جدد سفير الممكلة العربية السعودية بالجزائر الدكتور سامي بن عبد الله الصالح مطالب دول الخليج المقاطعة لقطر وأكد في مقابلة لقناة النهار الجزائرية أن هذه الأزمة نتاج تراكمات، وأنه لابد من تصحيح المسار الذي يتطلب اتخاذ قرارات مصيرية من أجل ذلك إذا أراد القطريون فعليهم أن يستجيبوا لمطالب الدول الأربع، وقال إن هذه الأزمة ستزيد من متانة العلاقات الأخوية بين دول الخليج العربي تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي ككتلة اقتصادية واجتماعية وسياسية تواجه التحديات الخارجية.

وأكد أن المقاومة ليس مكانها فنادق الخمس النجوم في الدوحة بل على المقاوم أن يتخندق مع الشعب ومعاناته وليس المشاركة في المخططات التي تضر بالدول.

وأشاد السفير بالعلاقات الأخوية بين المملكة والجزائر مبديًا إعجابه بالتجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب واستئصاله، وقال إنها تجربة جديرة بأن تدرس وأنه بالإمكان الاستفادة منها.

وعن رؤية 2030 التي هندسها ولي العهد محمد بن سلمان الذي تم مبايعته بطريقة سلسة ليدشن عهدًا جديدًا من التشبيب والتي يتابع مسار تطبيقها عن كثب ومرتكزاتها تقوم على التقليل من الاعتماد على الإيرادات النفطية، وفي هذا السياق تم خصخصة 5 من أرامكو أكبر شركة بترولية في العالم، كما أن 20 في المئة من الإيرادات هي خارج المحروقات ومن شروط نجاح هذه الرؤية هو مكافحة الإرهاب وحماية مقدرات الشعب.

وقد درست بعناية استشرافية فائقة ومن شأنها أن ترتقي بالاقتصاد السعودي إلى مصاف الاقتصادات المتطورة فالرهانات الاقتصادية هي أكبر تحد يواجه الدول في أعتاب هذا القرن.

وعن عاصفة الحزم وإعادة الأمل إلى الجمهورية اليمنية أكد السفير على حكمة القيادة السعودية فهي كما قال بإمكانها أن تنهي المهمة في أسبوع، لكن مراعاة لأهداف العملية السامية وتجنب معاناة الناس فقوات الشرعية على مشارف صنعاء من جبهة نهم إنما لحكمة وتوقيتات معينة.

كما ذكر بالسياسة الحازمة للقيادة السعودية في التصدي للمشروع الفارسي في المنطقة العربية والذي يتخذ أشكالًا عديدة وأدوات مختلفة كما هو الحال في لبنان وسوريا والعراق واليمن الذي يعتبر العمق الخليجي، وحذر من مبدأ تصدير الثورة الذي يقره الدستور الإيراني وهو الذي يحرك السياسة التوسعية لإيران.

وقد نفى السفير بالقطع أي نية للممكلة لربط علاقات مع إسرائيل وقال إنه مجرد كلام إعلام عار عن الصحة وهو من تداعيات أزمة الخليج الراهنة.

وعن سؤال حول الرابح والخاسر من الأزمة الحالية مع قطر قال لا يوجد رابح ولا خاسر إنما هناك مطالب رفعتها دول أحست بالتمادي في إلحاق الضرر بها من طرف دولة عضوٍ بمجلس التعاون وهي نتاج ترسبات الماضي.

وما جاء في كلام السفير لا يخرج عن نطاق التذكير بسياسة المملكة تجاه القضايا الراهنة وعلى رأسها الأزمة مع قطر.

طفح الكيل على حد تعبير وزير الخارجية السعودية عادل الجبير في بداية الأزمة فمنابر التحريض القطرية على المملكة  ماثلة للعيان والأخطر هو التمادي في هذه السياسة التي تخدم العدو الإيراني الذي يتربص بالمنطقة ويحيك لها المكائد في السر  والعلانية، وعليه فانزعاج الممكلة من السلوك القطري أمر مبرر.

فاستراتيجية التصدي للتهديدات الخارجية لدول مجلس التعاون الخليجي تتطلب تحصينات داخلية وعليه جاءت هذه المطالب لتحصين البيت الخليجي الذي يواجه تحديات خارجية تتطلب رص الصفوف وليس التآمر، كما أن الإعلام القطري لعب دورًا سلبيًا في هذه الأزمة واعتمد استراتيجية إعلامية تصعيدية وانقلب على كل الثوابت المتعارف عليها، وهذا من خلال تحليل مضامينه في مفردات التعامل مع الأزمة.

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

تحميل المزيد