خيبر خيبر يا يهود.. جيش محمد بدأ يعود.
ما هو بالهتاف العابر ولا بالغضب المتناثر، هتاف هز الأرجاء وامتد للأجواء، صدحت به حناجر المقدسيين ورددته من خلفهم جحافل الأمة الإسلامية في كل مكان رغم مقارعتهم للظالمين سالبي الحرية في بلدانهم موحدين به الجبهات والجهود.
هتافٌ زأرت به آساد القدس وهم مرابطون في الساحات وأمام البوابات عزل إلا من سجادة الصلاة متسلحين بإيمانهم بحقهم ويقينهم بربهم صامدين ثابتين في وجه الجند المدججين بالسلاح المملوئين حقدًا وحسدًا.
ما هو بالهتاف العابر المار مرور الكرام إنما هو عقيدة، هتافٌ يعكس عقيدة المعركة يوضح أصولها يبين أسبابها ويؤكد نهايتها محددًا المنتصر فيها من المنهزم، هتافٌ ممتد عبر الزمان منتشرٌ في المكان حاملًا في طياته الكثير من الرسائل التي تظهر وعى الإنسان الفلسطيني والمقدسي بشكل خاص، وعيه لطبيعة المرحلة ومعالم المعركة مستلزماتها ومآلاتها فالفلسطيني يجاهد عن علمٍ ووعيٍ ودراية واضعًا التيه والضلال الجهل والضياع تحت قدميه حاملًا عقله قبل حجره وفكره قبل مقلاعه مؤمنًا بتاريخه وحقه مدركًا لمعركة الأدمغة وصراع العقول فلا يرضى بالمزور من الحقائق والكذب من الوقائع والمزيف من القيادة.
الرسائل الجبارة التي يحملها الهتاف بين طياته وفي ثناياه والتي تشكل الصفعات المتتالية على وجه المحتل والرصاصات المتعاقبة في قلبه لأنها تظهر حقيقة وهمه المتبدد وزيف بنيانه المنهار بإذن الله فتكشف عواره وتمرغ أنفه في الوحل.
الرسالة الأولى: «محمد» تكمن في ذلك الاسم الممتد عبر الأجيال، الاسم الرائع لخاتم الأنبياء والمرسلين والذي تمنى اليهود أن يكون منهم لكن الله أراده أن يكون من العرب «وهذا لسانٌ عربي مبين» فاشتعلت في قلوبكم يا يهود الغدر نيران الحسد إلى يومنا هذا وعشتم أيامكم كلها تأكلون كرهًا وتنجبون حقدًا.
ضاقت بكم الأرض بما رحبت فاخترتم من أرضنا فلسطين وطنًا قوميًا لكم وحاولتم مع السلطان عبد الحميد الثاني، فاوضتم وساومتم وكل جهودكم باءت بالفشل بسبب أمانته وعميق إخلاصه لهذا الدين (الإسلام) ولهذه الأرض (فلسطين)، وتصيدتم الفرصة بعد الفرصة حتى أعطتكم بريطانيا وعد بلفور المشئوم فأعطى من لا يملك من لا يستحق.
محمد ذلك الاسم الذي طالما أرعبكم في بلادنا وأظهر خزيكم وعاركم، محمد اسم امتلكه الشباب الثلاثة الذين انتقموا لحرائر القدس بكل جبروت وعظمة بكل شموخ وقوة؛ محمد أحمد جبارين (29 عامًا)، محمد حامد جبارين (19 عامًا)، محمد أحمد جبارين (19 عامًا) ثم كان محمد مرةً أخرى هو اسم الشهداء الذين ارتقوا أثناء رباطهم أمام بواباتكم الإلكترونية المهترئة فكان محمد شرف (17 عامًا) ومحمد لافي (18 عامًا) ومحمد أبو غنام (20 عامًا)، محمد اسم يلاحقكم في أحلامكم يبدد كيانكم يهز عرشكم ويمحو قوتكم، محمد هو اسمٌ لكل شابٍ وشابة لكل طفلٍ وطفلة لكل كبيرٍ وصغير منا يقف في وجه مخططاتكم ويحارب امتدادكم في أرضنا وبلادنا، محمدٌ هو اسم تزنرنا به في وجه هيكلكم المزعوم وكيانكم الغاصب، محمد هو اسم كل حجرٍ انطلق من مقلاعنا في وجه مدفعكم، محمد اسمٌ يبرز عمق المعركة بيننا وبينكم، محمد اسمٌ يظهر امتداد جذورنا في التاريخ والأرض، محمد يعني لنا الهوية ويعني لكم الرحيل، محمد يعني أن لا استسلام ولا رضوخ أو ركوع لإرادتكم بل هي المعركة الممتدة حتى النصر أو النصر ولا خيار لنا غير النصر.
الرسالة الثانية: «خيبر» نعم خيبر تذكروا خيبر جيدًا بل أنتم تذكرونها جيدًا، خيبر رمز قوتكم السياسية والاقتصادية وحصونكم المنيعة القوية، خيبر بخيراتها الوافرة الغنية، خيبر بمالها وكنوزها وزروعها وثمارها، خيبر التي أصبحت رمزًا لهزيمتكم النكراء وذلكم المفروض عليكم من أفعالكم، خيبر التي ركعت تحت أقدام النبي محمد مهزومة خانعة ذليلة، خيبر التي نقضت حصونها وهدمت بيد الصحابة العظام الأشاوس الكرام، خيبر بسقوطها المريع وسبي نسائها وذراريها، خيبر التي حولت كل خيراتها ليأمر بها رسول الله محمد بأمر الله عز وجل، خيبر بصمة العار في جبينكم أبد الدهر، خيبر رمز غدركم وخيانتكم، نعم انهارت خيبر تحت قدمي الحبيب محمد صلوات ربي وسلامه عليه.
إن أشبال القدس يذكرونكم بخيبر وأن مصيركم صائر إلى مصير خيبر ونهايتكم منتهية إلى نهاية خيبر، حصونكم القوية وأسلحتكم الجبارة وعتادكم المتقدم مآله السقوط والانهيار تحت أقدام الجيش المحمدي الذي تواجهون أبناءه في حارات القدس وطرقات الضفة ومخيمات غزة، سينهار كيانكم أمام قوة حقِّنا في أرضنا ومقدساتنا وأقصانا.
خيبر حيث أمر سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه بإجلاء كل من فيها بعد نقضها للعهد، اسم عمر هو ذلك الاسم الذي تمترس به بطل عملية حلميش عمر العبد البالغ من العمر 19 عامًا، عمر الذي تقدم واستلم مفاتيح بيت المقدس تصلكم نفحة من جبروته على يد الأسير البطل عمر العبد، عمر بعظمته وتواضعه وقوته أرسل نبض العزة لهذه الأمة عبر منفذ العملية البطولية الذي جاء ليوضح لأهل القدس أن فلسطين كلها تساندها في نضالها ورباطها ويوضح للمحتل أن القدس ليست وحدها، كما وضح للجميع أن المقاومة في الضفة لا يطفأ سراجها مهما بلغ التنسيق الأمني مداه وأن الضفة لا يمثلها إلا ابن الحجارة ومنهج الحجارة فقط.
الرسالة الثالثة: ما من قضيةٍ توحد أوصال الأمة المتقطعة كقضية المسجد الأقصى المبارك فالحرقة في أفواه المقدسيين عند ترديدهم لهذا الهتاف هي نفسها ذاتها الحرقة في أفواه أهل إدلب – سوريا، حينما خرجوا بمسيراتهم لمناصرة القدس والأقصى هي ذاتها حرقة الهتاف في سجون الانقلاب الظالم في مصر هي الحرقة ذاتها في تونس واليمن والعراق، في تركيا وماليزيا وأندونيسيا، حرقة موحدة الوجع والآه، موحدة القضية والهدف، موحدة الطريق والغاية.
هذا الهتاف الصارخ من حناجر الجيش المحمدي الموزع في أنحاء الأمة الإسلامية والعربية هو أقوى رسالة وحدة وتجمع للجهود والجبهات المتناثرة على طريق الحرية هنا وهناك.
الرسالة الرابعة والأهم: أن الصراع بيننا وبينكم قبل أن يكون سياسيًا هو ديني من المرتبة الأولى فالأقصى مكان عبادةٍ للمسلمين لا يتحكم به إلا المسلمون ولا يملك مفاتيح أبوابه إلا هم فلا معنى لوجودكم حوله أو تخطيطكم لتقسيمه مكانيًا وزمانيًا فلا وألف لا للبوابات والتحكم الصهيوني بالأقصى، ولا للكاميرات ولا للحصار ولا للاحتلال، ولا بكل مدى الصوت نقذفها في وجوهكم، لا لكيانكم الغاصب على أرضنا المحتلة.
خيبر خيبر يا يهود.. جيش محمد بدأ يعود، جيشٌ محمدي يطيح بكل مؤامراتكم وكيدكم، نهجه نهج محمد وقوته قوة عمر بن الخطاب ومآلكم كمآل خيبر لا غير ومآلنا كمآل محمد بكل فخر.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست