اجتاح فيروس كورونا العالم خلال أشهر فقط، والمعلوم أن بدايته أو بؤرة انتشاره كانت من مقاطعة هوبي، وعاصمتها ووهان الصينية، ومنذ ذلك الحين دخل العالم في صراع بين شد وجذب بين الولايات المتحدة والصين من جهة، وارتفاع عدد الإصابات من جهة أخرى. والذي تسبب في غلق الحدود والموانئ والمطارات، وما نعيشه الآن، والملاحظ في ظل ارتفاع الإصابات إلى أرقام قياسية أن بعض المراكز الغربية، وبعض الأخصائيين في مجال الفيروسات والأوبئة كانوا يتحدثون عن الموجة الثانية لفيروس كورونا من بينها:
مركز التحكم في الأمراض الأمريكي ومنظمة الصحة العالمية وغيرها. وهذا في ذروة الإصابات المسجلة عالميًا. فطرحت عدة تساؤلات: كيف هذا؟ و ما المقصود بالموجة الثانية للفيروس؟ وهل سيكون نفس سيناريو الأول؟ أم بشكل وطرق مختلفة مرتبطة فقط بكورونا؟ وهل التدابير الصحية والإجراءات المفروضة والمتّبعة لم تعد تجدي نفعًا؟
في حين رأيت بعض المهتمين بالحديث عن الأقنعة الطبية والحجر الصحي وما يليه من إجراءات وقائية ضد فيروس كورونا، ومع ذلك أخبرونا أن هناك 2 مليون شخص سيموتون، لكني لم أر هذا العدد الهائل أنهم ماتوا؟ بل بالعكس ألاحظ الآن أن الحياة تعود إلى طبيعتها، وهذا مع عدم وجود لقاح للفيروس لحد الساعة. إذًا فالخبراء تحدثوا عن الموجة الثانية، لكن لم يخبرونا كيف ستكون؟ وهل لها ارتباط بالفيروس أم لا؟ وهل سنعيش نفس سيناريو الأول أم أن هناك سيناريوهات منتظرة قادمة؟
المعلومات المتوفرة لحد الآن هي أنها ستكون الموجة الثانية تعتمد على أربعة جوانب: بداية من الجانب الفيسيولوجي، ثم الجانب العاطفي، والجانب التكنولوجي، وأخيرًا الجانب الوقائي.
● أولًا: القناع الواقي، كيف ذلك؟ عند ارتداء الشخص للقناع الواقي فهو بذلك يتنفس ثاني أكسيد الكربون الذي يزفره مرة أخرى، وبالتالي سيعاني من نقص الأكسجين؛ ما سيرهق جسمه لأنه سيحاول امتصاص الأكسجين من الخارج، وسينتج عنه الإرهاق الفيسيولوجي لمحاولة التنفس بالقناع، وهذا يتسبب في دخول الجسم في حالة أدرينالية، وفي حالة إرهاق؛ مما يؤدي إلى ارتفاع حاد في مستويات الكورتيزول، وبالتالي تثبيط الجهاز المناعي، وانخفاض عدد الخلايا اللمفاوية؛ ما يعني أن الجسم أصبح عرضة لأي مسبب للمرض، سواء كان فيروسًا أوبكتيريا أو فطريات. إضافة إلى ما سبق، فنحن نتنفس مكونات القناع التي تتسبب في تسمم الرئتين، فحسب بعض المقالات الطبية فإنها تتكون من مواد بلاستيكية مثل «البروبيلين» فعند التنفس من خلاله نستنشق هذه المواد السامة؛ ما يؤثر سلبًا على الجهاز المناعي.
● ثانيًا: الخوف من انتقال العدوى. كيف ذلك؟ لأنهم يعلمون أنك ستخرج من بيتك، وأنك ستصاب بالعدوى، وأنت مضطرب ماديًا وعاطفيًا، وأنهم قد منعوك حتى من التجمعات العائلية، فعند خروجك ستصبح عرضة بالفعل لأية إصابة بأي مرض، أو احتمال انتقال العدوى.
● ثالثًا: تكنولوجيات الجيل الخامس 5G. كيف ذلك؟ هي لا علاقة لها بكوفيد-19، لكن لها تأثير هائل عل النظام المناعي، فتكنولوجيات الجيل القادم تتراوح تردداتها بين 500 و1500 هرتز، أما عند انتشارها بالكامل فستتراوح بين 30 جيغجا هرتز و300 جيجا هرتز.
للتوضيح أكثر: فإن 1 غيغا هرتز = 1 مليار هرتز، أي أنهم يتحدثون عن 30 مليار إلى 300 مليار هرتز، فحسب ألفي دراسة أجريت في هذا المجال، فإنها ستسبب بشكل مباشر في انتشار أمراض مثل: سرطان القلب، سرطان الدماغ، سرطان الغدة الكظرية، وغيرها من التأثيرات العصبية الأخرى.
● رابعًا وأخيرًا: ظهور اللقاح. كيف؟ بالنظر إلى الأرقام المسجلة للإصابات المرتفعة فعند ظهور اللقاح فمن المؤكد أنهم سيتزاحمون للحصول عليه، والسباق الحاد بين عمالقة الشركات الأدوية في مختلف بلدان، فعنصر السرعة وعامل الوقت هو المتحكم، وهو الذي سيصنع الفارق في الزمن، وفي الأرباح الاقتصادية المنتظرة من هذا اللقاح بحكم أن الجائحة مسّت جل دول العالم، وهذا الذي تراهن عليه هذه الشركات الكبرى، ومن ورائهم حكوماتهم الذي قد يعجّل بظهور اللقاح ونتائجه غير مضمونة 100% والذي قد يتسبب في ارتفاع عدد الوفيات مرة أخرى، أو يمرضوا عندها، سيتحدثون عن ظهور الموجة الثانية التي كانوا قد توقّعوها من قبل، وحذروا العالم منها، لهذا سيصبح اللقاح أكثر من ضروري.
وللتأكد نعود قليلًا إلى الوراء في الطريقة الدراماتيكية التي تم تسويق لقاح إنفلونزا الخنازير قبل 10 سنوات فقط، حيث صرّح الرئيس الأمريكي السابق «براك أوباما» أن 20% من السكان سيموتون، أي حوالي 60 مليون أمريكي آنذاك، لكنهم امتنعوا عن أخذ اللقاح، ولم يمت هذا العدد المصرّح به.
ببساطة الموجة الأولى ارتبطت بمجالات معينة، أما الموجة الثانية فسترتبط بمجالات، ولها أغراض معينة أخرى كذلك، وما خفي أعظم.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست