هل حقا وصدقا نريد أن نقدم سينما حقيقية ونعيد لها مكانتها؟ وهل نريد إنقاذ صناعتها أم أنها مجرد أمنيات؟

انتهى موسم عيد الفطر الفني والسينمائي واتسم بأنه كان موسما فقيرا وهذا شيء مُحزن للغاية خاصة وأن المواسم الرسمية تعد مؤشرا رئيسيا يحدد قبلة الفن والصناعة بشكل عام..

علينا أن نعترف بأنه لدينا أزمة كبيرة ولكني سأختلف مع الجملة الشهيرة التي دائما ما يتم ترديدها ” أزمة إنتاج” وهذا لا ينفي وجود أزمة حقيقية لكن من زاوية أخرى لدينا فجوة في الكتابة والإرادة في أن نقدم أعمالا جيدة جدا بل ممتازة بالإضافة إلى ترويج فكرة ” الجمهور عايز كده ” وهو شيء غير دقيق، بعض من الجمهور ربما يريد نوعية خاصة من الأفلام التجارية لكن بالتأكيد ليس الجميع يريد ذلك، وفي الحقيقة مسألة التعميم واختزال الفن المصري والسينما في نوع ما من الأفلام والقصص الهابطة وادعاء أن هذا ما أصبح يريده الشعب المصري هو أمر غاية في السخف وذلك لأسباب متعددة أولها أن الشعب المصري هو شعب ذواق لجميع أنواع الفنون، والفن السينمائي خاصة لديه مكانة كبيرة ودائما ما يؤثر في وجدانه وأيضا لامتلاكه القدرة على التمييز بين العمل الفني الجيد والرديء.

وبالعودة إلى الوراء قليلا وتحديدا عام 2014 سنجد أن فيلم “الجزيرة 2″ للفنان أحمد السقا حقق ما يقرب من 6 ملايين جنيه وكان ضمن سباق أفلام عيد الأضحى وهو الفيلم رقم 1 إقبالا من الجمهور مع العلم أن باقى أفلام السباق كانت من نوعية الأفلام التجارية، أيضا بالنظر في إيرادات أفلام عيد الفطر للعام السابق 2014، الذي كان يعد موسما فنيا ثريا جدا بالأعمال، فنجد أن فيلم الفيل الأزرق للفنان كريم عبد العزيز حقق إيرادات بلغت 31 مليون جنيه فيما نافسه الفيلم الكوميدى الحرب العالمية الثالثة، للثلاثي ” شيكو وفهمى وهشام ” ب 3 مليون جنيه، ثم جاء في المركز الثالث فيلم جواز ميري لياسمين عبد العزيز بنجاح 12 مليون جنيه وحصد أحمد حلمي بفيلمه صنع في مصر 10 مليون جنيه، ثم جاء في آخر قائمة المنافسة أفلام عمر وسلوى للراقصة صوفينار وسالم أبو أخته لمحمد رجب ويعبر هذا عن مدى أهمية أن يكون لدينا أفلام جيدة.

إذن عندما نرصد رغبة الجمهور سنرى أنه ” مش عايز كده” وأنه مازال يبحث عن الفن الذي يُمتعه ويُقدم له شيئا جديدا، ومازال يذهب إلى دار السينما وهو يدفع ثمن تذكرة للفيلم الجيد على الرغم من كل ما نعانيه من أزمات إلا أنه ما زال ينتظر العمل المختلف والمتميز وهذه الأرقام التي ذكرناها خير دليل وهى ما تثبت ذلك بوضوح.

في الحقيقة ليس لدينا أزمة إنتاج أو أزمة أفلام بقدر ما لدينا أزمة في الكتابة، علينا أن ننتج أفلاما ذات قيمة وأن نقدم على طرح مختلف القصص والتي ستحقق نجاحا كبيرا حتى وان كانت روايات، ونحن نملك كل العناصر التمثيلية والإخراجية والتصويرية والكُتاب المميزين مما يمكننا أن نصنع شيئا نفتخر به ويبقى في ذاكرة السينما المصرية، فنظرة إلى الكتابة يا سادة ولو قليلا.

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

علامات

سينما
عرض التعليقات
تحميل المزيد