تذكرت قصة الفتاة التي اختارت الانتحار بعد أن قام شاب بابتزازها وتهديدها لمدة سنتين، فبعد أن استنزف مالها وجسدها اختارت الرحيل حالها حال الكثير من القصص التي بقيت في الظلام أو في أروقة المحاكم، كان خوفها الأول من الفضحية وهو ذات الأمر الذي يستند عليه الجاني. فالخوف كان سببًا لسكوتها طويلاً والخوف ذاته جعل من المجرم نمرودٌ يستأمن على نفسه، مطمئن أنها ستلبي كل ما يطلبه من سكوت وإذعان.
الأمر هكذا، فإذا وقع الجمل كثرت سكاكينه، نحن من أغلقنا أبواب العودة والنجاة أمام الضحايا والمخطئين، نحن الذين وقفنا في صف الجاني النابت في العادات البالية بأن فضيحة الفتاة تساوي الموت، وهي مقابل ألا تفتضح مستعدة لتقديم كل ما تملك لأن المجتمع لن يرحمها.
فحين تكون ضريبة الاعتراف والتوقف عن الرضوخ للمبتز هي الفضيحة والرشق بالحجارة يكون الصمت والاستمرار أو الانتحار حلفاء الضحية. فغسل شرف العائلة بدمائها أسهل من غسل جبن رجالها! فسن السكين وذبحها أسهل على أخيها من الوقوف جانبها وأخذ حقها من المبتز والوقوف أمام من يمنعها من عودتها للصلاح.
يجب تدشين القوانين والعقوبات في وعي الأفراد، والترويج لدور الشرطة خاصة دور وحدة الجرائم الإلكترونية وتعريف الناس بها وإشعارهم بفعاليتها.
لا تغتصبوا حق الضحية في العودة لبر الأمان، لا تقتلوا الضحية مرتين.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست