منذ أن انقلب «السيسي» على شرعية الرئيس الشهيد «محمد مرسي»؛ بدأت مرحلة جديدة في حكم مصر، وهي مرحلة السقوط في الهاوية، فقد توالى سقوط كل شيءٍ؛ بداية من حقوق الإنسان في التعبير عن الرأي، إلى حقه في الحياة؛ فصار الحال إن أردت الحياة في مصر فلا بد من أن تعيش، وكأنك غير موجود، وفي تلك اللحظة أيضًا سيختار «السيسي» أن يبقيك أو يبيدك، وكأنه فرعون هذا الزمان!
فأصبحت مصر بين ليلة وضحاها مثل الكهف المظلم، لا يُرى فيه نور الحرية، فكم من شاب نادى بالحرية إما معتقل، أو قتيل، أو مطارد! وكم من شيخ لم يهتموا هؤلاء الطواغيت بعمره! وكم من فتاة لا نعرف ما حدث لها بعد ما تم اختفاؤها قسريًّا! وكأن قد اجتمع الظلم كله في مصر بوصول «السيسي» إلى الحكم.
ونرى أيضًا أن الأخلاق قد انعدمت من المجتمع
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
وقد تعمد النظام انعدام الأخلاق بمحاولاته الدائمة لإسكات المصلحين، واعتقال العلماء الذين ينادون بصلاح الأمة؛ لأنه يعلم كل العلم أنه إذا صلح الشعب لن يتركه مكانه، ولكنه يريد شعبًا مغيبًا، حتى يظل في منصبه، ويستمر في تدمير مصر.
فقد رأينا على مدار السنين الماضية، تفريط «السيسي» في حدود مصر شمالًا وغربًا؛ مما يفقد مصر تميزها الجغرافي، ورأينا ما يحدث في سيناء من أجل صفقة القرن، وتفريطه في مياه نهر النيل، وحقوق مصر فيه، فإنه يضر مصر لمائة عام قادمة، بتغيب الشعب والتفريط في الثروات.
وأيضًا علاقات مصر الدولية، فنرى تدخله في كل الأحداث في الوطن العربي، وكأنه يريد أن يعيد أفعال «عبد الناصر» التي أوصلتنا إلى ما فيه سوريا واليمن وليبيا؛ فنجد «السيسي» يتدخل أيضًا في شئون سوريا واليمن وليبيا، ولم يكتفِ بذلك، بل أيضًا يتدخل في شئون السودان، وفي تلك البلدان نجد «السيسي» يدعم المنقلبين أمثاله، كما فعل من قبله «عبد الناصر»، وهو بذلك يقلل من مكانة مصر الدولية.
ولم يكتفِ بذلك، فكما اعتقل وقتل الإسلاميين من أبناء شعب مصر المخلصين، فقد قام باعتقال طلاب العلم الشرعي، الذين أتوا من الصين من أجل أن يتعلموا العلوم الإسلامية والشرعية في مصر، وسلّمهم لحاكم الصين، الذي يقتل إخواننا المسلمين هناك.
فأصبح «السيسي» نقطة سوداء في تاريخ مصر الحديث بأفعاله، التي دائمًا تأتي ضد مصلحة مصر وشعبها، وضد الوطن العربي بأثره، وضد الإسلام والمسلمين في العالم.
فدائمًا ما نجد في خطابته في المناسبات الإسلامية كراهيته للإسلام والمسلمين، ودائمًا ما يتحدث عن تغيير الخطاب الديني وصراعته الدائمة مع علماء الأمة واعتقالهم، أو إبعادهم عن الساحة، وفي أحد تلك الخطابات قد اتهم المسلمين جميعًا بالإرهاب قائلًا: «مينفعش 1.6 مليار يرهبوا العالم». وكأنه نسي أنه هو من قتل الساجدين عند الحرس الجمهوري، وأنه هو من قتل وحرق إخواننا في رابعة الصمود.
وأختم كلامي بقول الله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6)} [الشرح: 5-6].
فبإذن الله سيزول ذلك الظلم، وستنتهي تلك الفترة المظلمة، وسنرى نور الحرية قريبًا!
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست