كنا قد انتهينا في الجزء الأول أن الجهاد وفق الإجماع يكون أول مسوغاته الكفر ابتداءً وليس الظلم حصرا.
وفيما يتبع سوف نتحدث عن عوامل الجهاد ومقوماته كما بينها الدين ووضحها الأئمة والفقهاء.
قال: لقد حصر الإسلام مقومات القتال في ثلاثة أمور
1- حق الدفاع عن النفس ورفع الظلم عنها.
2- نصرة المستضعفين العاجزين عن الدفع عن أنفسهم.
3- ضمان حرية العبادة للجميع دون قهر أو إكراه ليكون الدين لله خالصا.
قال: في الأولى وهو حق الدفاع عن النفس ورفع الظلم عنها فقد استشهد بقوله تعالى في سورة الحج:
أذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَان اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا ان يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ ان اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ ان مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأمروا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأمور [الحج:39-41].
قلنا: قال العوفي، عن ابن عباس: نزلت في محمد وأصحابه حين أخرجوا من مكة.
وقال غير واحد من السلف هذه أول آية نزلت في الجهاد، واستدل بهذه الآية بعضهم على أن السورة مدنية، وقاله مجاهد، والضحاك، وقتادة، وغير واحد.
وقوله: (وأن الله على نصرهم لقدير) أي: هو قادر على نصر عباده المؤمنين من غير قتال، ولكن هو يريد من عباده أن يبلوا جهدهم في طاعته.
وإنما شرع الله تعالى الجهاد في الوقت الأليق به؛ لأنهم لما كانوا بمكة كان المشركون أكثر عددا، فلو أمر المسلمين، وهم أقل من العشر، بقتال الباقين لشق عليهم؛ ولهذا لما بايع أهل يثرب ليلة العقبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانوا نيفا وثمانين، قالوا: يا رسول الله، ألا نميل على أهل الوادي يعنون أهل منى ليالي منى فنقتلهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إني لم أؤمر بهذا”.
فلما بغى المشركون، وأخرجوا النبي صلى الله عليه وسلم من بين أظهرهم، وهموا بقتله، وشردوا أصحابه شذر مذر، فذهب منهم طائفة إلى الحبشة، وآخرون إلى المدينة. فلما استقروا بالمدينة، ووافاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، واجتمعوا عليه، وقاموا بنصره وصارت لهم دار إسلام ومعقلا يلجؤون إليه شرع الله جهاد الأعداء، فكانت هذه الآية أول ما نزل في ذلك، فقال تعالى: (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير).
وقال: في الثانية وهي نصرة المستضعفين العاجزين عن الدفع عن انفسهم استشهد بقوله تعالى:
{وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا} (75) سورة النساء
قلنا: أما قوله تعالى (وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله) حض على الجهاد، وهو يتضمن تخليص المستضعفين من أيدي الكفرة المشركين الذين يسومونهم سوء العذاب، ويفتنونهم عن الدين؛ فأوجب تعالى الجهاد لإعلاء كلمته وإظهار دينه واستنقاذ المؤمنين الضعفاء من عباده، وإن كان في ذلك تلف النفوس. وتخليص الأسارى واجب على جماعة المسلمين إما بالقتال وغما بالأموال؛ وذلك أوجب لكونها دون النفوس إذ هي أهون منها. قال مالك: واجب على الناس أن يفدوا الأسارى بجميع أموالهم. وهذا لا خلاف فيه؛ لقوله عليه السلام (فكوا العاني).
ويعني بالمستضعفين من كان بمكة من المؤمنين تحت إذلال كفرة قريش وأذاهم وهم المعنيون بقوله عليه السلام: اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين. وقال ابن عباس في البخاري عن (المستضعفين من الرجال والنساء والولدان) كنت أنا وأمي ممن عذر الله، أنا من الولدان وأمي من النساء.
وقوله تعالى (من هذه القرية الظالم أهلها ) القرية هنا مكة بإجماع من المتأولين. ووصفها بالظلم وان كان الفعل للأهل لعلقة الضمير.
أي أن الله تعالى يحرض عباده المؤمنين على الجهاد في سبيله وعلى السعي في استنقاذ المستضعفين بمكة من الرجال والنساء والصبيان المتبرمين بالمقام بها لأنها أرض الكفار المشركين، فدائما وأبدا فسنجد ارتباط الظلم بالكافرين.
وقال في الثالثة ضمان حرية العبادة للجميع دون قهر أو إكراه ليكون الدين لله خالصا استشهد بقوله تعالى
{الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} (40) سورة الحـج
قلنا:
قوله تعالى: الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز.
يوجد ثمان مسائل:
الأولى:
قوله تعالى: الذين أخرجوا من ديارهم هذا أحد ما ظلموا به؛ وإنما أخرجوا لقولهم: ربنا الله وحده. إلا ان يقولوا ربنا الله استثناء منقطع؛ أي لكن لقولهم ربنا الله؛ قال سيبويه. وقال الفراء يجوز أن تكون في موضع خفض، يقدرها مردودة على الباء؛ وهو قول أبي إسحاق الزجاج، والمعنى عنده: الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا بأن يقولوا ربنا الله؛ أي أخرجوا بتوحيدهم، أخرجهم أهل الأوثان. و الذين أخرجوا في موضع خفض بدلا من قوله: للذين يقاتلون.
الثانية:
قال ابن العربي: قال علماؤنا كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قبل بيعة العقبة لم يؤذن له في الحرب ولم تحل له الدماء؛ إنما يؤمر بالدعاء إلى الله والصبر على الأذى والصفح عن الجاهل مدة عشرة أعوام؛ لإقامة حجة الله تعالى عليهم، ووفاء بوعده الذي امتن به بفضله في قوله: وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا. فاستمر الناس في الطغيان وما استدلوا بواضح البرهان، وكانت قريش قد اضطهدت من اتبعه من قومه من المهاجرين حتى فتنوهم عن دينهم ونفوهم عن بلادهم؛ فمنهم من فر إلى أرض الحبشة، ومنهم من خرج إلى المدينة، ومنهم من صبر على الأذى.
فلما عتت قريش على الله تعالى وردوا أمره وكذبوا نبيه – عليه السلام – وعذبوا من آمن به ووحده وعبده، وصدق نبيه – عليه السلام – واعتصم بدينه، أذن الله لرسوله في القتال والامتناع والانتصار ممن ظلمهم، وأنزل أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا إلى قوله: (الأمور).
الثالثة:
في هذه الآية دليل على أن نسبة الفعل الموجود من الملجأ المكره إلى الذي ألجأه وأكرهه؛ لأن الله تعالى نسب الإخراج إلى الكفار، لأن الكلام في معنى تقدير الذنب وإلزامه. وهذه الآية مثل قوله تعالى: (إذ أخرجه الذين كفروا ) والكلام فيهما واحد؛ وقد تقدم في براءة والحمد لله.
الرابعة:
ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض أي لولا ما شرعه الله تعالى للأنبياء والمؤمنين من قتال الأعداء لاستولى أهل الشرك وعطلوا ما بينته أرباب الديانات من مواضع العبادات، ولكنه دفع بأن أوجب القتال ليتفرغ أهل الدين للعبادة. فالجهاد أمر متقدم في الأمم، وبه صلحت الشرائع، واجتمعت المتعبدات؛ فكأنه قال: أذن في القتال، فليقاتل المؤمنون. ثم قوي هذا الأمر في القتال بقوله: ولولا دفع الله الناس، الآية؛ أي لولا القتال والجهاد لتغلب على الحق في كل أمة. فمن استبشع من النصارى، والصابئين الجهاد فهو مناقض لمذهبه؛ إذ لولا القتال لما بقي الدين الذي يذب عنه. وأيضا هذه المواضع التي اتخذت قبل تحريفهم وتبديلهم وقبل نسخ تلك الملل بالإسلام إنما ذكرت لهذا المعنى؛ أي لولا هذا الدفع لهدم في زمن موسى الكنائس، وفي زمن عيسى الصوامع، والبيع، وفي زمن محمد – عليه السلام – المساجد.
لهدمت (من هدمت البناء أي نقضته فانهدم). قال ابن عطية: هذا أصوب ما قيل في تأويل الآية. وروي عن على بن أبي طالب – رضي الله عنه – أنه قال: ولولا دفع الله بأصحاب محمد – صلى الله عليه وسلم – الكفار عن التابعين فمن بعدهم. وهذا وإن كان فيه دفع قوم بقوم إلا أن معنى القتال أليق؛ كما تقدم.
وقال مجاهد لولا دفع الله ظلم قوم بشهادة العدول. وقالت فرقة: ولولا دفع الله ظلم الظلمة بعدل الولاة. وقال أبو الدرداء: لولا أن الله – عز وجل – يدفع بمن في المساجد عمن ليس في المساجد، وبمن يغزو عمن لا يغزو، لأتاهم العذاب. وقالت فرقة: ولولا دفع الله العذاب بدعاء الفضلاء والأخيار إلى غير ذلك من التفصيل المفسر لمعنى الآية؛ وذلك أن الآية ولا بد تقتضي مدفوعا من الناس ومدفوعا عنه، فتأمله.
الخامسة:
قال ابن خويز منداد: تضمنت هذه الآية المنع من هدم كنائس أهل الذمة، وبيعهم، وبيوت نيرانهم، ولا يتركون أن يحدثوا ما لم يكن، ولا يزيدون في البنيان لا سعة ولا ارتفاعا، ولا ينبغي للمسلمين أن يدخلوها ولا يصلوا فيها، ومتى أحدثوا زيادة وجب نقضها. وينقض ما وجد في بلاد الحرب من البيع والكنائس. وإنما لم ينقض ما في بلاد الإسلام لأهل الذمة؛ لأنها جرت مجرى بيوتهم وأموالهم التي عاهدوا عليها في الصيانة. ولا يجوز أن يمكنوا من الزيادة لأن في ذلك إظهار أسباب الكفر. وجائز أن ينقض المسجد ليعاد بنيانه؛ وق
د فعل ذلك عثمان – رضي الله عنه – بمسجد النبي – صلى الله عليه وسلم –.
السادسة:
قرئ (لهدمت) بتخفيف الدال وتشديدها. (صوامع) جمع صومعة، وزنها فوعلة، وهي بناء مرتفع حديد الأعلى؛ يقال: صمع الثريدة أي رفع رأسها وحدده. ورجل أصمع القلب أي حاد الفطنة. والأصمع من الرجال الحديد القول. وقيل: هو الصغير الأذن من الناس، وغيرهم. وكانت قبل الإسلام مختصة برهبان النصارى وبعباد الصابئين – قال قتادة – ثم استعمل في مئذنة المسلمين. والبيع. جمع بيعة، وهي كنيسة النصارى.
وقال الطبري: قيل هي كنائس اليهود؛ ثم أدخل عن مجاهد ما لا يقتضي ذلك. (وصلوات) قال الزجاج، والحسن: هي كنائس اليهود؛ وهي بالعبرانية صلوتا. وقال أبو عبيدة: الصلوات بيوت تبنى للنصارى في البراري يصلون فيها في أسفارهم، تسمى صلوتا فعربت فقيل صلوات.
وفي (صلوات) تسع قراءات ذكرها ابن عطية: صلوات، صلوات، صلوات، صلولي على وزن فعولي، صلوب بالباء بواحدة جمع صليب، صلوث بالثاء المثلثة على وزن فعول، صلوات بضم الصاد واللام وألف بعد الواو، صلوثا بضم الصاد واللام وقصر الألف بعد الثاء المثلثة. وذكر النحاس: وروي عن عاصم الجحدري أنه قرأ (وصلوب). وروي عن الضحاك (وصلوث) بالثاء معجمة بثلاث؛ ولا أدري أفتح الصاد أم ضمها.
قلت: فعلى هذا تجيء هنا عشر قراءات. وقال ابن عباس: (الصلوات الكنائس). أبو العالية: الصلوات مساجد الصابئين. ابن زيد: هي صلوات المسلمين تنقطع إذا دخل عليهم العدو وتهدم المساجد؛ فعلى هذا استعير الهدم للصلوات من حيث تعطل، أو أراد موضع صلوات فحذف المضاف. وعلى قول ابن عباس، والزجاج، وغيرهم يكون الهدم حقيقة.
وقال الحسن: هدم الصلوات تركها، قطرب: هي الصوامع الصغار ولم يسمع لها واحد. وذهب خصيف إلى أن القصد بهذه الأسماء تقسيم متعبدات الأمم. فالصوامع للرهبان، والبيع للنصارى، والصلوات لليهود، والمساجد للمسلمين. قال ابن عطية: والأظهر أنها قصد بها المبالغة في ذكر المتعبدات.
وهذه الأسماء تشترك الأمم في مسمياتها، إلا البيعة فإنها مختصة بالنصارى في لغة العرب. ومعاني هذه الأسماء هي في الأمم التي لها كتاب على قديم الدهر. ولم يذكر في هذه الآية المجوس ولا أهل الإشراك؛ لأن هؤلاء ليس لهم ما يجب حمايته، ولا يوجد ذكر الله إلا عند أهل الشرائع. وقال النحاس: يذكر فيها اسم الله الذي يجب في كلام العرب على حقيقة النظر أن يكون يذكر فيها اسم الله عائدا على المساجد لا على غيرها؛ لأن الضمير يليها. ويجوز أن يعود على صوامع وما بعدها؛ ويكون المعنى وقت شرائعهم وإقامتهم الحق.
السابعة:
فان قيل: لم قدمت مساجد أهل الذمة ومصلياتهم على مساجد المسلمين ؟ قيل: لأنها أقدم بناء. وقيل لقربها من الهدم وقرب المساجد من الذكر.
الثامنة:
قوله تعالى: ولينصرن الله من ينصره أي من ينصر دينه ونبيه. إن الله لقوي أي قادر. قال الخطابي: القوي يكون بمعنى القادر، ومن قوي على شيء فقد قدر عليه. (عزيز) أي جليل شريف؛ قال الزجاج. وقيل الممتنع الذي لا يرام؛ وقد بيناهما في الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى.
ومن هنا يظهر أن نصرة المستضعفين ليكون الدين لله خالصا، أي دين الله وهو الإسلام لأنه آخر الأديان السماوية ومتممها وليس المعنى بأن يكون الدين لله خالصا هو حرية المعتقد كما يقول، على أنه يجب التوضيح أن المجتمع الإسلامي دائما ما استوعب الآخر حتى أنه يوجد في الشريعة الإسلامية ما يختص بغير المسلمين إيمانا بحقهم في التواجد ولكن وفق ضوابط الشريعة وليس على إطلاقها.
قلنا الخلاصة فيما سبق:
فقد اجتمع علماء الأمة على مقومات القتال في الإسلام وهي:
1- رد العدوان والدفاع عن الدين والنفس والأهل والمال والأرض.
2- تأديب ناكثي العهود من المعاهدين (مسلمين ضد كافرين) أو الفئة الباغية على جماعة المسلمين (مسلمين ضد مسلمين ولها أحكامها الخاصة).
3- تأمين حرية الاعتقاد للمسلمين حتي في أرض الكافرين، ورد من يفتنونهم عن دين الإسلام حتى لو أهل ذمة داخل أرض المسلمين وخارجها.
4- إغاثة المظلومين من المسلمين المستضعفين أينما وجدوا.
5- حماية الدعوة وبيضة المسلمين.
يتبع…..
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست