورة من جبال الأوراس، سببه وعورة جبال المنطقة ومعرفة أهلها بها، واختيار زمن الثورة وقت حرب فرنسا ضد ألمانيا بسبب أنها صارت ذليلة هزيلة، ودخول إيطاليا يزيدها ضعفًا، وتعويله على رجال منطقة الأوراس والميلية لأنهم أسود شجاعة ورجال دين وعلم.

فمن خنشلة مركز الأوراس خرج طارق بن زياد ومن الميلية خرج علماء جزائريون كبار منهم المبارك الميلي، ولكن المنية وافت الشيخ قبل أن يتم ما خطط له حيث توفي في أبريل (نيسان) 1940، وبرحيله ذهب كنز نفيس له القدرة على جمع مختلف صفوف المسلمين العاملين، وفرنسا ومسؤولوها ومؤرخوها يعرفون جيدًا دور ابن باديس وجمعية العلماء في إيقاظ الوعي وتصفية الدين وحفظ الهوية وصناعة الثورة وجيلها، ويعلمون أن طريق ابن باديس هي طريق موازية لطريق رجل الشجاعة والمقاومة والبسالة الأمير عبد القادر وإن اختلفت بعض الإحداثيات بين الرجلين.

لذلك ضيقوا على الجمعية وكادوا لها وأغلقوا مجلاتها وعرقلوا عملها حيث صدر في 16 فبراير (شباط) سنة 1933 منشور ميشال الذي يمنع الجمعية من إلقاء الدروس ويشدد الرقابة على نشاطاتها ومما جاء فيه: (لقد بلغني من عدة جهات من الأهالي أنهم يشعرون بالقلق والانزعاج من دعوة معينة تتم ممارستها في أوساطهم، إما من طرف الحجاج الذين استلهموها من الحركة الوهابية في مكة، أو الحجاج الجزائريين الذين يحملون فكرة الوحدة الإسلامية، أو أخيرًا مجموعات مثل جمعية العلماء المسلمين التي تأسست بهدف فتح المدارس العربية الخاصة حيث يتم تدريس القرآن واللغة العربية… إلى قوله: هذا الوضع يتطلب اليقظة القصوى لدينا. لا يمكن التسامح مع الدعاية التي تخفي توجها خبيثًا تحت قناع الثقافة الإسلامية أو الإصلاحات الدينية. لذا أود منك أن تولي اهتمامًا وثيقًا للاجتماعات والمؤتمرات التي تنظمها جمعية علماء المسلمين برئاسة السيد ابن باديس والمتحدث الرسمي باسمها الشيخ الطيب العقبي.(9)

وفي هذا السياق نجد شهادة جان تشارلز سكانييتي أستاذ التاريخ بجامعة نيس حيث قال: (منذ زمن الأمير عبد القادر إلى تأسيس جمعية العلماء من قبل الشيخ عبد الحميد بن باديس في عام 1931، احتلت الإيمان مكانة بارزة في التعبئة العسكرية للجزائريين وفي الدفاع عن هويتهم.(10)

هكذا كانت فرنسا تخشى ابن باديس وجمعيته، وتضيق عليهم ورغم ذلك لم ييأس الرجال واستعانوا بالصبر وواصلوا نشر الوعي، فحتى وإن انتهى مشروع إعداد ابن باديس للثورة على فرنسا بوفاته، إلا أن الجمعية واصلت دربها في التعليم والإصلاح بعد انتخاب الشيخ البشير الإبراهيمي وهو في المنفى رئيسًا لها، وفي زمن البشير الإبراهيمي كثرت صراعات حزبية وسياسية بين أبناء الحركة الوطنية من مصاليين ومركزيين، وبين السياسيين والعسكريين وبين جبهة التحرير وحزب حركة انتصار الحريات الديمقراطية، وفي ظل تلك الأوضاع تردد البشير الإبراهيمي وجمعية العلماء في التوجه نحو الثورة لأنهم يرون أن الاختلافات العاصفة والمشارب المختلفة لا تزال تعصف بوحدة المسلمين في الجزائر، وكانوا يرون أن الثورة الحاسمة يجب أن يسبقها تصفية للمشارب والمذاهب وتقليص دائرة الاختلاف، لذلك لما استشار بعض قادة الثورة الشيخ قال لهم إنه ليس وقتها وممن ذكر ذلك محمد بوضياف – رحمه الله – وذلك لأن الشيخ كان يرتقب أن تعصف تلك الاختلافات بالثورة من الداخل وتعرقل سير عجلتها وقد حدث ذلك وحصلت البلابل لولا أن الله سلم، ولكن لما توحدت صفوف المجاهدين في صف جبهة التحرير الوطني، وبدأ لحن السلاح مدويا أبى الرجال ترويا وساندوا ثورتهم باللسان والبيان وجمع التبرعات لأن الأولوية هنا هي التوحد لضرب معاقل العدو المشترك، وذلك منذ بدايات الثورة فقد كتب البشير الإبراهيمي بيانا من مكتب الجمعية بالقاهرة يساند فيه الثوار منذ اليوم الثاني مباشرة حيث صدر عن مكتب جمعية العلماء في 02 نوفمبر (تشرين الثاني) 1954 بيان بعنوان مبادئ الثورة في الجزائر، وهذا البيان محفوظ في آثار البشير الإبراهيمي ولا يمكن التعامي عنه في زمن صارت نسخة الكتاب الورقي متوفرة بمختلف الطبعات ومفرغة إلكترونيا ومصورة ضوئيا ومتاحة لكل من يقرأ، ومما جاء فيه (قرأنا في جرائد اليوم بعض تفصيل لما أجملته الإذاعات، فخفقت القلوب لذكرى الجهاد الذي لو قسمت فرائضه لكان للجزائر منه حظان بالفرض والتعصيب، واهتزت النفوس طربًا لهذه البداية التي سيكون لها ما بعدها… إلى قوله: إن اللحن الذي يشجي الجزائري هو قعقعة الحديد في معمعة الوغى، وإن الرائحة التي تعطر مشامه هي رائحة هذه المادة التي يسمونها البارود.)(11)، وكتب الشيخ في 15 نوفمبر 1954 مقالًا بعنوان: نداء إلى الشعب الجزائري المجاهد: نعيدكم بالله أن تتراجعوا، شجع فيه الثوار وحمسهم، وكان مما قاله: (وكانت فرنسا تسوق شبابكم إلى المجازر البشرية، في الحروب الاستعمارية، فتموت عشرات الآلاف منكم في غير شرف ولا محمدة، بل في سبيل فرنسا، وتوسيع ممالكها، وحماية ديارها، ولو أن تلك العشرات من الآلاف من أبنائنا ماتوا في سبيل الجزائر، لماتوا شهداء وكنتم بهم سعداء(12).

والشيخ الإبراهيمي صريح في مساندة الثورة منذ بدايتها، بخلاف جريدة البصائر التي اكتفت بسرد أحداث الفاتح نوفمبر، والسبب في ذلك هو أنها كانت تصدر من داخل الجزائر التي يترصد الاستدمار فيها كل حركة ليمارس وحشيته، فيما كان الإبراهيمي يكتب من القاهرة بكل حرية وأريحية بعيدًا عن كيد الأعداء، ومساندته للثورة وهو رئيس الجمعية آنذاك مساندة رسمية صريحة، وحتى لو سلمنا جدلًا أن بيان جمعية العلماء الصادر في الثاني من نوفمبر 1954 صدر من القاهرة، ولم يعلم به القادة الذين اشتغلوا بالعمل ميدانيا، فإنه يستحيل أن يخفى بيان جبهة تحرير الجزائر التي تم إنشاؤها بمصر بالتعاون بين جبهة التحرير الوطني ومكتب جمعية العلماء في القاهرة بعد أربعة أشهر من اندلاع الثورة التحريرية حيث وقع على البيان الشيخ الإبراهيمي وأحمد بن بلة وأحمد مَزْغَنَّه، وأحمد بيوض، ومحمد خيضر، والشاذلي مكي، والفضيل الورتلاني، وحسين الأحول، وحسين آيت أحمد، ومحمد يزيد(13).

وقد كان هدفها جمع المال لمساندة الثورة والدعم الروحي والإعلامي لها والتعريف بها في المحافل الدولية، فكيف يقول المغالطون أن جمعية العلماء لم تساند الثورة؟

ثم إن العدو قبل الصديق يشهد بأن القادة الذين ربتهم الجمعية كانوا من أفضل رجال الثورة الجزائرية، فبطل الصبر والشجاعة العربي بن مهيدي تربى في مدارس الجمعية، وأسد القبائل العقيد عميروش، ورجل الأوراس المهيب مصطفى بن بولعيد والشيخ الثائر العربي التبسي، والعقيد شعباني وغيرهم كثير، فكيف ينكر عاقل منصف فضل هؤلاء الرجال الذين سخروا أوقاتهم وأعمارهم لنشر الحق وبث الوعي وتحضير جيل النصر وتحرير العقول والابدان للثورة على الظلم والطغيان!

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

المصادر

عرض التعليقات
تحميل المزيد