في بلادنا نشبه مجموعة من النجوم، نبحث عن مصدر للضوء لنقوم بعملنا، ولكننا تناسينا أننا قد نشع بصيصًا من الضوء بتكاتفنا سويا ومن ثم يصبح البصيص هالة من الضوء، بل إننا قد نصبح يومًا من الأيام مصدرًا للضوء يبحث عنه الآخرون بفضل نعمة الإيمان بالله عزوجل ونعمة العقل.
– في بلادنا نشبه مجموعة من الأشخاص نزلوا إلى البحر مع علمهم بأنهم لا يجيدون السباحة، ولكنهم اضطروا لسبب ما ولحظهم العاثر أن وجدوا أنفسهم فجأة فى عرض البحر، نعم لقد جرفهم التيار شأنهم شأننا جميعا، وعندها كان لا بد لكل شخص منهم أن يصعد على كتف الآخر ليأخذ نفسًا واحدًا ثم يموت، فيتسبب في غرق من يصعد على كتفه ثم يفاجئ هو الآخر بالنهاية الحزينة لتموت الأفكار ويموت الأشخاص ويبقى البحر بأمواجه الحزينة يرتطم بالصخور من الحسرة على ما وصل إليه حال الإنسان، فقد كان يحسده على نعمة العقل ولكنه وجد أنه يمتلك العقل ولكن لا يستخدمه على الأقل لخدمة نفسه.
– في بلادنا نشبه مجموعة من الأسماك الصغيرة، التي أرادت العيش في سلام ولكن بمعزل عن الأسماك الكبيرة، ولم تدر كيف توصل لها هذه الرسالة فقررت العيش في قاع المحيط ثم هاجمتها الأسماك الكبيرة، فقررت الهرب من المياه والعيش على الرمال، وظلت هناك حتى جاء أجلها ليس بسبب تركها للمياه فقط ولكن بسبب غربتها.
– في بلادنا نشبه مجموعة من صيادي السمك الذين ذهبوا من أجل الصيد والترفيه وعادوا ولم يصطادوا أي شيء ولكن تعلموا منها درسًا واحدًا أن الصبر أهم من الصيد .
– في بلادنا نشبه مجموعة من الأولاد اتفقوا فيما بينهم بعد عودتهم من المدرسة بأن يحلموا حلمًا واحدًا ووافقوا فيما بينهم على كل تفاصيله، ثم فوجئوا صباح اليوم التالي بأنه لا يوجد أحد منهم حلم بأي شيء .
– في بلادنا نشبه مجموعة من لاعبي كرة القدم الذين تدربوا على تسجيل الأهداف في المباراة القادمة لفريقهم، ثم فوجئوا بوجودهم على دكة الاحتياطي وعدم مشاركة أحد منهم في المباراة.
– في بلادنا نشبه مجموعة من الفنانين اتفقوا على أن يدخلوا حفلًا خيريًا ويقدموا أفضل أغانيهم ولا يتقاضوا أي أجر، ولكن عندما دخلوا الحفل وجدوًا أنه حفل بدون جمهور.
– في بلادنا نشبه مجموعة من الطلاب اتفقوا على عمل اعتصام بسبب بعض الظلم الذي تعرضوا له في تصحيح أوراق إجاباتهم، وحدددوا يومًا معينًا لهذا الاعتصام ثم فوجئوا بأن تاريخ اليوم يوافق العطلة السنوية.
– في بلادنا نشبه مجموعة من العشاق قرروا اللقاء عند الغروب، وذهبوا لملاقاة أحبائهم ولكن عند اللقاء جاءت العواصف وهبت الرياح ونزلت الأمطار، فلم يشاهدوا الغروب ولكن اكتفوا برؤية من يحبون وهم يغادرون في عجلة من أمرهم.
– في بلادنا نشبه مجموعة من الأصدقاء ظلوا يحاولون الاتفاق فيما بينهم لفترة طويلة على موعد لزيارة صديقهم المريض، وبعدما استقروا على موعد معين يناسب الجميع فوجئ الجميع بوفاة هذا الصديق.
في بلادنا ينعدم مفهموم المواطنة، ونظل مطالبين بالوطنية رغم أن المواطنة هى الأصل وأن الوطنية تخرج من رحم المواطنة, فالمواطنة حقوق منوحة للمواطنين من قبل الدولة، أما الوطنية هي صفة نفسية تجعل من السهل قبول أي مبادرة من الدولة للنهضة بالمجتمع.
ختامًا, في بلادنا غاب معنى الوطن مثلما غبنا نحن عنه.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست