ايها المغامرون، الحالمون، المبدعون، إليكم أوجه كلماتي.. كيف نتجاوز خوفنا الداخلي؟

يعتبر الخوف واحدًا من أكثر المعوقات التي تقف أمام المبدعين والحالمين وأصحاب المواهب من أن يحققوا أهدافهم وأحلامهم، كما ويعتبر الحائط الممتد الذي لا يستطيع الكثير من أن يقفز عنه أو أن يخترقه، لكن بعد هذا المقال ستجد العتبة الأولى التي ستساعدك على أن تزيل هذا الحائط الذي يحول بينك وبين أحلامك.

هل لاحظت نفسك يوما تراجعت عن هدف عظيم كنت قد استهلكت كل ماتملك لأجله خوفا من الفشل؟ هل ابتعدت يومًا عن أحلامك التي راودتك منذ الطفولة وامتلكت كل مقومات الوصول إليها ثم تراجعت عن أحلامك خوفا؟ كم من المرات ترددت خلال الدروس والمحاضرات من أن ترفع يدك لتسأل سؤالا،ثم توقفت خوفا من نظرات الآخرين؟

كم هي اللحظات الجميلة التي أخفيتها ولم تظهرها خوفا من استهانة الآخرين بها! كم هي المرات التي أطبقت فيها فمك وأنت مطالب بحقوقك خوفا؟ كم هي الأحلام التي تجاهلتها خوفا من عدم إعجابها لأهلك او لأصدقائك؟ كم هي حياتك مليئة بهذا الوحش الذي قيد كل أحلامك وطموحاتك.

إنه الخوف.

في عقل كل منا خلق الله عز وجل قطعة صغيرة بمقدار حبة اللوز موجودة في المخ تسمى Amygdala، هذه القطعة لها دور كبير وهائل في تنبيهنا عن المخاطر المحدقة بنا وهي المسؤولة عن عملية المشاعر وتنظيمها ما يسمى بـ «Emotional processing». لهذه القطعة دور كبير في خوفنا وغضبنا وحزننا ومفاجأتنا.

هذا من جهة أما من جهة أخرى فهي تمنعنا أن نقوم بشيء جديد فيه نوع من المخاطرة، وهي نفسها التي تمنعك أن تحقق كل أحلامك أو من أن ترفع يدك خلال محاضرة أو ورشة عمل وهي نفسها التي تجعلك تفكر بالمخاطر أكثر من أن تفكر بما تستطيع تحقيقه.

أيها المغامرون، الحالمون، المبدعون، إليكم أوجه كلماتي.. كيف من الممكن السيطرة على عمل ال«Amygdala»؟ أو أن نحاول أن تكون هي نفسها عاملا مساعدا لتحقيق الأحلام لا عاملا عكسيا لتثبيطها وإنهائها؟

في إحدى المعارك التي قادها طارق بن زياد قام بمخاطبة جنوده في المعركة قائلا لهم: «البحر من أمامكم والعدو من خلفكم« فماذا أنتم فاعلون! ماذا فعل طارق بن زياد مع جنوده من ناحية سيكولوجية؟

لقد عمل على تغيير عقلية الجنود وهو مايسمى بـ «cognitive restructuring». عمل على إعادة ترتيب الأولويات في عقول الجنود فنقلهم من تفكير بالأهل والأولاد واللحاق بهم فألغى عندهم أي خيار من شأنه أن يقود الجنود إلى الهرب بل على العكس تمامًا جعل من تفكيرهم أن يحرصوا على الانتصار والبقاء لرؤية الأهل والأولاد.

لقد استطاع خطاب القائد السيكولوجي خداع الـ Amygdala فبدل أن تقارن للجندي بين خيارين هما البقاء أو الهروب جعل لها خيار واحد فقط عليها أن تحافظ عليه وتبقيه وهو خيار الانتصار والمضي قدما لتحقيقه.

في عالم الإدارة يجب أن يكون لديك خطط بديلة لتكون مديرا ناجحا، أما في عالم الحالمين والمغامرين والمبدعين فلا مجال للخطط البديلة ولا مجال إلا لخطة واحدة حتى تستطيع الـ Amygdala أن تساعدك لتحقيقها.

ادرس هدفك بشكل جيد، ركز عليه ابتعد عن الأفكار السلبية وتمسك بالأفكار الإيجابية وانطلق، لا تنظر إلى الخلف. اجعل استراتيجيتك إما أن أحقق هدفي أو أن أحقق هدفي.

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

عرض التعليقات
تحميل المزيد