البحث عن الرشاقة هاجس العصر، وهو من أكثر الموضوعات تداولًا على شبكة الإنترنت، والمواقع المختصة كثيرة، والأبحاث أكثر!
يسمُّون البدانة بـ« داء العصر» إلى جانب مرضى السكَّري، وهو أن خطر البدانة يتعدَّى الشكل الجماليَّ إلى أمراض خطيرة؛ إذ يشكل الوزن الزائد 64% من أسباب مرض السكر لدى النساء و77% لدى الرجال، هذا بالإضافة لأمراض المفاصل والتجلطات القلبية الناجمة عن البدانة وثقل الحركة.
لا يوجد إنسان لا يرغب بتحسين مظهره والتخلُّص من البدانة، ولكن:
ما كلُّ ما يتمنَّى المرء يدركه….. تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
الذين يفشلون في التغلب على البدانة أكثر من الذين ينجحون والأسباب كثيرة، سنحاول في هذا المقال أن نطرح بعضًا منها:
أوَّلًا: الأمراض والوراثة:
قبل القيام بأي حمية لا بدَّ من مراجعة طبيب مختصٍّ بالتغذية، فالأمراض الصحيَّة قد تحول دون ذلك، فعلى سبيل المثال إن اضطراب الغدَّة الدرقيَّة يؤدِّي إلى السمنة، ولا تنفع أنظمة الحمية إلا إذا عولجت تلك الاضطرابات، وهكذا أيضًا تؤثر العقاقير مثل الأنسولين، كما تؤثر الأمراض النفسية في الإنسان فتؤدي إلى البدانة.
كما أن للوراثة دورًا حاضرًا وأساسيًّا كما هو مشاهد معلوم.
ثانيًا: أنظمة الحمية الخاطئة:
نسمع كلَّ يوم بحمية الفواكه، وحمية الماء، بل سمعنا بحمية طعام الكلاب، وسمعنا بحميات المشاهير، وآثارها المباشرة، وهذه الحميات – وإن كان بعضها يعطي نتائج سريعة- ولكنها ضارَّة وغير صحيَّة، وسريعًا ما يعود الوزن لصاحبه مضاعَفًا.
وذلك لسبب بسيط هو أنَّ صاحبه لم يراجع طبيبًا مختصًّا؛ إذ إن هذه الحميات لا تحتوي على كافّة العناصر التي يحتاجها الجسم وفق الهرم الغذائي المشهور، وهي الكربوهيدرات والبروتينات والفيتامينات والدهون.
ثالثًا: المبالغة بشأن الرياضة:
يظن كثير من الناس أنهم إذا مارسوا الرياضة فإنهم لن يحتاجوا لنظام غذائي صحيٍّ، فتراهم يأكلون المقليات والسكَّريات بكثرة ثم يتساءلون عن سبب عدم نزول أوزانهم.
لا شكَّ بأن الرياضة المنتظمة تساعد في عملية حرق الدهون، وهي تبدأ بالمشي والجري وتنتهي برياضات الكرة وألعاب كمال الأجسام والفيتنس، وقد يتراوح عدد السعرات المستهلكة في ساعة رياضية واحدة من رفع الأثقال أو كرة القدم لحد 1500 سعرة حرارية وهو يعادل احتياجات إنسان ليوم كامل.
ولكن إهمال أنظمة الحمية وأكل المقليات سيؤدي إلى فشل عملية تخفيف الوزن بسبب إدخال كميَّة سعرات أكبر بكثير ممَّا يجري حرقه.
أضف إلى ذلك فإن أكثر الناس يتجاهلون أن الرياضة تزيد من الشهيَّة وتزيد من الرغبة في تناول الطعام.
رابعًا: الاكتفاء بتقليل الكمية:
كثير من الناس يفهم الحمية على أنّها مجرَّد تخفيف من كميَّة الطعام دون مراعاة النوعيَّة، وهذه مشكلة بحدِّ ذاتها؛ فهم لا يحرمون أنفسهم من السكّريات والمقليات والدهون غير الصحيّة ذات السعرات العاليّة والتي تتحوَّل إلى دهون بسرعة كبيرة.
خامسًا: إهمال عنصر الشبع:
الإنسان لا يستطيع أن يتعايش مع الجوع، وكثير من الناس يحرص على الأنظمة التي تتحدث عن ملعقة وملعقتي طعام، وهذا نظام لا يقوى أن يستمرّ عليه إنسان طيلة حياته!
الشائع أنَّه يبدأ بنظامه الغذائي ويجد الآثار العظيمة، ولكنَّه لا يستطيع أن يستمر، فيترك النظام القاسي إلى التفلُّت من كل شيء وهنا تزيد المصيبة ضعفين!
اعتاد الجسم على التقشُّف وأصبح يخزِّن الدهون خوفًا من فقدان الطعام، ثم واجه تخلِّي صاحبه عن النظام الغذائي وهنا تبدأ الكارثة.
ختامًا:
كل نظام غذائي لا يمكن أن يكون نظام حياة فليس بنظام فعَّال، وكل نظام لا يراعي النصائح الطبيَّة لا يمكن أن يؤتي أكله أو يأتي بنتيجة مُرضية.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست