في البداية تعرف أن كل شيء تعاني منه سينتهي، فعليك بالثبات، وهذه الصعاب التي مررت بها، ما هي إلا تجارب قاسية للتعلم منها، ولتجعل أبناءك تتفادي الوقوع بها، هذه هي طبيعية الحياة، فدائمًا ذكر نفسك والآخرين أن كل شيء سيمر، وسيبدأ حدث آخر فاستعد له، وسوف نتحدث هنا عن النجاح والفشل بسبب شخصياتنا ومحاولة إيجاد حل.
حيث إننا نرى الكثير من الأصدقاء والمعارف يكون لديهم نفس الإمكانات، ويتم بذل نفس المجهود، ولكن بعضهم فقط ينجح، وإذا تعمقنا في التفاصيل سنجد أن هذا الشخص الناجح، قد وهبه الله نعمة التواصل الاجتماعي الجيد، والذي من خلاله استطاع تكوين صدقات وزملاء ومعارف كثيرة، وبالتالي سواء كان هذا الشخص يعمل في شركة، أو يفتح مشروعًا خاصًا به، أو يحتاج خدمة، أو لدية مشكلة، فقد حقق النجاح المطلوب؛ لأنه أسس مجتمعًا صغيرً خاصًا به، يجعله دائمًا ضمن أي اختيارات أو تقديم أي خدمة له ومساعدته، وهذا بشكل عام في الحياة.
وإذا حددنا مجال العمل فسوف نركز على عنصرين فقط مهمين في النجاح والفشل، هما نجاح الشخص الاجتماعي، وفشل الشخص الانطوائي، وهذا منطقي وطبيعي، رغم أن الاثنين لديهم نفس الخبرة والمهارة، وسنوضح بعض النقاط العامة في تلك المعضلة لمحاولة تفسير طبيعة الأمر.
النقطة الأولى: ينجح صاحب العلاقات الاجتماعية الكثيرة، لأن أحتياج الناس إليك، وثقة الناس بك، وكذلك تحقيق مكسب شخصي منهم لك، يحتاج إلى أن تكون واضحًا، وأن تكون متواجدًا معهم؛ لأنه ليس من الطبيعي أن تعتمد الناس على شخص لا تعرفه، وتطلب منه المشاركة أو التعاون، مع افتراض بالطبع أنه من المجتهدين والأذكياء.
النقطة الثانية: يفشل الشخص المنعزل عن الناس، فإذا حاول في يوم من الأيام النجاح في أمر ما، فسيجد نفسه وحيدًا وغير قادر على التواصل؛ لأن النجاح يحتاج إلى المشاركة، مثل من قام بفتح مشروع اقتصادي، وبذل كل الجهد، وتفوق في تقديم خدمة متميزة، إلا أنه لم يقم بأي دعاية، وبالتالي فشل، فلم يجد من يشتري منه، فهذا خطأ يجب تعديله وإصلاحه على قدر المستطاع.
النقطة الثالثة: خُلقنا هكذا الشخص الاجتماعي وجد نفسه هكذا، وكذلك الانطوائي، ولكن أنت مكتسب ومفتقد لبعض المهارات والآخر أيضًا، وإذا لم يتم التعاون بينهما للنجاح، فسيستمر هذا الخلل وعدم التوازن في الطبيعة، وبالتالي يوجد حل قصير المدى، وحل بعيد المدى، سنتكلم عنه في خاتمة المقال، والحل قصير المدى معتمد على الاستغلال المشروع، وتنظيم ذلك الاستغلال علي إكمال الناقص لدينا من الآخرين من أجل النجاح، ليس لتغيير شخصياتنا؛ لأن وقت التغيير قد ذهب، ولكن من الممكن التعديل ولو قليلًا، لتتوازن الأمور معك، وعليك أن تحاول البحث عن الأشخاص الناجحين بالخير والأخلاق الحسنة لمشاركتهم.
ختامًا إن التنشئة الاجتماعية الصحيحة للأطفال هي التي تجعلهم قادرين على التفاعل والاندماج بسهولة مع المجتمع في المستقبل، وأن يكون عضوًا فعالًا في مجموعة، ومتعاونًا ويريد النجاح لنفسه وللآخرين.
وذلك هو الحل بعيد المدى في التنشئة من البداية، على تكوين شخصية ناجحة للأطفال، في منح طفلك مزيد من الأهتمام للأرشاد نحو تكوين صدقات كثيرة، وجعله يخوض تجارب تحت رعايتك للتعلم وتحمل المسؤولية، ومنحه مصروف مناسب لشراء ما يحتاجه، وتعليم لغة ثانية، بالإضافة إلى الأهتمام بالأساسيات (الصلاة والأخلاق الحسنة والقوة …) كل هذا يمنحه ثقة بالنفس واطمئنان، وإمكانيه التعامل مع المجتمع الخارجي، ومن هنا يتكون جيل جديد، من خلاله من الممكن عمل نوع من التوازن في المجتمع، وعلى أثره سيقل الكثير من المشاكل في الحاضر والمستقبل. ولا تنسوا أن كل شيء سيكون على ما يرام في النهاية.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست