العالم يحترق. أصبح مضطربا بل زاد اضطرابًا ورعبًا لسكانه. كل يوم قصه  تَهُزُه؛ لكن هذه المرة ليست ككل مرة. أعتقد أنه يؤول بنا إلى النهاية. إلى المسرح المنتظر! هرمجدون الكبرى!!!. اليهود مرة أخرى يصرخون, ثم يبحثون ووحدهم يقررون المصير والمآل, دائمًا ما يصنعون الخصم ثم يقومون بقتله والحصول على الجائزة؛ بعدها يصفقون لأنفسهم في مشهد احتفالي جلل! هم يسعون لتحقيق حلم الصهيونية العالمية لمؤسسها / يودور هدزيل بعد أن كانت فلسطين وتبعتها لبنان ثم العراق.

بدأت أوروبا التجهيز لتلك الحرب يوم أن أعلنت أنها ترحب بكافة اللاجئين السوريين, وفتحت لهم بلادها عن طريق البوابة التركية, ثم استطرقت إلى افتعال التفجيرات وخلق الأزمات ولفت المجتمع الدولي وكسب تعاطفه, أيضًا وازع أوروبا الديني في محاولة منهم للحد من هذا الدين “الإرهابي” الذي أصبح مصدر تهديد لبلادهم – كما يقولون- وأن ما يحدث ضد الإنسانية وحقوق الإنسان في الحياة، ودفاعًا عن الأبرياء الذين قضوا مؤخرًا؛ لم لا ومعظم سكان أوروبا نصارى كاثوليك؟ ولنا في الحروب الصليبية آية وحكمة, فهدفهم الأسمى هو فَنَاء العرب والمسلمين!

تدخل أمريكا هذه الحرب دفاعًا عن الإنسانية أيضًا لاستكمال المشهد الدرامي الحزين الذي بدأته أوروبا مقدمًا, ولكن تدخل وهي متحفظة تمامًا من المجازفة بعد أن ألمت بها خسائر بشرية ومالية فادحة؛ ما يقارب من 4 تريليون دولار, ولولا وجود حفنة من رجال الأعمال الذين يسيطرون على العالم الاقتصادي بأموالهم ونفوذهم، لأصبحت الولايات المتحدة الآن في تعداد الموتى؛ ولكن دائما ما يتم إعماء للرأي العام هناك على مجريات الأمور!

أما روسيا فتدخل حربها على ( داعش) وضد أوروبا وأمريكا لعدة أسباب أهمها:

الدفاع عن وجودها الجغرافي في القارة، والحد من سيطرة تلك العصابة التي تتغنى بالديمقراطية وحقوق الانسان, بعد أن انتهكوا حرمات آسيا باغتصاب فلسطين والعراق ولبنان -أيضًا دفاعًا عن روسيا كما قال رئيس الدولة بوتين, فهناك ما لا يقل عن 5000 آلاف روسي مجندين بصفوف داعش وقد يعمدون إلى بلادهم بافتعال الجرائم وإشاعة الفوضى والإضرار بالأمن القومي الروسي- أيضًا حفاظًا على نظام الأسد وتمكينه من السيطرة علي الدولة, فالروس يعلمون أن أمريكا كانت لديها نوايا كبيرة لإسقاط النظام في دمشق لمدة عقد من الزمن إبان الحرب على العراق.

أما بالنسبة للطائرة التي قامت تركيا بإسقاطها على الحدود مع سوريا وذلك لأن روسيا:
ركزت ضرباتها عند ريف اللاذقية, وتلك المنطقة يسكنها عدد كبير من التركمان السوريين, وهم من أصل تركي ذهبوا إلى العراق وسوريا وإيران في القرن الحادي عشر الميلادي, ويبلغ عددهم ما يقرب من 3 مليون تركماني من بينهم 10 آلاف مسلح في سوريا, مما دفع تركيا لإسقاط المقاتلة دفاعًا عن أقاربهم. فأدى ذلك إلى غضب موسكو والتصعيد من وتيرة الانتقام وفرد العضلات أمام الغرب, فقامت باستخدام طائرة لم تستخدم في حروب من قبل تسمى “القاذفة الإستراتيجية TU160”.

كشفت عن ذلك صحيفة “ناشيونال إنترست”حيث قالت: إنّ تلك الطائرة هي الأقوى والأخطر في العالم, ولها القدرة على حمل صواريخ مجنحة, وحمل قنابل نووية, تقوى سرعتها لتصل إلى 2000 كم / ساعة, أيضا لها القدرة على حمل 40 طن من الذخيرة والقنابل, وتستطيع أن تطير إلى 16000 كم متواصلة أي بما يساوي حجم الكرة الأرضية, كما أوضحت الصحيفة أن لبعض الطائرات القدرة على اختراق مجال الدفاع الجوي للعدو إلا أن المقاتلة TU160  باستطاعتها القذف من خارج حيز الدفاع الجوي ودون الاقتراب والالتحام المباشر! بما يعني أنها مجهزة وآمنة تمامًا.

فالروس الآن أمام تَحَدّ قوي لفرض كبريائهم ومكانتهم بالمنطقة بعد الحادث الذي وصفه بوتين بالطعن في الظهر, وصرح الكرملين مسترسلًا بقطع العلاقات العسكرية, وفرض عقوبات اقتصادية على أنقرة مما أربك أوروبا فضلًا عن تركيا! فهل ستكون سوريا مسرح الأحداث؟

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

المصادر

عرض التعليقات
تحميل المزيد