عام جديد يدقُّ على الأبواب، بينما كذلك تكثر فيه الخطط والاستراتيجيات التي يضعها كل واحد منا ليبدأ بيها عامه، ومنها ما يُنفَّذ ومنها ما يبقى حَبِيس الخيالات، وكذلك الأعوام تمضي ولا نشعر بالوقت الذي يمر ولا قيمته، لكن، لا مشكلة، لطالما ما زلنا نتنفّس، ما زالت هناك أمامنا أبواب فرص ومحاولات جديدة:
1- ابدأوا عامكم وأنتم تسعون إلى إصلاح علاقتكم مع الله، فهي الأساس قبل كل شيء، إن صَلُحت، سيصلحُ كل شيء آخر.
2- كونوا بسيطين جدًّا ولا تكلِّفوا أنفسكم بما لا طاقة لكم به، لا تتكلَّفوا في ما تخططون له هذا العام، كونوا واضحين فيما تريدون واجعلوا تحقيق ما تصبون إليه حقيقة بوضعكم لخطة واضحة وجدول زمني لمراحل الخطة.
3- وضع الخطط لا يكفي، والتوكُّل على الله لا يكفي، عليك أن تعمل، اعمل وتوكَّل، الله إن وجدك مخلصًا لما تفعل، لن يجعلك تفشل، وإن فشلت فتأكَّد أن النجاح قريب جدًّا ما دمت ستنهض من جديد. فأخلصوا في كل عمل ستبدأون به واعتبروه فرصةً لكم لتضعوا أثركم في هذه الدنيا، أو فرصةً لتتعلموا أشياء جديدة.
4- لن تستطيع أن تُنقذ البشرية، لكن تستطيع أن تساعد الناس، جِد عملًا تطوعيًّا ولو ليوم واحد في الأسبوع، كُن قريبًا من الضعفاء والفقراء والمساكين. قال الله تعالى عن النفس البشرية «ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعًا» صدق الله العظيم.
إحياء النفوس البشرية ليس دائمًا إنقاذها من الموت، كل دمعة مسحتها من وجنتي إنسان حزين، وكل لقمة وضعتها في بطن جائع، وكل مساعدة قدَّمتها لمن يحتاج، إنما هي إحياء للنفوس البشرية. وتأكد أنك بهذا العمل إنما تساعد نفسك أكثر ممَّا تساعدهم، فلا سعادة ولا راحة لنا من الداخل إن لم نشعر بأن الناس مرتاحين أيضًا.
5- الموت حق، حقٌ علينا جميعًا، لا نعرف أين ولا نعرف متى، لكن نعرف أنه قادم، لذلك لا وقت للخصام ولا النزاع، اعتبر هذا العام عام رحمة ومصالحة، واعتبر مسامحتك لوجه الله واغفر للناس ذنوبهم فلا تدري متى يموتون.
6- هذا الكون لن يُصلح شأنه بدونك، أنت خليفة الله على الأرض، اعمل صالحًا في نفسك، لتكون قادرًا على أن تعمل صالحًا لباقي الناس، أبعد نفسك عما يؤذيك، حتى وإن بدا لك شيئًا ممتعًا.
لا تستمع لرغبات الجسد وتنسى العقل والقلب، كما أن جسدك يحتاج إلى طاقة الطعام، فعقلك يحتاج إلى طاقة العلوم، وقلبك يحتاج إلى طاقة الإيمان. فكُل واشرب، اقرأ وتعلَّم، اسجد واقترب فأنت تحتاج إلى كل هذا لتكون قادرًا على القيام بدورك كاملًا.
7- أغلب الناس لن يؤمن بك ولا بقدرتك على تحقيق ما تصبو إليه، وهذا جيِّد جدًّا، فسعادة الوصول ستكون مضاعفة إذا ما نجحت، لكن لا تنس تلك القلَّة القليلة التي تؤمن بك وتدعمك، فهم زادك في طريقك، وهم السند الذي سينقذك بعد كل سقوط.
8- استمتع في كل شيء تصنعه، حتى وإن كان بسيطًا، الحزن والألم الذي في داخلك قد يُنسيك جمال هذا العالم، اجعل هذا الجمال مرجعك في كل مرَّة تشعر بها بالانقطاع عن نفسك، اعتزل الناس لفترة إن وجدت نفسك متعبًا، اعتزل نفسك لفترة إن وجدت أنها مصدر تعبك، سافر الى أماكن جديدة حتى ولو بعقلك، اجعل داخلك بخير ليكون كل شيء في الخارج بخير أيضًا.
9- الحروب علَّمتنا أننا لا نشعر بقيمة الأشياء الجميلة التي حولنا إلا بعد أن نفقدها، ولا حسرة ولا ألم على الفقدان كفقدان الناس الذين نحبهم، فأخبروا الناس أنكم تحبونهم وأظهروا ذلك في أفعالكم واعتبروا أنهم رفقاء لطريق طويل كلُّنا نمرُّ فيه، وفي مرحلة ما أحدنا سيفترق والباقي سيكملون الطريق بعده.
10- مع كل هذا الشر حولنا، لا تقطعوا الأمل بالفرج، حتى وإن شعرتم بالعجز، حتى وإن بدت الأمور وكأنها قد انتهت، السبب الوحيد الذي سيجعلك مستمرًّا بالمقاومة هو إيمانك، وطالما تؤمن بالله فتأكد أن الخير سينتصر حتى إن طال الليل واشتد السواد في قلوب الناس.
هذه رسالتي لنفسي في العام السابق، وها أنا أكررها في هذا العام القادم، لم أكتب بها تفاصيل كثيرة لما سيحصل في هذا العام، لكن كتبت فيها الخطوط الأساسية التي أردتها أن ترسم عامي الجديد. جعلها الله سنة خير على الجميع، سنة تزيل الهموم والغموم، سنة تحقيق النجاحات والإنجازات، سنة الصحوة لهذه الأمة.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست