الإله هو من يفعل ما يريد، في الوقت الذي يريد، وبالكيفية التي يريدها، فعله حق وقوله صدق فلا معقب على حكمه أحد، مرفوع عنه الخطأ والنسيان، قادر على كل شيء فلا ينازعه أحد في ملكه، أزليٌ وأبدي فهو السرمدي، كل شيء عنده بحكمة، وكل كلمة قالها أو أنزلها لها معنى، وفوق كل معنى معنى، من يعطي ومن يأخذ وفي كل هذا حكمة، بيده النعيم لمن اتبعه وممسك بالعصا لكل من خالف أو عصى، إله مهما تعددت أشكاله كان إنسانًا أو حيوانًا أو حتى جماد، فهو حي في قلب كل من اتبعه، إن أكلته أو ذبحته إن مات أو قُتل رأيته أو حتى لم تره، محظور عليك أن تنال منه فهي روح نعبدها ونصدق بها ولا تسأل عن هذا (إن يُبد لكم يسؤكم).

معجزاته كثيرة وسرد قصصه طويلة، إن سمعتها فاضت عيناك دمعًا، ممنوع عليك أن تسأل عن كيفية وجوده، ولا حتى عن زمانه أو مكانه، كن فقط معه يكن معك وإن لم تتبعه فأنت كافر به؛ فانتظر الجحيم، نارٌ تلتهم جسدك تتعدد أشكالها وطرق عذابها، أما إن آمنت وصدقت؛ فجنات ونعيم وبحر من لبن وحور عين.

مجموعة كلمات سطرتها الحروف حدثتنا عن معانٍ، كادت أن تغرق في بحار الخطأ والنسيان، أنقذتها شواطئ تعدد التفسيرات، فكل نسيان هو جهل منك، وحمل كل خطأ معنى وفوق كل معنى معنى، وبمنطق هذا المعنى أنا صدقت وآمنت.

إذا كانت كل ديانة صدقت بإله، وعبدت بمنطق أنها الأصح ومن خالفها خطأ، إذًا فلمن الجنة ولمن النار، كل ديانة لها كتاب كتبه من كتبه، وسطره من سطره من هو أعلم به، وقرأه من آمن وصدق به، لا يحوي الخطأ والنسيان، وأما إذا أخبرتني عن نقصٍ أو فهم خطأ فلكل تفسير معنى وفوق كل معنى معنى وبمنطق المعنى أنا صدقت وآمنت.

حتى الملحدين رفضوا فكرة وجود الإله بالمنطق؛ فبالمنطق آمنوا وبه كفروا وبالمنطق رفضوا وجود إله.

المسيحيون في الجنة.. ولست منهم!

بأي منطق أنتم تتمذهبون؟

إذا كانت ديانتنا واحدة، وعبدنا إلهًا واحدًا، وصدقنا بكتاب واحد، لماذا تعددت فينا الفرق والطوائف، وكل فِرقة شكلت فِرقًا، وكل طائفة تنوعت وتعددت، هذا اتبع شخص فلان وهذا على طائفة تلك الجماعة، وفي كل هذا طريق لنفس الإله، لا تسألني عن إيماني بشخص أو جماعة ففي هذا كل العقل، وسأفسر لك بالمنطق، وبالمنطق سأسطر الكتب والمجلدات في وصف معتقدي هذا، فما قاله لا يخطر على جوف إنسان، وما يحمله لا يخطر على قلب أحد، فيه الحب والنور ومعه معنى الحياة، يحمل تأشيرتي للإله، وبين طياته وثيقتي البيضاء لا ينقصها شيء ولا تحمل معنى خفيًا، أما وإن حدثتني عن نقص فيه أو فهم خطأ فللمعنى معنى وفوق كل معنى معنى وبمنطق هذا المعنى أنا تمذهبت.

عندك الحلال بالمنطق وقد يكون عند غيرك حرامًا أيضًا بالمنطق، به نحب ونكره نذم ونمدح، نقتل ونذبح ولنا في هذا ألف حجة وسبب، نقتل ونغتصب وهذا كله عين المنطق، أصبحنا نقرر ما يجب أن نفعل أولاً -حسب ميولنا- ثم نبحث عن الأسباب التي بها نقنع أنفسنا، اقتصادنا بالمنطق، سياستنا بالمنطق، حتي ثوابتنا تعلمناها وخالفناها بعين المنطق، فلكل هذا معني وفوق كل معنى معنى، وبهذا المعنى أنا لم أخالف.

قسمنا أنفسنا فرقًا وطوائف، وقلنا في هذا حكمة، ثم كفرنا بعضنا واقتتلنا، ولما أردنا أن نصالح أنفسنا، قلنا بالمنطق نأتي بالغريب يفصل بيننا، علمنا الغريب أن نكره بعضنا حتى كرهنا أنفسنا، عدنا واقتتلنا وجئنا بالغريب يحمي كل فرقة من الأخرى.

ضاعت العراق وانتهت لأننا صدقنا أن صدام سيدمرها، سوريا نكتب بأيدينا نهايتها والكل مشارك في مأساتها، أراضي الحجاز تخلع غطاءها بالمنطق، وجيرانها يتسابقن من تفقد عذريتها أولاً، هذه تتشبث بقاعدة الغريب عندها وبكأس عالمها، والأخري تتراقص وتناست جزيرتها، وغيرهن باتت تأكل من ثدييها.

ليلةٌ بكى فيها الخليج (1)

اليمن وليبيا ولبنان والسودان بشمالها وجنوبها، الكل يتم تدميره بالمنطق، ولأننا فقدنا ثوابتنا وأصبح المحظور شيء اعتيادي عندنا لن نقف عنده فللمعنى معنى وفوق كل معنى معنى.

الحجاب الفرض خرج من فسر وقال أنه يجوز ومن ثم مكروه وانتظر أن يكون محظور، بالمنطق نريد أن نغير كل شيء في الزواج والطلاق أو حتى في الميراث، أئمتهم تراثهم إلى الهاوية، صلاح الدين الأيوبي من أحقر الشخصيات في التاريخ الإنساني والقدس حررها يوسف بن زيدان رفيق الحور العين الشاذة، وغير هذا الكثير والكثير فكلهم فكروا فيما يقولون ثم نبحث عن تفسير ومعنى، ولن نتعب أنفسنا فللمعنى معنى وفوق كل معنى معنى.

إعلاميون في السياسة كلهم يتحدثون بالمنطق، هذا يدافع وله ألف حجة وسبب، وهذا يعارض بالمنطق، لم نعد نعرف الصحيح والخطأ، رأس النظام لم تعد تحتاج لفعل الصواب وتجنب الخطأ، فقط اجعل لنفسك أذرعاً إعلاميه وكل الخطأ يصبح عين المنطق، والمعارضة لا ترهق نفسها فكل صواب نحوله إلي خطأ، واسأل هؤلاء لما اختلفا كيف أصبحت السعودية قريبة من الصهيونية، أو حتى قطر كيف أصبحت بلا هوية؛ فكلهم يتحدثون بمنطق من يدفع لهم، وأنت بالمنطق تصفق وتصدق.

فيصل القاسم.. ماذا لو قاسم الفيصل؟

من الأفضل الحارس أم اللاعب؟

لو بصدد ركلة جزاء وسددتها على يمين الحارس وطلب حكم المباراة إعادتها، إلي أي جهة ستصوب؟ إن سددتها على يمينه مرة أخرى وذهب الحارس ليساره؛ أنصارك سيتحدثون عن قوة فكرك فأنت حقًا خدعت الجميع وفعلت ما لم يتوقعه أحد وبات أنصار الحارس يهاجمونه بمنطق إذا سدد هذه فالأولى بالتأكيد سيسددها في الثانية، فأنت أحمق لم تفكر بالمنطق، فكر مرة أخري ماذا لو سددها في الزاوية الأخرى؟ أو حتى لم يستطع احرازها وتصدى لها الحارس؟

لأننا حتى الحظ جعلناه من باب المنطق.

يا عزيزي قرقاش كلنا لصوص

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

تحميل المزيد