العلاقة بين الزوجين لا تقف عند الاختيار ثم تدور أوتوماتيكيا أو بشكل طبعي مثل علاقة الأم بولدها؛ لا!، فإن العلاقة السليمة يتم تجديدها على فترات قريبة وبشكل علمي، وإن الخبرات الناحجة في هذا المجال تنطق بالحق وبالسعادة وقد كتبت لكم بعض هذه الخبرات، لعلكم تستمرون!
أولا: النظر إلى العين، من أسوأ ما يكون في الأزواج هو دوران الحديث بين الرفيقين وترى العيون تدور بعيدا في حاجيات المنزل وأثاثه! وإن النظر إلى العين له تأثير كيميائي كبير يستطيع أن ينقلك وجدانيا إلى لحظات عاطفية مختبئة تحتاجها – ولا بد – في احتدام النقاش وثورة الجدل، لذا تجد الكثيرين لا يتبعون النصيحة ويقولون: ليس وقته! بل هو وقته بالضبط! وإنها عادة جيدة فعليك بالتجربة وستدعو لي!
ثانيا: الكلمات الحانية، ويظن الكثيرون أنها تخرج في لحظات الصفاء وأوقات المتعة وهذا مذهب نفعي في العلاقة لا يتكامل مع العلاقة الجيدة المستمرة، والتي تحتاج لمكسبات الرحمة والحنان على الدوام، والذي ينبغي الفطنة إليه، وهو أن تلك الكلمات يُحتاج إليها في لحظات التوتر والمجاذبة أكثر من لحظات الارتفاق والانعطاف؛ وذلك أنها تقوم بدور فعال في خفض درجة حرارة الانفعال كثيرا لذا كانت «الكلمة الطيبة صدقة» أليس كذلك؟
ثالثا: الاشتراك في عمل المنزل ولو في غسل بعض الأطباق، فإن المشاركة تورث الملاطفة والمزاح وتشعر الطرفين بتكاملهما بشكل عملي، وإن كنت متعبا فحاول أن تساعدها وهي بدورها ستحاول أن تمنعك لأنها تشعر بك وهكذا! ولو كنتما تتشاركان عملا آخر من المذاكرة أو التدريس للأولاد في المنزل، فذلك أيضا أمرٌ جيد للمزاج العام بداخل البيت. وانظر كيف كان النبي في مهنة أهله وهي كلمة معبرة عن كل أنواع المساعدات الممكنة وهذا غاية اللطف والمحبة .
رابعا: إدارة الأزمات بشكل جيد، من الأشياء الغريبة والتي قد لا يدركها الكثيرون أيضا أن المشكلات حينما يتم إدارتها بشكل جيد فإنها تعزز العلاقات ولا تضعفها، وتجعل لها تاريخا من النضال العائلي المبجل ويظل يذكره الأطراف دائما بالتقدير والامتنان! فإن الغالبية يحاولون تجنب المشكلات والابتعاد عنها قدر الإمكان حتى لا تخدش العلاقة القائمة، وهذا يضاعف حجم المشكلة ويزيد من تبعاتها بين الأطراف جميعا، والحل الصحيح هو مواجهة المشكلة بشكل جيد وإدارة الأزمة فيها وهذا سيجدد العلاقة ويجمع لها الجدّية والتواصل البناء بالإضافة إلى قوة الجهاز المناعي للبيت فيكون –بعد خروجه من الأزمة – أشد وأقوى!
خامسا: مراجعة الحقوق والواجبات بشكل علمي من حين لآخر، وهذا أيضا من الأشياء التي تتم في الخفاء فيقوم الرجل بمراجعة حقوقه ويتغافل عن واجباته، وكذلك المرأة وهذا أمر غير منصف ويتسم بالعدائية أو التحفز! ولكن الصحيح هو أن يجلس الاثنان إلى محاضرة أو تدريب أو كتاب أو مناقشات جادة لتطوير علاقاتهم، ودعم جانب الوعي لديهم، حتى يعرفا ما لهما وما عليهما في شكل علمي محترم!
وهناك نقاط كثيرة تدعم استمرار العلاقة بين الزوجين – إذا توفرت الرغبة في ذلك عند الطرفين – وينبغي ملاحظة أن الحديث هنا يأتي بعد الاختيار المناسب بين الطرفين، فلا يمكن أن يشتكي أحدنا أن كل الأساليب باتت غير مجدية في استمرار العلاقة وهو – أو هي – قد اختار خطأً من البداية، ثم يأتي ليلعن الأسباب والأساليب!
إن استمرار العلاقة الزوجية أمر ضروري لاستمرار المجتمع وإبداعه في طريق التكامل الحضاري والإنساني، فإن فشل العلاقات يخرج لنا أفرادًا محملين بالمشكلات لا يرتقون بوطن ولا يعرفون نهضة، وإن رقة الطبع ولطافة الحسّ في الأمم تخرج من هاتيك البيوت!
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست
علامات
الزواج