الاتحاد الأوروبي رغم أنه مضى على تأسيسة ما يقرب من سبعين عامًا، ومضى على انضمام بريطانيا له ما يقرب من أربعين عامًا، رغم الاستفادة رغم الوحدة الاقتصادية رغم التقدم رغم حجم المبادلات تيريزا ماي تريد الخروج، فما هي إيجابيات الأوروبي رغم الشروط، ولماذا رفضتها تيريزا ماي؟ وما الفوائد التي تنتظرها بريطانيا جراء خروجها من الاتحاد الأوروبي؟ ومن ناحية أخرى تركيا تريد الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
شروط الانضمام للاتحاد الأوروبي
قيام الدولة التي ترغب بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بتقيم طلب الانضمام والمقصود به طلب العضوية، أي أن تصبح الدولة عضوًا في الاتحاد الأوروبي، على الدولة التي ترغب بالانضمام أن تكون قادرة تحمل الأعباء السياسية والاقتصادية، فمن الناحية السياسية يجب على الدولة أن تحترم حقوق الإنسان وتلتزم بقوانين الاتحاد الأوروبي، كما يجب أن تحترم حرية لصحافة وحرية الفكر والتعبير عن الرأي، أما من الناحية الاقتصادية لا بد من تعديل أنظمة الصرف لتتوافق مع أنظمة الصرف الأوروبية،وأن تقوم الدولة بمكافحة الفساد والرشوة، واستبدال العملة الوطنية باليورو.
إيجابيات الانضمام للاتحاد الأوروبي
بالتأكيد يوجد الكثير من الإيجابيات والمزايا التي يقدمها الاتحاد الأوروبي لأعضائه، من هذه المزايا عدم وجود رسوم جمركية بين الدول الأعضاء مقابل المبادلات التجارية، وفي هذا الصدد يوجد الكثير من التبادلات الاقتصادية بين الدول الأعضاء بسبب اتساع حجم السوق المشتركة وزيادة أعضاء الاتحاد الأوروبي، مما يساهم في زيادة النمو الاقتصادي بشكل أسرع، بالإضافة إلى حرية انتقال الأفراد بين دول الاتحاد الأوروبي وكأن الاتحاد الأوروبي أصبح دولة واحدة، مما يؤدي إلى توسع الاستثمار وزيادة المشروعات الاقتصادية وخلق فرص عمل مما يحجم من البطالة.
مشكلة بريطانيا
منذ 2016 بدأ طرح فكرة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقامت بريطانيا بالبدء في تنفيذ إجراءات الخروج من الاتحاد الأوروبي في 29 مارس2017، هذا الخروج الذي لن ينساه الاتحاد الأوروبي، لأنها المرة الأولى التي تفكر دولة من الدول التي حصلت على العضوية من الاتحاد الأوروبي في الانسحاب منه، فهل سنشاهد خروج دول أخرى من الاتحاد الأوروبي مما يؤدي إلى انهيار الاتحاد الأوروبي في المستقبل، خصوصًا مع خوف دول الاتحاد الأوروبي من فكرة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لأن بريطانيا هي أكبر المساهمين في ميزانية الاتحاد الأوروبي،هذه الميزانية يصرف منها على المشاريع التي تقام في دول الاتحاد الأفقر،كما أنها تغطي مرتبات موظفي الاتحاد، كما أنها يؤخذ منها احتياطي لمواجهة المديونيات الطارئة لدول الاتحاد الأوروبي من أجل عمليات إنقاذ اقتصادي في المستقبل.
بالرغم مما يضمنه الاتحاد االأوروبي من مزايا، وبالرغم من مما التزمت به بريطانيا للاتحاد، ما الذي يدفع بريطانيا إلى تحمل تكاليف قد تصل إلى 60 مليار يورو طبقًا للاتحاد الأوروبي، والتي تقدرها بريطانيا بـ20مليار يورو فقط، أما الجزء الأكبر من هذه التكلفة فإن بريطانيا تعد نفسها غير ملتزمة بها لأنها التزامات سابقة لموازنة الاتحاد الأوروبي.
أسباب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
بالطبع يوجد العديد من الأسباب التي دفعت تيربزا ماي إلى الإقدام على فكرة الخروج من الاتحاد الأوروبي، لأن الخروج من الاتحاد الأوروبي سيمكن بريطانيا ويساعدها على الآتي:
1- الرفع من سلطة الهيئات البريطانية مثل البرلمان البريطاني، لأنه يوجد العديد من القوانين التي تحتاج بريطانيا لتغييرها ولكن تتعارض هذه القوانين مع قوانين الاتحاد الأوروبي مما يحول دون المساس بها، كما يكون من تبعات ذلك وجود فرص أكثر للتوظيف والخدمات الصحية.
2- زيادة التمثيل البريطاني في الهيئات الدولية، وخصوصًا المقاعد التي خسرتها بريطانيا بسبب انضمامها للاتحاد الأوروبي كما يعتقد البريطانيون، مما يجعل بريطانيا تتصرف بحرية في السياسات التجارية الخاصة بها والحصول على المزيد من المقاعد في الهيئات الدولية مثل منظمة التجارة العالمية، مما يساعدها في التعاقد على المزيد من الصفقات التجارية مع دول مثل الصين وأمريكا والهند.
3- التوفير المالي في ميزانية الصحة والتعليم، لأن بريطانيا بالإضافة لقيامها بالإنفاق على الصحة والتعليم لمواطنيها، فانها تلتزم بتقديم نفس الخدمات بالمثل لمواطني الاتحاد الأوروبي المهاجرين إليها، وبالتالي سيحد هذا من عدد المهاجرين إلى بريطانيا، خصوصًا أن المهاجرين إلى بريطانيا يقدر عددهم بـ863 ألف مهاجر.
4- القضاء على الإرهاب وتحجيم دوروه في بريطانيا، نظرًا لأنه عند قيام بريطانيا بالخروج من الاتحاد الأوروبي، فإنها ستتمكن من وقف اتفاقيات الحدود المفتوحة مع دول الاتحاد الأوروبي، وهذا السبب يلعب دورًا كبيرًا في أرجاء بريطانيا بسبب خوف المواطنين من الإرهاب.
5- تجنب الشعور بالخوف من انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، فقد استطاع العديد من القادة السياسيين دفع المواطنين دفعًا إلى الخوف من انضمام تركيا للاتحاد، وإعطاءهم أسبابًا مقنعة إلى حد ما، مثل تدفق الكثير والكثير من اللاجئين الموجودين فيها إلى بريطانيا للحصول على الوظائف.
نتائج خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
سيكون الخروج من الاتحاد الأوروبي له بعض النتائج على كل من بريطانيا والاتحاد الأوروبي.
فالبنسبة للاتحاد الأوروبي
قد يؤدي ذلك إلى عجز في موازنة الاتحاد الأوروبي، بسبب المبلغ الضخم الذي تدفعه بريطانيا للاتحاد الأوروبي لن يدعم دفعه لاحقًا، مما يضطر الاتحاد الأوروبي إلى زيادة التكلفة على أعضائه عن طريق توزيع حصة بريطانيا على باقى دول الاتحاد، مما يثير الخوف أيضًا لن تفكر دول أخرى في الخروج من الاتحاد وبالتالي تهديد مستقبل الاتحاد.
أما بالنسبة لبريطانيا
فإنها ستتخلص من العبء المالي الذي تدفعة للاتحاد الأوروبي، والذي يمثل 11% من إجمالي الناتج المحلي الثانوي، وبالتالي توجيه هذه الأموال إلى مجالات أكثر أهمية مثل البحث العلمي والتطوير، ويخاف البعض من أن خروج بريطانيا قد يؤثر سلبًا على تجارتها مع الاتحاد، ولكن يمكن لبريطانيا القيام بتوقيع عقود مع الاتحاد مثلما فعلت النرويج، والتمكن من التعامل في السوق الأوروبية دون تطبيق للشروط والقوانين الأوروبية.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست