مشهد افتتاحي

فى يوم 19 أكتوبر (تشرين الأول) 1973 زار وزير الدفاع الإسرائيلى موشى ديان منطقة المزرعة الصينية «قرية الجلاء»، وهاله ما رآه من آثار المعركة، وكان يرافقه العقيد آمنون قائد القوة الإسرائيلية التى خاضت المعركة الذي قال له: «انظر إلى وادي الموت هذا»، ورد عليه موشى ديان قائلًا: «ماذا فعل رجالك هنا؟». 

مقدمة

الساعة الثانية وخمس دقائق من مساء السبت الموافق 6 من أكتوبر 1973 – 10 رمضان 1393، في الوقت الذي كان فيه أهالي تل أبيب مستغرقين في قضاء يوم حافل بالتعبد في معابدهم تكفيرًا عن خطاياهم بمناسبة حلول عيد الغفران: أقدم أعياد اليهود، دوت صفارات الإنذار فى العاصمة الإسرائيلية معلنة أن حربًا من نوع جديد قد بدأت، سيذوق فيها الإسرائيليون مرارة وقسوة الآلة العسكرية المصرية فى قتال حقيقي متكافئ لأول مرة، تحت قيادة عسكرية مصرية محترفة من طراز الفريق سعد الدين الشاذلي رحمه الله.

من بين كل الحروب التي وقعت بين العرب وإسرائيل كانت حرب أكتوبر 1973 علامة بارزة، وفاصلة، ونقطة تحول؛ حيث استطاعت مصر وسوريا أن تباغت إسرائيل لأول مرة، بل حققت مكاسب كبيرة فى الأيام الأولى للحرب، وقدمت الدول العربية الدعم العسكري والسياسي والمالي لدول المواجهة، واستخدم العرب البترول كسلاح مساند للقتال، لكن بعد الصدمة الأولى بدأت الكفة تميل إلى إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية.

استطاعت القوات المسلحة المصرية أن تحقق انتصارات عدة، وخسرت معارك عدة كذلك. واختلفت الآراء عن نتيجة الحرب وأحداثها وقراراتها على كلا الجانبين، لكن الجميع اتفق على أن هذه الحرب شهدت واحدة من أعنف المعارك، بل تعتبر أعنف معركة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي عرفت باسم «معركة المزرعة الصينية».

تمهيد

بحلول يوم 7 أكتوبر 1973 أتمت خمس فرق مشاة مصرية مدعمة بخمسة ألوية مدرعة عبور قناة السويس، وقامت باتخاذ أوضاع دفاعية، وقامت بصد الهجمات الإسرائيلية المضادة، وخاضت الفرق الخمس العديد من المعارك، إلا أن معارك الفرقة 16 مشاة كانت المعارك الأبرز التي ذكرها القادة الإسرائيليون باعتبارها المعارك الأعنف والأهم.

كان نطاق عمل الفرقة 16 مشاة يمتد من الدفراسوار جنوبًا حتى الإسماعيلية شرق شمالًا، وكانت تتشكل من اللواء 16 مشاة في اليمين، واللواء 112 مشاة في اليسار، واللواء 3 مشاة ميكانيكي في الوسط، وكانوا يشكلون النسق الأول للفرقة، في حين كان اللواء 14 مدرع يشكل النسق الثاني.

استطاعت الفرقة 16 مشاة صد الهجوم المضاد الإسرائيلي يومي 8 و9 أكتوبر، وفي يوم 13 أكتوبر عبرت الفرقة 21 المدرعة من غرب القناة إلى شرق القناة؛ لتنضم إلى رأس كوبري الفرقة 16 مشاة، وذلك لكي تقوم بتطوير الهجوم شرقًا بناءً على أوامر الرئيس السادات، والتي عارضها القادة العسكريون، وفي الساعة السادسة صباح يوم 14 أكتوبر تم دفع الفرقة 21 المدرعة بعد تمهيد مدفعي ضخم من مدفعية الجيش الثاني.

فشلت عملية تطوير الهجوم المصري في اتجاه المضايق، وتكبدت القوات المدرعة المصرية خسائر فادحة في المعدات والأفراد، وتأكدت القيادة الإسرائيلية من خلو منطقة الدفراسوار من أية قوة مدرعة كبيرة بعد اشتراك الفرقة 21 مدرعة في عملية تطوير الهجوم وتكبدها خسائر كبيرة، وانضمامها لرأس كوبري الفرقة 16 مشاة، كانت الفرقة 21 مدرعة هي الاحتياطي التعبوي للجيش الثاني والمناط بها اكتشاف وتدمير أي اختراق إسرائيلي في منطقة الدفراسوار.

في مساء يوم 14 أكتوبر 1973 عقد اجتماع في غرفة عمليات القيادة الجنوبية الإسرائيلية لإصدار الاوامر التفصيلية لقادة الفرق لتنفيذ خطة العبور الإسرائيلية لغرب القناة في منطقة الدفرسوار ليلة 15 و16 أكتوبر فيما عرف باسم عملية «القلب الشجاع». أسندت مهمة إنشاء رأس كوبري مكون من جسرين، وتأمين ساحة العبور في شرق القناة إلى فرقة الجنرال شارون.

طبقًا للخطة الإسرائيلية كان الجناح الأيسر لرأس الكوبري الإسرائيلي مؤمنًا بالبحيرات المرة، والتي تخلو من وجود أي قوة مصرية باعتبارها مانعًا طبيعيًا لا يمكن عبوره، وكانت المهمة الأساسية هي تأمين الجناح الأيمن لرأس الكوبري الإسرائيلي شرقًا لمسافة أربعة كيلومتر من خط المياه، وشمالًا لمسافة أربعة كيلومتر من نقطة العبور فى الدفرسوار، أى حتى المنطقة شمال قرية الجلاء «المزرعة الصينية».

وكذلك تطهير محور أكافيش «طريق الطاسة – تل السلام»، ومحور طرطور، وهو طريق يمتد من الطريق العرضي الثاني حتى نقطة الدفرسوار. وقد أعادت القوات الإسرائيلية احتلال نقطة تل السلام والدفرسوار، وكان هذا لخطأ شنيع ارتكبته القوات المصرية بتركها هذه الحصون دون تدميرها أو احتلالها ببعض القوات.

كان اللواء 16 مشاة يشرف بالنظر والنيران على أجزاء كبيرة من محوري طرطور وأكافيش. لذلك تمثلت المهمة الإسرائيلية في تدمير اللواء 16 مشاة المصري وزحزحته من مواقعه الدفاعية في المزرعة الصينية ومحوري طرطور وأكافيش.

المعركة

المزرعة الصينية هو اسم أطلقه الإسرائيليون على المشروع الزراعي شرق الدفرسوار، وكان يجرى تنفيذه قبل حرب 1967 لزراعة ألفى فدان بالتعاون مع اليابان، وأطلق عليها المزرعة الصينية بسبب وجود كلمات باللغة اليابانية فسرها الإسرائيليون على أنها كلمات صينية. واشتهرت التسمية الإسرائيلية للمنطقة «المزرعة الصينية»عن التسمية الأصلية المصرية للمنطقة «قرية الجلاء». واندلعت فيها معركة استمرت من الساعة السادسة مساء يوم 15 أكتوبر حتى الساعة السادسة من مساء يوم 17 أكتوبر.

حشدت إسرائيل لهذه المعركة قوة كبيرة تتشكل من أربع كتائب مدرعة، وثلاث كتائب مشاة ميكانيكا، وكتيبة استطلاع، بإجمالي عدد دبابات يصل إلى حوالي 200 دبابة. وكان يتولى القيادة العقيد أمنون من فرقة الجنرال شارون.

فى الساعة السادسة مساء يوم 15 أكتوبر قامت القوات الإسرائيلية بهجوم بغرض الاستيلاء على منطقة تقاطع الطرق الحيوية فى المزرعة الصينية، فشل الهجوم الأول فشلًا ذريعًا؛ حيث تم تدمير كتيبة مدرعة إسرائيلية بأكملها حاولت الالتفاف حول المواقع المصرية لمهاجمتها من الخلف، فوجدت نفسها فى قلب المنطقة الإدارية للفرقة 16 مشاة، حيث هاجمتها كتيبين من الفرقة 21 مدرعة. وتم سحق كتيبة مشاة ميكانيكية وسرية دبابات بعد أن وقعت فى كمين محكم من قبل عناصر المشاة والصاعقة المصرية. وتم إرسال سرية دبابات إسرائيلية لنجدة القوة الإسرائيلية التي وقعت في الكمين، إلا أن وحدات من الفرقة 21 المدرعة قامت بتدميرها بالكامل.

انسحبت القوات الإسرائيلية التى نجت من الهجوم، وقامت كتيبة الاستطلاع بالهجوم مرة ثانية، إلا أن الكتيبة تعرضت لخسائر جسيمة، وقتل قائد الكتيبة على بعد 30 مترًا من المواقع المصرية بعد استهداف مركبته بقذيفة مضادة للدروع.

وقامت القوات الإسرائيلية بشن هجوم ثالث بقيادة المقدم إيتان نائب قائد اللواء، إلا أن الهجوم فشل في تحقيق أهدافه، حيث وقعت القوة الإسرائيلية تحت وابل كثيف من قذائف المدفعية والصواريخ المضادة للدبابات، وأصيبت دبابة المقدم إيتان نفسه.

وأصبحت الخطة الإسرائيلية لعبور القناة مهددة بالفشل؛ حيث انهار الجدول الزمني المخطط لها، فقد كان مقررًا ومتوقعًا أن تقوم القوات الإسرائيلية بتطهير المنطقة من الوحدات المصرية والبدء في إنشاء الجسور بحلول صباح يوم 16 أكتوبر، لكن الإسرائيليون فوجئوا أن القوات المصرية صمدت وقاتلت بتصميم وعناد لم يتوقعوه.

وعندما بزغ فجر يوم 16 أكتوبر صعد العقيد أمنون تلًا عاليًا يشرف على المواقع المصرية ليرى الدفاعات المصرية، وفوجئ بمنطقة دفاعية على أعلى درجة من التنظيم، حيث مدافع ودبابات متخندقة في مواقع حصينة، وألغام على جوانب الطريق، وفي تقاطعات الطرق، والمدافع المضادة للدبابات طراز بي 10، وبي 11، بالإضافة إلى المئات من عناصر المشاة والصاعقة المسلحين بالآر بي جي، وصواريخ المالوتكا، والمتمركزين في الترع والمصارف والتلال في المنطقة، وعشرات من مدافع الماكينة ورشاشات الجرينوف.

في صباح يوم 16 أكتوبر أرسل الجنرال شارون كتيبتين مدرعتين لدعم قوات أمنون التي تكبدت خسائر فادحة، وقاد العقيد أمنون الهجوم الرابع بنفسه، وقام بعملية استنزاف بطيء، وتكثيف النيران بتركيز شديد على المواقع المصرية. واضطرت القوة المصرية التي تتمركز في منطقة تقاطع الطرق الحيوية في المزرعة الصينية إلى الانسحاب نظرًا للخسائر الجسيمة والإنهاك الشديد، والنقص الفادح في الذخيرة.

وبدأ أمنون في التحرك باتجاه محور طرطور للاستيلاء عليه، كانت الكتيبة 16 مشاة تتمركز في الجزء الأخير من محوري طرطور وأكافيش. وقام بهجوم قوي بقوة كتيبتين مدرعتين من اتجاهين مختلفين، لكن فشل الهجوم فشلًا ذريعًا، وتكبدت القوات الإسرائيلية خسائر فادحة فى المعدات والأفراد، ولم يتبق لدى أمنون إلا 27 دبابة في لوائه.

أمام الخسائر الكبيرة في الدبابات الإسرائيلية، واحتمال فشل خطة العبور لغرب قناة السويس قررت القيادة الإسرائيلية تخصيص لواء مظلات للهجوم على القوات المصرية التي تتمركز في محوري طرطور وأكافيش.

وفي الساعة الحادية عشر والنصف مساء يوم 16 أكتوبر، قام لواء مظلات إسرائيلى بشن هجوم ليلي على مواقع الكتيبة 16 مشاة في محوري طرطور وأكافيش؛ حتى تستطيع القوات الإسرائيلية أن تستخدم إحدى الطريقين لكي يتم عبور معدات الجسور والكباري. أصدر المقدم محمد حسين طنطاوى قائد الكتيبة 16 مشاة أوامره بحبس النيران، وعندما وصلت قوات المظلات إلى أضيق منطقة يتقارب فيها محورا أكافيش وطرطور، ولا يزيد عرضها عن كيلو متر، قام المقدم محمد حسين طنطاوي بإطلاق طلقة ضوئية، وكانت هذه إشارة لينهمر على إثرها سيل من الجحيم على القوات الإسرائيلية، وتبعثرت جثث جنود المظلات الإسرائيليين في المنطقة. واستمرت المعركة لمدة 14 ساعة حتى صباح اليوم التالي، وعجزت قوات المظلات الإسرائيلية عن التحرك لعنف النيران المصرية، ولقى معظم قادة السرايا مصرعهم، وتم إرسال كتيبة مدرعة إسرائيلية لإخلاء ونجدة قوات المظلات الإسرائيلية بعد فشلها فى الاستيلاء على محور طرطور، الذي تركزت الاشتباكات عنده، وكبدت الإسرائيليين خسائر كبيرة. لكن رغم ما حاق بقوة المظلات الإسرائيلية من خسائر فقد قدمت خدمة عظيمة إلى عملية العبور؛ إذ جذب القتال العنيف الذي حدث فى محور طرطور القوات المصرية التي كانت تسيطر على محور أكافيش التي اتجهت لتشارك في المعركة العنيفة، واكتشف الإسرائيليون هذا الأمر، واستطاعوا تحريك معدات الجسور، والكباري، من هذا الطريق بسلام إلى شاطئ القناة.

كان هناك قصور شديد لدى القيادة المصرية، سواء قيادة الجيش الثاني، أو القيادة العامة، عن فهم لماذا كل هذا الإصرار الإسرائيلي على اختراق وتدمير هذه المنطقة رغم الخسائر الجسيمة التي تكبدتها القوات الإسرائيلية في المعدات والأفراد.

ظلت مواقع وحدات اللواء 16 مشاة تتعرض لهجمات الدبابات الإسرائيلية والغارات الجوية والقصف المدفعي طيلة يوم 17 اكتوبر.

وفي الساعة السادسة مساء يوم 17 أكتوبر صدرت الأوامر بإخلاء اللواء 16 مشاة مواقعه الدفاعية، والانضمام إلى المواقع الدفاعية التي يحتلها اللواء 18 مشاة ميكانيكي من الفرقة 21 المدرعة شمال قرية الجلاء لتعزيز الخط الدفاعي، وذلك بعد أن تكبد اللواء خسائر جسيمة نتيجة صده طوفان من الهجمات الإسرائيلية المتعاقبة دون توقف، والتي نتج عنها تدمير مجموعة مدفعية اللواء، ومعظم الدبابات، والأسلحة، والصواريخ المضادة للدبابات، وارتفع معدل الخسائر البشرية بدرجة عالية، كما ساء موقف الذخيرة بشكل ينذر بالخطر، وفقد اللواء قدرته القتالية.

وبانسحاب اللواء 16 مشاة من مواقعه الدفاعية؛ حقق العدو غرضه في توسيع ثغرة الاختراق شمالًا لتأمين معبر الدفرسوار، وبحلول الساعة العاشرة مساءً بدأت الدبابات الإسرائيلية تعبر القناة من الشرق إلى الغرب.

بعد المعركة بأيام قليلة قام وزير الدفاع الإسرائيلي موشي ديان بزيارة للجبهة، وحرص على زيارة منطقة المزرعة الصينية، يقول موشي ديان في مذكراته واصفًا ما رآه في أرض المعركة:

«لم أستطع إخفاء مشاعري عند مشاهدتي لأرض المعركة، فقد كانت مئات العربات العسكرية مدمرة ومحترقة ومتناثرة، كما كانت هناك دبابات مصرية وإسرائيلية مدمرة لا يبعد بعضها عن بعض سوى بضع ياردات، لم أشاهد على الإطلاق مثل هذا المنظر لا في الطبيعية، ولا في اللوحات، ولا في أفظع مناظر الأفلام التي تناولت الحرب، لقد كان أمامنا ميدان شاسع لمذبحة حدثت، كانت الدبابات، والمدرعات، والعربات، ومنصات صواريخ الدفاع الجوي، وناقلات الجنود، معطلة ومقلوبة ومحترقة، وهذا دليل مروع على المعركة الرهيبة التي دارت هنا».

العقيد عوزي مائيري قائد لواء المظلات اعترف بأن هذه المعركة هي أقسى ما خاضته قواته من معارك طوال مدة خدمته. ووصف موشي ديان في مذكراته قصة لقائه مع العقيد عوزي يوم 21 أكتوبر بعد انتهاء المعركة بأيام بقوله: «كنت أعرف عوزي جيدًا، وأعرف أنه فقد كثيرًا من رجاله فى المعركة، ولكني لم أكن أتوقع أن أراه على هذه الصورة من الاكتئاب، وكان وجهه يحمل سمات حزن يفوق الوصف».

تعقيب

كتب إيجال يادين – رئيس هيئة أركان حرب الجيش الإسرائيلي فى حرب 1948:

«إن المشكلة التي تواجه التخطيط الإستراتيجي والتكتيكي مزدوجة، فمن ناحية علينا بذل أقصى الجهد لمنع العدو من العمل بمبادئ سليمة، ومن ناحية أخرى علينا العمل على أن تقوم قواتنا باستغلال هذه المبادئ للحصول على أغراضنا وأهدافنا. ولهذا فكل مبدأ ينتوي العدو تطبيقه لابد أن يكون تحديًا لمهارة مخططي عمليات جيشنا. فعلي سبيل المثال:

ضد مبدأ المفاجأة لابد عن نشاط كل أفرع مخابراتنا.

 ضد مبدأ المحافظة على الغرض لابد من القيام بهجمات تكتيكية تشتيتية وهجمات نفسية.

 ضد مبدأ الاقتصاد في القوة علينا القيام بالهجوم على منطقة خطوط مواصلات العدو ومخازنه في الخلف.

انشغلت قيادة الجيش الثانى بمتابعة معركة اللواء 16 مشاة مع دبابات شارون، ثم اللواء المظلي، ثم دبابات آدان، ودعموا عمق دفاعات اللواء 16 المشاة، ولم ينتبهوا للحركة التي تتم على الطريق نفسه، حيث استطاعت بعض الوحدات الإسرائيلية العبور إلى غرب القناة منذ مساء يوم 16 أكتوبر.

وكانت القيادة العامة المصرية، تولى اهتمامًا بالغًا للقتال العنيف على الجانب الأيمن للفرقة 16 المشاة، وتركت أمر تدمير القوة الإسرائيلية التي تمكنت من الوصول إلى غرب القناة لقادة الوحدات الموجودة بالمنطقة، حيث كان المفهوم السائد لديها، أن تلك القوة تقوم بإغارة محدودة لجذب الأنظار وتشتيت الجهود، وأن الهجمات على جانب الفرقة 16 مشاة هي بداية هجوم رئيس لاكتساح رأس كوبري الجيش الثاني الميداني شرق القناة. وسيطر على تفكير القيادة فكرة قيام القوات الإسرائيلية بهجومها الرئيس من الجنوب إلى الشمال بهجوم من الجنب، بدلًا عن الهجوم بالمواجهة الذي ثبت فشله من قبل يومي 8 و9 أكتوبر. ولم تنتبه القيادة المصرية لحقيقة ما يحدث، وأن العبور الإسرائيلي هو عملية كبرى، إلا مع قيام إسرائيل بإنشاء جسور على القناة مساء يوم 17 أكتوبر.

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

المصادر

عرض التعليقات
تحميل المزيد