مما لا شك فيه أن الإنسان قادر على إحداث تغييرات عديدة على مستوى شخصيتهِ، طريقة تعامله مع الآخرين، ونظرته للحياة بصفة عامة، إلا أن هذا الأخير يحسب أن الأمر مستحيل وأنه – على حد قوله – قدر محتوم، وقد خلق على هذه الشاكلة ومحاولته للتغيير مجرد ضرب من ضروب الخيال.
يجب أن يكون إحساسك إيجابيًا مهما كانت الظروف، ومهما كانت التحديات، ومهما كان المؤثر الخارجي. يقول الدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله. بالرغم من محاولات المرء لأن يتغير، فهو دائمًا يجد نفسه مكبل الأيدي فيعود لنقطة الانطلاقة عوضًا عن أن يستمر، يواجهه روتين الحياة ويستسلم عند أول تحدي، ولكن هل سبق لأحد منا أن وجه لنفسه سؤالًا عن السبب وراء فشله في كل مرة أراد أن يحاول، وقرر فعل ذلك؟ بالفعل لا.. التغيير مهمة ليست بصعبة، وإنما تحتاج صبرًا وإرادة قوية، فمثلًا ستقرر أن تقلع عن التدخين، وستجد نفسك منهزمًا أمام أول سيجارة تراها في يد أحد المارة، أو أن تقرر بأنك لن تغتاب أحدًا، ثم يحلو لك الكلام ذات ليلة برفقة أهلك أو أصدقائك لينتهي بك اليوم فتقول: أنا خلقت لأكون هكذا، وما باليد حيلة ألبتة. الإقلاع عن العادات لا يأتي من فراغ، وإنما يجب على المرء أن يعوضها بما يعود عليه بالنفع.
التغيير أمر مهم في حياة الإنسان فبمجرد تغييرك لديكور غرفتك يتولد لديك إحساس إيجابي جديد ورغبة ملحة في القيام بالمزيد من الأشياء الجديدة، ليس هذا فقط، بل حتى محاولتك لتعلم أشياء جديدة كأن تجرب الرسم أو الكتابة.. قد تبدو أمور بسيطة لا جدوى منهما، ولكنها تبث في النفس إحساسًا جميلًا يدفع المرء للتغيير وتحثة على إعادة النظر في الطريقة التي يعيش بها حياته.
هذه قاعدة عامة ومهمة، قال أحد المفكرين: الشباب ليس في سواد الشعر، وإنما في الحيوية والمرونة، أي القدرة على التغيير. وطالما أن التغيير عملية مستمرة، فلماذا لا تجيرها لمصلحتك بدلًا عن أن تكون عبئًا عليك؟ لماذا لا نقوم بتوجيهها بأنفسنا، بدلًا عن أن نترك ذلك لشخص آخر؟
التغير الذي نعنيه هنا هو التغيير الإيجابي، وهو سلسلة من الأعمال التي تقودنا إلى مستوى أفضل في شأن أو في سائر شؤون حياتنا.
بجانب كل ما سبق توجد نقطة مهمة لا بد من الإشارة لها، ألا وهي التحرر من الأفكار السلبية والأشخاص السلبيين. خطوة جريئة منك أن تضع حدًا لكل تلك التفاهات المخبئة تحت ستار الصداقة، والتي تعكر صفو مزاجك وعوض أن تدفعك خطوة للأمام تجدها تجرك ميلًا للوراء.. فلا أقصد بذلك أن ننهي علاقاتنا بشكل عنفواني، وإنما حكم التراضي خير الأمور وأعدلها.
وقبل كل شيء تذكر أن الإرادة القوية والتوكل على الله محرك الحياة الإنسانية وسبيل لتحقيق ما يعجز عقلك عن تصوره واقعًا يومًا.
قبل إنهاء مقالي هذا، إليكم بعض الإرشادات التي تصب في ذات الموضوع:
– عش من أجل أهدافك في الحياة.
– ثق بنفسك تتجاوز الإكراهات.
– توقف عن النميمة. توقف عن الشكوى.
– قدس وعودك لنفسك.
– العمر لن ينتظرك إلى الأبد.
– لا تؤجل حلمك مهما كان.
– لا تحاول أن تجد شخصًا مثاليًا خاليًا من العيوب.
– التذمر سيقودك إلى السلبية والعزلة.
– القاعدة الإسلامية تقول: إن (الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، إذًا غير نفسك ليتغير مجتمعك.
– لا تقل: (لا أعتقد أن هذا يمكن إنجازه).
– قصص الصالحين تدفع بالنفس إلى الاقتداء بهم.
– العمل التطوعي.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست