في البداية لابد من الإشارة إلى أن كثيرًا من الطلاب يشكون من قضائهم لأوقات طويلة في الدراسة والتحضير للامتحانات، ولكنهم يفاجأون بدرجات قليلة ومتدنية، وتعتبر هذه المسألة ضرورية ومحط أنظار الجميع داخل الأسرة.

فالعلم يعتبر النور الذي ينير عقول البشرية، ولولاه لبقيت العقول في ظلام وجهل وتخلف، ويعد أيضًا مقياسًا لتقدم الأمم ورقي المجتمعات، ولكي يستمر هذا العلم راسخًا في ذهن الإنسان، لابد له من المذاكرة في جميع المراحل التي يمر بها، فكما قيل «أدِم من العلم مذاكرةً. فآفةُ العلم النسيان»، وفي الواقع فإن الطالبَ، إن لم يعرف كيف يتعلم، لن يكون بمقدوره الحصول على المعرفة فيما بعد، فأفضل طريقة للدراسة هي «أن يتعلم الطالب كيف يتعلم».

ونتيجة لذلك يتساءل العديد من الطلاب عن الأسباب التي تؤدي إلى عدم التفوق الدراسي، بالرغم من أن الطالب يقضي ساعات طويلة للاستذكار، ويثور في الذهن العديد من الأسئلة منها:

  • هل نسبة الذكاء منخفضة وقدرته على الفهم قليلة؟
  • هل الساعات التي يذاكرها غير كافية؟
  • هل الطريقة التي أذاكر بها صحيحة أم خاطئة؟

لذلك؛ يطيب لي أن آخذ بأيدكم في هذا المقال نحو طريقة ومهارة المذاكرة الفعالة، التي يجب اتباعها وتطبيقها حتى نستطيع الحصول على أعلى الدرجات وتحقيق أقصى معدلات النجاح.

* المذاكرة وتحصيل العلوم ليست موهبة يولد بها الانسان، أو يرثها من أبيه وأمه، ولكنها مهارة   يتم تعلمها واكتسابها مع مرور الوقت، وهي وسيلة تحقيق النجاح في كافة المجالات، وإليكم الخطوات البسيطة للقيام بمذاكرة فعالة وناجحة.

القراءة الإجمالية للدرس

تعتبر الخطوة الأولى والمهمة في عملية الاستذكار الجيد والفعال، فمن خلالها تتم القراءة الإجمالية للنص المكتوب أو الفصل المراد مذاكرته؛ بهدف الإلمام بكل أفكاره ومحتوياته، وتتم عن طريق: تقسيم الدرس إلى عناوين رئيسة، والتي غالبًا ما يشار تحتها بخط، أو تكتب بخط ثقيل، بخلاف الأجزاء الأخرى من جسد الصفحة المكتوب، ومن ثم تقسيم كل عنصر أساسي إلى عناصر فرعية أصغر منها، والتنسيق والتربيط فيما بينهم؛ حتى تكتمل الفكرة، وبالتالي يستطيع الطالب تكوين صورة إجمالية والتعرف المبدئي على الدرس.

الحفظ والمذاكرة

من القواعد الذهبية لتحقق أعلى الدرجات كما هو متعارف علية بين الطلاب هو «الحفظ»، ولكن لابد من الإشارة إلى أن الحفظ يحتاج إلى الفهم، فلابد من أن تتناسب قدراتك على الجمع بينهما؛ حتى تتم عملية الحفظ، وذلك طريق مجموعة من الخطوات.

  • التعرف على النقاط الرئيسة في الدرس كما تم تحديدها في الخطوة السابقة (القراءة الاجمالية للدرس) ويتم تكرارها؛ حتى تثبت في ذهنك وذاكرتك.
  • حاول استخراج الكلمة الذهبية من كل فقرة، وهي عبارة عن الكلمة التي في حال استخراجها من الفقرة تستطيع بناء عليها سرد محتويات الفكرة.
  • اسأل نفسك سؤال في كل فقرة: ما هو المطلوب؟ ثم أجب على سؤالك شفهيًا أو كتابة، وبالتالي عن طريق السؤال تستطيع إدماج نفسك وإشراكها في النص المكتوب، وتتحول للغة حوار بين النص ومعلوماته، وما يتم تحصيله، وما يريد الكاتب توصيلة.

ويمكن الإشارة هنا إلى أن عملية الحفظ تتم بعدة أشكال منها:

  • طريقة التكرار: إعادة وترديد، إما التسميع الشفهي أو الكتابي.
  • طريقة التخيل: وهي تكوين صورة عقلية عما يراد مذاكرته.
  • طريقة الربط الذهني: هي ربط المعلومات بمعلومات سابقة.

التسميع

عدد كبير جدًا من الطلاب يعتقد اعتقادًا خاطئًا بأن القراءة أو الحفظ يكفي، ولكن هذا من أكبر الأخطاء التي يقع فيها الطلاب، فحينما يقع الطالب في موقف الامتحان، ويتعرض لبعض الأسئلة، ويقف حائرًا ويقول لنفسه «أنا أعرفها وأفهمها، ولكن لا أتذكرها»، وهذا يرجع إلى القصور في عملية التسميع، والتي من خلالها يكشف الطالب لنفسه مواضع الضعف والأخطاء التي يقع فيها، فالتسميع هو مرآة الذاكرة، فالطالب الذي يذاكر بدون تسميع ينسى بعد يوم واحد كمية تساوي ما ينساه الطالب الذي يقوم بالتسميع بعد 36 يومًا.

والتسميع يتم بعدة أشكال منها:

  • «التسميع الشفهي» وهي تعتبر أسهل وأسرع طريقة.
  • «التسميع التحريري» وذلك عن طريق كتابة ما يتم استذكاره وتحصيله من الدرس، وكتابة النقاط الرئيسة والقواعد والقوانين، أو الرسوم البيانية التي تمثل جوهر النص أو الدرس، ويمكن الرجوع للكتاب للتأكد مما تم تسمعيه في كلتا الحالتين.

وبعد التعرض لخطوات مهارة المذاكرة الفعالة، هناك مجموعة من النصائح التي يجب أخذها في الاعتبار؛ لكي يتم تطبيق الطريقة بالشكل الأمثل، وتحقيق أعلى معدلات التحصيل:

  • توفير الجو المناسب للمذاكرة عن طريق (تهيئه نفسك للمذاكرة نفسيًا وجسديًا)، وتهيئة المكان للمذاكرة عن طريق الابتعاد عن الضوضاء والمشتتات، مع وجود إضاءه مناسبة للمكان.
  • حاول في البداية مذاكرة إحدى المواد التي تحبها، وبعدها أية مادة ثانية.
  • أعط لنفسك راحة من (10 ـ 15) دقيقة عند الانتهاء من مادة والبدء في مادة أخرى؛ وذلك من أجل تجديد النشاط والحيوية.
  • اختر الأوقات المناسبة للمذاكرة والتي أفضلها بعد الفجر، حيث تكون القوة والقدرة على التركيز عالية نسبيًا.
  • ضع جدول للمذاكرة باستمرار والمذاكرة أولًا بأول، ولا تؤجل أوقات المذاكرة، حتى لا تتراكم المواد عليك.

 

 

 

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

تحميل المزيد