(1)
“حسبي الله ونعم الوكيل في من ظلمك وظلمهم”
(2)
2003 طالب مستجد في كلية الهندسة في إحدى الجامعات المصرية، الفخر يملأ نفسه، والده يباهي به كل زملائه، ولكن الفرح لم يستمر طويلا.
مظاهرات احتجاج على اغتيال الشيخ أحمد يس اعتقل على إثرها الطالب. تبدأ المعاناة، والده يبحث عنه في كل مكان. بعد يومين يعثر عليه في أحد أقسام الشرطة مكسور الذراع، ويستمر محبوسًا لشهرين لم يتمكن خلالها من تأدية امتحاناته، رسب فأعاد العام.
(3)
أهوى الحياة كريمة لا قيد … لا إرهاب لا استخفاف بالإنسان.
(4)
الفرقة الثالثة قرار إداري بالفصل لمدة عامين من الجامعة على إثر شجار بينه وبين أحد المعيدين (العصافير ) وابن أحد أكبر (العصافير) رئيس قسم الميكانيكا في الكلية، الأب من جديد يذهب متوسلًا للدكتور وعميد الكلية ولكن لا طائل من ذلك، الأمر بيد أمن الدولة.
(5)
26 يناير 2011 آخر يوم في امتحانات الفرقة الرابعة بعدها سيصير خريجًا أو قل مهندسًا. يخرج من الامتحان يشارك في تظاهرة عددها 30 فردا على أقصى تقدير، يُعتقل من جديد ولكن لم يطل الأمر، ظل في سيارة ترحيلات حتى الفجر ثم تركوه، الأب يقتله القلق ويبحث مرة أخرى ولكن الله سلم.
2 فبراير موقعة الجمل، المهندس مصاب بطلق ناري في القدم، احتفل برحيل المخلوع على سريره، الأب يقتله الألم ولا يدري هل يفرح لرحيل الطاغية أم يثقله هم ولده المجروح!
(6)
“عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله” حديث شريف سمعناه في التحرير وعشناه واقعا حقيقيت، ثم قرأناه على لوحات معدنية صماء لا روح فيها في منطقة التجنيد.
(7)
2012 المهندس مجند في جيش خير أجناد الارض، الجندى المثالي، أنهى الخدمة بتقدير (قدوة حسنة)، الأب يبدأ في رسم سيناريو حياة ابنه المهندس بعدما زال نظام الظلم.
(8)
2013 المهندس يعمل بأحد المصانع الكبيرة وبراتب جيد، يبحث عن شريكة حياته ويطول البحث، والوالد يقلق من طول البحث.
(9)
2013 انقلاب عسكري فاعتصام رابعة فمذابح، اعتقل المهندس، الأب يبحث شهرًا كاملًا ثم يجد ولده بسجن وادي النطرون متهمًا في 5 قضايا أقلها تؤدى إلى الإعدام.
2014 حكم ب 15 سنة سجن في إحدى القضايا وما زالت بقية القضايا تنتظر.
(10)
لا تخش يا أبتي علي فربما … قامت على عزم الصغير بلاد
(11)
على أعتاب 2015 الوالد ما زال يتردد بين السجون والمحاكم ومكاتب المحامين وما زال يحلم بمستقبل جيد للمهندس، لا زال يردد “حسبي الله ونعم الوكيل في من ظلمك وظلمهم”
وتبقى مأساة المهندس ويبقى السؤال ” متى يستريح أبي؟!!”
ويبقى أصدقاء والده يرددون تحيا مصر
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست