كثير من الناس يبذل مجهوداً كبيراً في الحياة دون أن يلقي مردودا مجزياً لهذا المجهود ثم تجده يلوم سوء الحظ ويلعن النحس الذي يلاحقه في كل خطوة يُقدم عليها، وربما يعزو السبب في فشله للحسد أو “عيون الناس”، والحقيقة أن الناس كثيراً ما يلقون اللوم على الغيبيات عندما لا تستطيع عقولهم إيجاد سبب منطقي لتفسير ما يواجههم من أحداث.

 

جلبنا لك في هذه المقالة 30 سببا للفشل عليك تجنبها مجتمعة حتى تحقق النجاح فالنجاح عملية دقيقة تتطلب مزيجا دقيقا من الذكاء والمجهود المستمر، هذه الأسباب حددها رجل فارق الحياة عام 1970 كان قد ألف كتابا صدرت أول نسخه عام 1937 وبيع منه حتى عام 2011 أكثر من 70 مليون نسخة، وهو كتاب “Think And Grow Rich” أو “فكر تصبح غنياً” للكاتب الأمريكي “نابليون هيل” يعد الكتاب مؤسس لعلوم التنمية البشرية و إنجيلا للتطور الذاتي.

 

يقول الكاتب إنه درس آلاف الأشخاص الذين استطاعوا تحقيق نجاح باهر وثروة طائلة واستنبط السلوك وطريقة التفكير التي يجب اتباعها للوصول إلى الثروة، بل إلى أي هدف في الحياة تقريبا وقد اشتهر الكاتب بجملة “الشيء الذي يمكن لعقل الإنسان أن يتصوره ويعتقده، يمكن تحقيقه”

 

نصح بالكتاب الكثير من الخبراء في مجالات الإدارة والاقتصاد والقيادة والتنمية ومنهم “جون سي ماكسويل” (John C. Maxwell) الذي كتب أكثر من 60 كتاب في القيادة.

 

و”بوب بروكتور” (Bob Proctor) المليونير الأميركي وخبير التنمية البشرية الذي قال إنه صنع ثروته بناء على تعاليم كتاب نابليون هيل ويمكنك مشاهدته يروي قصته مع الكتاب ويشرح خلاصة أبحاثه الخاصة  من خلال هذا الفيديو:

 

https://www.youtube.com/watch?v=Gy5uu2_qXM8

 

تجدر الإشارة إلى أن الكتاب يستعين في أحد الفصول بقصة الرسول محمد “صلى الله عليه وسلم” كنموذج للنجاح.

 

وننقل هنا الأسباب كما وردت في الطبعة العربية الصادرة عن الدار العربية للعلوم عام 1999م بتصرف مع العلم أن آخر نسخة صدرت عن الكتاب هي نسخة معدلة عام 2004، لكن مؤسسة نابليون هيل التي تهتم بميراث الكاتب توصي بقراءة النسخة الأصلية.

 

هام: الطبعة المذكورة موقعة باسم المؤلف “فيليكس جاكبسون” ولم أجد أصلا لهذا الاسم عندما بحثت باللغة الانجليزية ، لكن محتوى الكتاب مطابق للنسخة الانجليزية لنابليون هيل، يبدو أنه احتيال على حقوق النشر.

 

أسباب الفشل:

 

نقص في القدرات الموروثة :

 

لا يمكن فعل أي شيء لمعالجة الأشخاص الذين يولدون بنقص في قدراتهم الذهنية، ولكن يمكن التغلب على هذا الضعف بالاستعانة بقدرات الآخرين من خلال المبدأ السابق ” يشرح الكاتب في فصول سابقة كيف يمكن لرجل محدود القدرات الذهنية الاستفادة من قدرات رجال عباقرة، ويضرب مثالا بهنري فورد مؤسس شركة صناعة السيارات الأمريكية الشهيرة فورد”. وهذا هو السبب الوحيد الذي لا يمكن للشخص التغلب عليه ذاتيا

 

نقص أو عدم وجود هدف واضح في الحياة :

 

لا يوجد مجال وأمل بنجاح شخص لا يملك هدفاً مركزيا ورئيسياً أو هدفاً محدداً يسعى إليه ويسدد نحوه، ولذلك فإن نسبة كبيرة من الأشخاص الفاشلين ضمن الدراسة التي أجريتها  “دراسة شملت آلاف حالات الفشل بحسب الكاتب” لم يملكوا الهدف وربما كان ذلك سبباً رئيسيا في فشلهم.

 

نقص الطموح وعدم توجيه النفس إلى ما هو أفضل والرضى بالحال:

 

لا أمل أيضا للشخص اللامبالي والذي لا يرغب في التقدم في الحياة  والذي لا يكون مستعداً لبذل الجهد في سبيل ذلك.

 

التعليم غير الكافي والتربية الناقصة:

 

يمكن التغلب على هذه المشكلة بسهولة نسبيا، فقد أثبتت التجارب أن أفضل الأشخاص تربية وتعليماً غالباً ما يكونون من الأشخاص العصاميين الذين صنعوا أنفسهم بأنفسهم وتعلموا ذاتياً، فصُنع الشخص المتعلم يتطلب ما هو أكثر من الشهادة المدرسية أو الجامعية، وأي شخص متعلم يكون هو الشخص الذي تعلم كيف يصل إلى ما يريد في الحياة دون التعدي على حقوق الآخرين. والتربية والتعليم لا يتكونان من المعرفة فقط بل من كيفية تطبيق المعرفة بمثابرة وفعالية، فالأشخاص لا يتلقون أجراً مقابل ما يعرفون بل مقابل ما يفعلون بما يعرفونه.

 

النقص في الانضباط الذاتي :

 

يأتي الانضباط والسلوك الجيد من ضبط النفس وهذا يعني أنه يتعين على الشخص السيطرة على صفاته السيئة، وقبل أن ينجح في السيطرة على بيئته يجب أن ينجح في ضبط نفسه، وتُعد هذه أصعب المهمات التي يواجهها الإنسان. وإذا لم تنجح في إخضاع نفسك وترويضها فإنها سرعان ما تُخضعك وتكون عدوة لك بمقدار ما هي مساعدة لك.

 

الصحة السيئة:

 

لا يمكن لأي شخص أن يحقق نجاحا ً بارزاً دون صحة جيدة والكثير من أسباب الصحة السيئة يخضع للمعالجة ومنها الإسراف في تناول الأطعمة غير المفيدة ، وعادات سيئة في التفكير بالإضافة إلى الإسراف في النزوات خصوصاً الجنسية منها والاستعمال الخاطئ لها وبالتأكيد عدم ممارسة الرياضة وعدم التنفس بطريقة صحيحة.

 

التأثيرات البيئية السيئة في مرحلة الطفولة:

 

عندما يُلوى الغصن تنمو الشجرة بشكل معوج أو غير مستقيم. ومعظم الأشخاص الذين يملكون نزعات إجرامية يحصلون عليها نتيجة البيئة السيئة التي ترعرعوا فيها.

 

إرجاء الأمور والمماطلة فيها:

 

هذه تعد إحدى أكثر أسباب الفشل شيوعاً وهي ترافق كل إنسان وتنتظر الفرصة المواتية لتخريب النجاح وإفساده ومعظمنا قد يفشل لأننا ننتظر الوقت الملائم لنبدأ عملاً مفيداً، لكن الانتظار الطويل خطأ ولا يوجد ما يعرف بالـ” الوقت الملائم”، لذلك يجب البدء في أي وقت والعمل بكل الوسائل المتوفرة، وستتوفر الوسائل الأفضل مع الوقت.

 

النقص في المثابرة:

 

يبدأ معظمنا بدايات جيدة لكننا لا نصل إلى نهايات جيدة مماثلة، لأننا لا ننهي كل ما بدأناه وبالإضافة إلى ذلك فإن معظم الناس ينزعون إلى الاستسلام عند أولى علامات الانهزام والتراجع، لهذا لا يوجد بديل عن المثابرة والشخص الذي يجعل المثابرة ، نصب عينيه يكتشف أن الفشل يتعب في النهاية ويرحل لأنه لا يمكنه التعامل والتكيف مع المثابرة.

 

الشخصية السلبية:

 

لا يوجد أمل بنجاح شخص يُنفّر الآخرين منه ويبعدهم عنه بسبب شخصيته السلبية، فالنجاح يأتي عبر حشد الطاقة وتحشد الطاقة من خلال الجهد التعاوني مع الآخرين ولا يمكن للشخصية السلبية أن تحث على التعاون.

 

النقص في المشاعر المنضبطة:

 

إن طاقة المشاعر هي أقوى مُنبه يحفز الناس على العمل خصوصا المشاعر العاطفية التي هي أقوى المشاعر والتي يجب ضبطها وتحويلها إلى مسالك إيجابية.

 

الرغبة الجامحة بالحصول على شيء مقابل لا شيء:

 

إن نزعة “المقامرة” تدفع الملايين إلى الفشل والبرهان ويدل على ذلك حالات الإفلاس الكثيرة التي تنتج من المقامرة في أسواق الأسهم.

 

النقص في وجود قدرة على اتخاذ القرار الحاسم:

 

إن الرجال الناجحون هم الذين يتخذون قراراتهم بسرعة ويغيرون تلك القرارات ببطء إذا تطلب الأمر. والرجال الذين يفشلون هم الرجال الذين إذا وصلوا إلى قرار يصلون ببطء ويغيرون ذلك القرار مراراً وبسرعة. كما أن التردد في اتخاذ القرار مماثل للمماطلة وتأجيل الأمور، وهما يتواجدان في الوقت ذاته عند الشخص، لذلك يجل أن تلغي أي نزعة لهما عندك قبل أن يربطانك إلى طاحونة الفشل.

 

امتلاك مخاوف أساسية:

 

يجب التغلب على المخاوف الأساسية الستة في فصل لاحق ولا بد من التغلب عليها قبل تسويق أي خدمات شخصية بفعالية.

 

الاختيار الخاطئ لشريك الزواج:

 

يعد هذا أكثر مسببات الفشل لأن علاقة الزواج تجلب شخصين إلى علاقة واتصال حميمين وإذا لم تكن العلاقة منسجمة لا بد أن يتبعها الفشل المتسم بالبؤس والشقاء والتعاسة فيدمر كل علامات الطموح.

 

الحذر الزائد:

 

لا يحصل الشخص الكثير الحذر الذي لا يُقدم بشكل عام، إلا على البقايا بعد اقتحام أو إقدام الآخرين على قبض الفرصة السانحة. وهذا الحذر الزائد يماثل في سوئه التهور وكلاهما من الحالات المتطرفة التي يجب تجنبها، والحياة نفسها مليئة بعناصر الصدفة والفرص السانحة.

 

الاختيار الخاطئ لشركاء العمل:

 

وهذا من أكثر مسببات الفشل. ففي مجال إدارة الأعمال وتسويق الخدمات الشخصية يجب على الإنسان أن يتوخى العناية الفائقة في اختيار رب العمل الذي يمثل له إلهاماً ويكون ذكياً وناجحاً. ذلك لأننا ننزع إلى الاقتداء ومحاكاة أولئك الذين نكون على أقرب صلة بهم ولذلك عليك اختيار رب عمل يستحق الاقتداء به و محاكاته.

 

الاعتقاد الواهم والأحكام المسبقة:

 

إن الاعتقادات الواهمة هي نوع من الخوف وهي أيضاً علامة الجهل، والرجال الناجحون يملكون عقولاً منفتحة ولا يخافون من أي شيء.

 

الاختيار الخاطئ لنوع المهنة:

 

لا يمكن لأي شخص أن ينجح في مهنة لا يحبها وأهم خطوة في مجال تسويق الخدمات الذاتية هي اختيار مهنة تجعلك تكرّس نفسك لها بكل مشاعرك.

 

النقص في تركيز الجهد:

 

لا يمكن فعل كل الأشياء في وقت واحد وهذا نادرا ما يكون جيداً، لذلك ركز جهودك على هدف واحد محدد.

 

عادة التبذير في الإنفاق:

 

لا يمكن لمبذر المال أن ينجح أساساً لأنه يقف دائماً في موقف الخوف من الفقر وإمكانية حصوله، لذلك لا بد من تكوين عادة التوفير المنّظم بوضع نسبة محددة من المدخول جانباً وادّخارها. والمال المودع في المصرف يعطي صاحبه أساساً آمناً من الشجاعة عند المساومة لتقديم خدماته الذاتية، ومن دون المال يكون عليه أن يقبل كل ما يُعرض عليه وأن يشعر بكثير من الامتنان لذلك.

 

النقص في الحماس:

 

لا يمكن للشخص أن يُقنع الآخرين من دون حماس، والحماس مُعد للآخرين ويصل إليهم بسرعة، والشخص الذي ينجح في استعمال حماسه بانضباط يلقي الترحيب عند كل الناس.

 

التعصب الفكري:

 

نادراً ما يحقق الشخص المنغلق ذهنياً تجاه أي موضوع تقدماً في الحياة. والتعصب الفكري يعني أن صاحبه قد توقف عن اكتساب المعرفة.

 

الإسراف في الشهوات:

 

أكثر أشكال الشهوات ضرراً هي المحرّمات، والجنوح إلى أي منها قاتل للنجاح.

 

عدم القدرة على التعاون مع الآخرين:

 

يخسر الكثير من الأشخاص مركزهم وفرصهم في الحياة بسبب هذا العيب أكثر من كل الأسباب الأخرى مجتمعة، وهذا عيب لا يمكن لأي رب عمل أو قائد تحمّله عند الموظفين أو الأتباع.

 

امتلاك سلطة لم تكتسب بفعل الجهد الذاتي:

 

وهذا ينطبق على أبناء وبنات الأثرياء وعلى آخرين يرثون مالاً لا يستحقونه. والسلطة في أيدي شخص لم يكتسبها بالتدّرج غالباً ما تكون قاتلة للنجاح والثراء السريع أكثر خطراً من الفقر.

 

تعمّد عدم الأمانة:

 

لا يوجد بديل عن الصدق والأمانة، ويمكن لأي شخص أن لا يكون صادقاً أميناً، ولكن لفترة مؤقتة وتحت ضغط الظروف التي لا يمكنه السيطرة عليها، وهذا لا يسبب ضرراً دائماً. لكن لا يوجد أمل للشخص الذي يختار أو يتعمّد أن يكون غير صادق وغير أمين، فسرعان ما تلاحقه ذنوبه ويدفع ثمن خسارة في سمعته وربما فقدان حريته.

 

الأنانية والكبرياء:

 

تعمل هذه الصفات كضوء أحمر يحذّر الآخرين من الشخص الذي يملكها وتنبه إلى ضرورة الابتعاد عنه على الفور ، وهي قاتلة للنجاح.

 

التخمين بدلاً من التفكير:

 

معظم الناس يعانون لامبالاة أو كسل يمنعهم من معرفة الحقائق التي يمكن بواسطتها التفكير بدقة، وهكذا يفضلون العمل بالآراء المستندة إلى التخمين أو الحكم المتسرّع.

 

النقص في رأس المال:

 

هذا سبب شائع للفشل بين أولئك الذين يبدءون عملاً لأول مرة دون احتياط كاف من رأس المال يمكنهم من استيعاب أخطائهم ومن الاستمرار لحين ترسيخ سمعتهم.

 

 

وتذكر دائما ” قبل أن يحالف النجاح حياة أي رجل لا بد أن يواجه هزيمة أو انكساراً مؤقتاً، وربما بعض الفشل”. نابليون هيل.

 

كتاب فكر تصبح غنياً باللغة الانجليزية “نسخة غير مرخصة”

 

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

عرض التعليقات
تحميل المزيد