استكمالًا لما بدأناه من معلومات بسيطة للأسعافات الأولية.. وكان دائمًا شعارنا مأخوذًا من قول ربنا سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز «مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا».
فشعارنا اليوم من كتاب الله أيضًا: «وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ».
فكما تُبنى أسوار حول المدن حفاظًا عليها وتأهبًا والحذر من أي خطر.. وكما نغلق أبوابنا حماية لنا.. فصحتنا أيضًا تحتاج لأسوار وأبواب لحمايتها.
فـ«الوقاية خير من العلاج».
جميعًا ما نسمع قول «الإنسان طبيب نفسه».. ولا نعرف كيف! سنأخذ جولة صغيرة لنعرف كيف.. ولنعرف كيف نبني أسوار ونغلق أبواب لحماية أنفسنا وأجسامنا.
فهناك بعض الطرق المضمونة التي يمكن اتباعها للحفاظ على حياة صحيّة خالية من الأمراض، بالإضافة إلى الأشياء الضرورية والتي تساعد على منع انتقال الأمراض المعدية.. حيث نرى العالم في فجعة الآن من ميكروبات وڤيروسات تدمر الجسم.
فسُبل الوقاية العامة من الأمراض بسيطه وسهلة التنفيذ لحمايتنا.
اتباع الأنظمة الغذائية الصحية: لما في تناول الغذاء الصحي من ظور كبير في الحفاظ على صحّة العضلات، والعظام، الفيتامينات، والسيطرة على الأمراض المزمنة مثل؛ ارتفاع الضغط، والسكر ، وبعض أنواع السرطانات، لذلك يجب دائما تناول ما هو مفيد لأجسامنا.
تناول المكملات الغذائية: فيجب تناول مكملات غذائيه مهمه تقوى الجسم مثل المكمّلات الغذائية المحتوية على الفيتامينات والمعادن فهي إحدى وسائل الوقاية من الأمراض.
إجراء التحاليل والفحوصات الطبيه بانتظام: وهي مجموعة من الفحوصات الطبية التي تهدف إلى الكشف عن وجود بعض أنواع الأمراض والسرطانات في وقت مبكر، فيسهل علاجها ويصبح أكثر نجاحًا.
مراقبة ضغط الدم ومستوى الكوليسترول والسكر في الدم، والحفاظ عليهم.
الحفاظ على وزن صحي: يُنصح بالحفاظ على وزن صحي وزن لا يسبب لنا أمراض ومشاكل صحية.
ممارسة الرياضية: فالقيام بالتمارين الرياضيه بشكل منتظم يساعدنا كثيرًا لنحيا بصحة جيدة، ونقي أنفسنا من المشاكل الصحية والأمراض.
التخلي عن العادات السيئه كالتدخين: فالتدخين أحد أسباب تدمير الصحة.
النوم: وهذا في صالح محبي النوم فمن المهم أن يحصل الفرد على قسط وافر من الراحة والنوم يوميًا.
استخدام الماء الساخن والصابون لتنظيف الأواني المستخدمة في الطبخ. استخدام فوط تنظيف المطبخ التي تُستخدم لمرة واحدة، وغسل فوط التنظيف العادية باستمرار، وذلك لتجنّب تراكم البكتيريا عليها.
غسل الفواكه والخضار قبل تناولها تحت ماء الحنفية الجاري.
طبخ الطعام بشكل جيّد وبحرارة مناسبة لقتل الجراثيم. والاحتفاظ بالطعام داخل الثلاجة يساهم في توقف نموّ معظم أنواع البكتيريا الموجودة في الأطعمة.
تكرار غسل اليدين بالماء والصابون جيدًا: يمكن للعديد من الأمراض أن تنتقل عن طريق الملابس، والأشياء، والأسطح؛ حيث يمكن أن تعيش الجراثيم في هذه الأماكن لمدّة تتراوح بين عدّة دقائق إلى عدّة أشهر بناءً على اختلاف نوعها، لذلك تُوصي مراكز مكافحة الأمراض بغسل اليدين بعناية باستخدام الماء والصابون لمّدة 20 ثانية، ثمّ تجفيف اليدين بالمناديل الورقية، ولكن في حال عدم وجود مياه جارية فيمكن استخدام مناديل، أو جل تنظيف اليدين الذي يحتوي على الكحول بترميز 70%.
تنظيف وتعقيم الأسطح: يجب تنظيف الأسطح الموجودة في المنزل باستخدام الماء والصابون، مع ضرورة تعقيم الحمام والمطبخ بشكل منتظم.
تغطية الفم عند العطاس والسعال: يمكن أن تنتشر بعض الأمراض عبر السعال والعطاس على شكل قطرات صغيرة جدًا قد يصعُب رؤيتها، ولكنّها تتناثر في الهواء، وفي الحقيقة فإنّ الفرد يمكن أن ينقل الأمراض بالرغم من عدم ظهور أعراض المرض عليه؛ حيث إنّ معظم الأمراض المعدية تبقى فترة من الزمن داخل جسم الفرد تستعدّ للهجوم عبر النموّ والانقسام، ولكن دون ظهور أعراض للمرض، الأمر الذي يجعل الفرد قادرًا على نقل العدوى للآخرين بالسعال والعطاس، لذلك يُنصح بتغطية الفم باستخدام الذراع، أو أكمام الملابس، أو منطقة انحناء المرفق.
عدم مشاركة الأدوات الشخصية: فمن الضروري عدم مشاركة الأدوات والمواد الشخصية مثل؛ فراشة الأسنان، وشفرات الحلاقة، والمناشف، والإبر، ومقصّات الأظافر؛ حيث يمكن أن تكون هذه المواد والأدوات مصدرًا للعدوى البكتيرية، أو الفيروسية، أو الفطرية.
أخذ التطعيمات واللقاحات اللازمة: هناك لقاحات ضرورية للأطفال وأخرى للبالغين يُنصح بأخذها للوقاية من الإصابة بالعدوى.
التعامل مع الحيوانات بحذر: هناك العديد من الأمراض التي يمكن أن تنتقل عبر الحيوانات، فيجب الانتباه عند تربية الحيوانات المنزلية الأليفة لمراجعة الطبيب البيطري للتأكد من سلامتها وإعطائها التطعيمات الضرورية، بالإضافة إلى ضرورة تنظيف أماكنها الخاصة بها.
تجنب الأماكن المزدحمه والمغلقه: حيث إن الازدحام دون لبس كمامات طبية يساهم في انتشار الأمراض.
وأكثر ما هو مهم لمحاربة الڤيروسات والأمراض هو جهاز الأمن بنا.. فكما لكل بيت أو عمارة جهاز أمن فلدينا جهاز خاص بنا تجب تقويته وتهيئته عند الهجوم، ألا وهو «جهازنا المناعي».
فعندما يدخل الميكروب إلى الجِسم يتعرّف عليه جِهاز المناعة مباشرةً فهو لديه أنظمة متطوِّرة جدًا للتعرّف على الغرباء، ثم يبدأ الجهاز بإفراز المُضادات المناِسبة للميكروب للقضاء عليه قبل أن يستقر في الخلايا ويسبب الأضرار لها. كما أن جهز المناعه يحتوي على أنظمةِ دفاعٍ مختلفةٍ تختص كلٌّ منها في أنواع معينةٍ من الميكروبات.
فعند الإصابة بالأمراض عند وجود شخصٍ يحمل الفيروس أو الميكروب، ووجود بيئةٍ مناسبةٍ لعمليّة الانتقال، ويكون الشخص السليم لديه القابلية للإصابة بالعدوى، فعند توفر هذه الشروط الثلاث تتم الإصابة بالمرض، ويبدأ جهاز المناعة بالمُحاربة، وقد تظهر علامات وأعراض على المريض عند إصابته بالمرض، أو قد لا تظهر ويستمر جهاز المناعة بالحرب حتى يقضي عليها.
فبذلك عرفنا بأنيعد الجهاز المناعي أحد أجهزة الجسم الضروريَّة لبقاء الإنسان على قيد الحياه، فبدونه يصبح الجسم عُرضة لمهاجمة الفيروسات والطفيليَّات والبكتيريا وغيرها من الأمراض، إذْ إن وظيفة الجهاز المناعي في المحافظه على صحَّة وسلامة الجسم، وحمايتِه من الإصابه بأنواع العدوى المُختلفة، ومُحاربة الجراثيم التي يتعرَّض لها.
لذلك يجب تعزيزه وتقويته.. كيف؟
بخطوات الوقاية التى ذكرناها سابقًا.. بالإضافة إلى شيئين مهمين:
تقليل التوتر والبعد التام عن الضغط: فقد أظهرت الدراسات أنَّ التوتر يسبب تثبيط الجهاز المناعي في الجسم، ويجعله عُرضه للإصابة بالعدوى، وقد يؤدي ذلك إلى أنَّ الإصابة بالتوتر المزمن يؤثِّر في قدرة خلايا الدم البيضاء على مُحاربة العدوى، وهو ما يجعل الجسم عُرضة للإصابة بالأمراض، وأيضًا التوتر يساعد في إفراز هرمون الكورتيزول وهو ما يسبب التهابات بالجسم ويجعله عرضه للأمراض.. فالهدوء مفيد.. كن هادئًا تتمتع بصحة جيدة.
التعرض للشمس: تحفّز أشعَّة الشمس على «فيتامين د» في الجلد، وهو الفيتامين الموجود في عدد قليل جدًّا من الأطعمة، وانخفاض مستواه في الجسم يجعل الجسم عرضة لأمراض الجهاز التنفسي.. وليس هذا بمعنى الجلوس تحت الشمس كثيرًا، ولا وقت الظهيرة؛ فنصاب بحمى أو ضربة شمس.. يكفي في الصباح من 10 – 15 دقائق.
هذا وقد علمنا أنه بخطوات بسيطة نصبح أطباء أنفسنا، ونبني أسوارًا ضد الأمراض والعدوى حولنا.. دون التعب والحاجة إلى علاج.. فحقًا «الوقاية خير من العلاج.. والإنسان قد يكون طبيب أو عدو نفسه».
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست