كندا ذاك البلد الجميل الهادئ، الذي يقع في آخر بقاع الأرض، والذي يشكل حلمًا لمعظم الشباب العربي للإقامة فيه، أو الهجرة إليه.
تقع كندا في قارة أمريكا الشمالية، في القسم الشمالي من القارة، تمتد من المحيط الأطلسي في الشرق إلى المحيط الهادئ في الغرب، وتمتد شمالًا في المحيط المتجمد الشمالي. كندا هي البلد الثاني عالميًا من حيث المساحة.
تعد كندا إحدى دول اتحاد الكومنولث، أي تلك الدول التي تتبع نظام التاج البريطاني، والتي تعد الملكة إليزابيث ملكة عليها. وتبعية كندا لدول الكومنولث يعني أنها لا تستطيع تعديل دستورها إلا بموافقة بريطانيا العظمى، ولا يجوز لها الخروج عن ميثاق ذلك الاتحاد. تعد اللغتين الإنجليزية والفرنسية، لغتين رسميتين في كندا.
وإذا عدنا لموضوع الهجرة إلى كندا، كان علينا معرفة الأسباب التي أدت لطموح معظم شباب الوطن العربي للهجرة إليها، ولماذا هي فرصة ذهبية للاجئين للجوء إليها.
تعد كندا من أكثر الدول ديمقراطية وعدالة في العالم، كما أنها تمتاز بسيادة القانون، وخضوع جميع سكانها للقانون، فجميع المقيمين من مواطنين أو مهاجرين يخضعون لقانون العدالة والمساواة، والمساءلة في حالة الإساءة.
تتمتع كندا أيضًا بنظام صحي عالٍ، فمعظم من يقيم في كندا يخضع لطبابة شبه مجانية في الكثير من الحالات الصحية التي تصيب المواطنين والمقيمين أيضًا.
وإذا ما تحدثنا عن طبيعة التعليم في كندا فمما لا شك فيه أن نظام التعليم في كندا، يعد من أفضل المناهج التعليمية في العالم، وتصنيف الجامعات الكندية يعد من أفضل الجامعات في العالم. فبحسب موقع QS المتخصص في تصنيف الجامعات، فقد حصلت جامعة تورنتو الكندية على ترتيب التاسعة والعشرون لأفضل الجامعات في العالم لعام 2021.
ولا ننسى أيضًا طبيعة البلد الخلابة التي تُسحرك في تفاصيلها، فيمكنك الرؤية والتمتع في جميع فصول السنة، من تساقط أوراق الشجر الأصفر، إلى الشتاء وتساقط الثلوج، إلى الربيع وتفتح الورود واكتساء الأرض لونها الأخضر، فالصيف التي تكون درجة حرارته لطيفة جدًا.
ولا ننسى البحيرات والشلالات، والتي تعد فيها شلالات نياجرا من أشهر الشلالات في العالم. في ضل كل ما ذكر أعلاه، أصبحت كندا مقصدًا للكثير من الشباب العربي للسفر إليها، واللاجئين بشكل خاص للهجرة إليها، وأقول اللاجئين، لأن موضوع المقال يتحدث عنهم.
لكن كيف يكون ذلك؟
للإجابة على هذه التساؤل لا بد أولًا من معرفة برامج الهجرة إلى كندا المخصصة للاجئين، وشرح تلك البرامج ثانيًا.
أولًا: برامج الهجرة إلى كندا
كندا مثلها مثل الكثير من الدول المتقدمة، هي بلد يسعى دوما لاستقبال المزيد من اللاجئين والمهاجرين وهذا طبعا بهدف دعم القوة البشرية في هذا البلد الكبير جدًا، فحكومة هذا البلد مدركة تمامًا أن العنصر البشري هو الركيزة الأساسية في تطوير وبناء أي بلد، ومن هنا أنشأت كندا العديد من برامج استقبال المهاجرين واللاجئين على أراضيها، وبالتالي ظهرت الكثير من المنظمات التي بدأت تلعب دور المساعد في اتمام هذه المنظومة.
برامج الهجرة إلى كندا تتمثل في ما يأتي:
1 – هجرة عن طريق الأسرة أو الكفالة من قبل أشخاص يعرفوك.
2- هجرة عن طريق المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
من خلال هذين البرنامجين يمكن للاجئ الهجرة إلى كندا والاستقرار فيها.
أما كيفية عمل هذه البرامج فهو كالآتي:
1- الهجرة عن طريق الأسرة أو عن طريق كفيل يعرفك.
يعتبر هذا البرنامج من البرامج الرائجة، وذات الفرصة الكبيرة للهجرة لكندا، حيث يهاجر الكثير من الأشخاص ممن يريدون الهجرة لكندا سنويًا بهذا البرنامج.
يتفرع هذه البرنامج إلى عدة تفرعات وهي كالآتي:
– الكفالة الشخصية:
تعتمد هذه الطريقة على أحد أقاربك أو معارفك ممن يحملون الجنسية الكندية، أو بطاقة الإقامة الدائمة، وأتموا سن الثامنة عشر.
الشرط الوحيد الذي تضعه كندا هو حصولك على وثيقة لجوء من بلد إقامتك. حيث تقوم منظمات تابعة لوزارة الهجرة الكندية عن موعد لإجراء قرعة سنويًا لمن يريد كفالة شخص يود قدومه لكندا، يدخلك كفيلك القرعة، فإذا وقعت القرعة عليه يقوم بتعبئة معلوماتك الشخصية، وبياناتك الهامة، ومن ثم يقوم بإيداع مبلغ من المال في حساب المنظمة، لتتم به إعانتك في السنة الأولى عند قدومك إلى كندا.
يكون قدر المال الكافي للكفالة وفق جدول يبين مقدار المال الكافي للكفالة بحسب عدد الأشخاص.
تجري سفارة كندا في بلد إقامتك، مقابلة شخصية معك لتتحقق من معلوماتك، ووضعك الصحي والأمني، في حال القبول يحدد لك موعد للسفر.
باستطاعتك الحصول على الإقامة الدائمة عند وصولك إلى كندا من خلال هذه الطريقة.
لا تخشى من موضوع القرعة، الكثير من العائلات يتم قبولهم، ونسبة الرفض ضئيلة جدًا.
– الكفالة الخُماسية:
تعتمد هذه الطريقة على وجود خمسة أشخاص ممن يحملون الجنسية الكندية أو بطاقة الإقامة الدائمة، وقد أتموا سن الثامنة عشر، يريدون كفالتك للقدوم إلى كندا.
يجب على هؤلاء الأشخاص أن يكون عندهم المبلغ المالي الذي يُعينك خلال عامك الأول في كندا.
يقوم هؤلاء الأشخاص بتقديم طلبهم إلى إحدى جهات الرعاية المصرح لها بذلك، حيث يقومون بتعبئة استمارة فيها جميع معلوماتك الشخصية، بالإضافة لإرفاق وثيقة اللجوء الخاصة بك.
بعدها تتم معالجة طلبك خلال ثلاثين يوم، للتأكد من أنه مكتمل، فإذا كان طلبك مكتملًا ستحصل على رقم لملفك.
سوف يتم بعدها إرسال طلب اللجوء إلى مكتب التأشيرات المسؤول بالخارج للنظر فيه من قبل موظف التأشيرات.
سيخبرك مكتب التأشيرات إذا وافق أو رفض طلب اللجوء.
إذا تساءلت عن ما هو الفرق بين الكفالة الشخصية والكفالة الخُماسية؟ هنالك فارقان، أولهما: أنه يمكن أن لا يستطيع شخص واحد كفالتك، لنقص في الأموال مثلًا، فمن خلال الكفالة الخُماسية، يمكن تجاوز هذه العقبة، وذلك نظرًا لأن المبلغ المالي المحدد من قبل وزارة الهجرة الكندية يمكن تقسيمه على الأشخاص الخمسة فتسهُل المهمة عليهم.
ثانيهما: الكفلاء ليسوا مضطرين لانتظار موعد القرعة أو الدخول فيها، باستطاعتهم التقديم لأي منظمة مصرح لها بذلك.
– كفالة رعاية المجتمع أو الكفالة الكنسية.
يمكن لبعض المنظمات المجتمعية رعاية اللاجئين للقدوم إلى كندا.
يجب أن توافق المنظمة على رعاية اللاجئين، وتقديم الدعم المادي والعاطفي لهم طوال مدة الكفالة، عادة ما تكون مدة الكفالة سنة واحدة على الأقل.
يجب أيضًا أن تكون معترف بك كلاجئ من قبل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، أو من قبل الدولة التي تقيم فيها.
قد تكون المنظمات المجتمعية التي ترعى اللاجئين:
• جمعية.
• منظمة.
• شركة.
يجب أن يكون الراعي المجتمعي في المجتمع الذي يتوقع أن يستقر فيه اللاجئون. أي إذا كنت تريد أن تستقر في تورنتو، فيجب أن يكون مقر الراعي المجتمعي في تورنتو.
يمكن للراعي المجتمعي أن يشترك مع فرد أو منظمة أخرى، وهذا ما يعرف باسم الرعاة المشاركين.
يقع على الراعي المشارك من مسؤولية ما يقع على الراعي الرئيس.
تتم عملية هذا النوع من الكفالة وفق الطريقة الآتية:
قد يرغب الراعي المجتمعي في رعاية لاجئ أو عائلة لاجئة معينة في الخارج، مثل:
•صديق.
• فرد من عائلة في المجتمع.
• لاجئ تم تحديده عن طريق جهة اتصال خارجية.
يجب على الراعي المجتمعي، واللاجئ ملء الطلب.
بعد التقديم، سيقوم موظف التأشيرات الخارجي بتقييم الطلب لتحديد ما إذا كان الشخص الذي تريد رعايته مؤهلًا أم لا.
يمكن أيضًا أن يطلب الراعي المجتمعي من «مكتب التأشيرات لاجئ محال» وهذا ما يعرف بنظام الإحالة.
3- الهجرة عن طريق المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
لقد قامت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، خلال السنوات الماضية، بإعادة توطين مئات الآلاف من اللاجئين في عدة دول غربية.
تسعى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، لتأمين الأمن والاستقرار، والحياة الكريمة للاجئين، ونتيجة لهذا السعي.
قامت المفوضية بالاتفاق مع عدة دول غربية، ومن بينها كندا على إعادة توطين اللاجئين، أو استقبالهم بما يضمن لهم استقرارًا يخفف معاناتهم، ويؤمن لهم حياة أفضل.
تتم هذه الطريقة من خلال:
• الاعتراف بك كلاجئ.
أي يجب أن تحصل على وثيقة تؤكد أنك لاجئ، معترف بك من قبل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
تحصل على هذه الوثيقة، من خلال لجوئك إلى إحدى الدول المجاورة، نتيجة حدوث اضطرابات في بلدك.
• اختيار من قبل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، لإعادة توطينك في كندا.
أي أن الاختيار يأتي من قبل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، وفق العائلات الأكثر حاجة.
وليس للاجئ أي علاقة في ذلك الاختيار، فلا يملك اللاجئ طلب إعادة توطينه في كندا أو في أي بلد آخر، فقط المفوضية العليا لشؤون اللاجئين هي من تقرر ذلك.
عند اختيارك لإعادة التوطين في كندا ، تقوم المفوضية بالاتصال بك وإخبارك بذلك، فإذا وافقت على ذلك، ترتب لك المفوضية جدولًا لإجراء المقابلات الشخصية معك، أما في حال الرفض ستفقد فرصتك بالهجرة، وربما يغلق ملفك بشكل كامل.
أي أنه لن تقوم المفوضية بالاتصال بك مرة أُخرى لإعادة توطينك في بلد آخر.
ربما تطول مدة المقابلات الشخصية، وربما لا، وهذا كله بحسب إجراءات مكتب التأشيرات الخارجي التابع لوزارة الهجرة الكندية.
ستتكفل المفوضية بكافة الإجراءات، من مقابلات وتحاليل طبية، وجلسات توعوية.
أيضًا ستقوم وزارة الهجرة الكندية، بالتكفل بجميع أجور تذاكر السفر إليها مبدئيًا، إلى أن تصل، ومن ثم تقوم بتسديديها وفق أقساط مريحة لك.
ستحصل عند وصولك إلى كندا على كل ما تحتاجه من دعم مادي ومعنوي، بالإضافة لوجود من يستقبلك، ويؤمن لك منزلًا.
أيضًا ستحصل على مرتب شهري يضمن لك حياة كريمة.
ستحصل أنت وأطفالك على تعليم مجاني، وتأمين صحي كذلك.
أيضًا هنالك خط ساخن لأي شيء تريد معرفته، أو الاستفسار عنه.
– في الختام هذا توضيح مبسط لشرح برامج الهجرة الكندية، وطريقة عملها، وكيفية اللجوء إليها، وفق موقع الهجرة الكندي.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست