كيف تفهم الفاشية كأيديولوجيا؟ نعلم أن الفاشية في مبتدئها نظام أفكار مرتبط بمصالح وعلاقات اجتماعية، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو عن السياق الذي تتآلف فيه هذه الأفكار وتجتمع معا لتشكل هذه البنية الغريبة المشوهة، لا نريد إعادة تسجيل السياق التاريخي لصعود الفكر الفاشي مرورا بسقوط التنوير وصعود العدمية والليبرالية بل نسعى لفهم أكثر عمقا وسعة للفاشية باعتبارها أيديولوجيا. ربما يكون صحيحا ما أكده ولاس.ج. ميللز wallace.g.mills؛ بأن أي مسعى لفهم وشرح الفاشية ينتج عنه بالضرورة تنوع واسع لتفسيرات متضمنة حتى تلك التي تبدو متناقضة.
ويعود ذلك إلى الإشارات التي تصدرها التشكيلات المتنوعة للفاشية في بلدان مختلفة، فبعض عناصر الفاشية مشترك، وما علينا سوى إيجاد تلك العناصر المشتركة وهذا أساسي، لأن هناك مجموعات أخرى محافظة ومتمردة على المجتمع ونزعاته الحديثة، ولكنها غير فاشية وعلينا تمييزها عن هذه الأخيرة، وهذه المجموعات كثيرا ما تخدع من قبل الفاشية التي تعزف على أوتارها الحساسة.
هناك إذا فروق واضحة وأكيدة بين الفاشية والتوتاليتارية والديكتاتورية العسكرية، ولكنني أود أن أؤكد هنا أن هذه الفروق تظهر في تحليل الوقائع التاريخية، وبنى الأفكار كفروق متعلقة بالدرجة وليس بالنوع، فهناك حدود هشة يبدو أن من السهل اختراقها؛ ليتحول النظام من الديكتاتورية إلى الفاشية، أو من الفاشية إلى الأصولية.
ورغم استنادها إلى عدة عناصر إلا أنها – نعيد التأكيد – في الأساس نظام أفكار ينشأ عنه تقسيم العالم والإنسانية إلى مراتب متفاوتة، عبر سلسلة لا منتهية من الفوارق التي يجري التنقيب عنها وتصنيفها وتحويلها إلى قانون للاختلاف، الجرثومة الأصلية كما أثبتنا هي فكرة التفوق (الأنا) المتميز في مواجهة العالم الأقل قيمة، ورغم أهمية المجال الاقتصادي إلا أنه وحده لا يكفي لأن يكون مفسرًا أساسيًا لهذه الظاهرة، والرأسمالية كنظام اقتصادي لا تكفي وحدها لإنتاج الفاشية ما لم نبحث بعمق في منطلقاتها النظرية.
إن السؤال هنا هو ما هي البنية اللازمة للإنسان للسلوك مسلك الفاشية؟ وهل هي بنية أصلية أم مكتسبة ظرفيا؟ هذا ما تتساءل عنه حنة أرندت وما يحتاج بحثًا مستقلًا ومكملًا ولكن لنستكمل السؤال: كيف تتحول النظم المنتخبة إلى فاشية؟ وما هي العناصر الأساسية التي تحكم هذه النظم في نظرتها إلى الجمهور والعالم؟
لقد نال الحزب النازي في انتخابات 1933 (17277180) صوتًا من أصل (39343000)، وبالتالي حصل على 288 مقعدًا من أصل 647، وعندما قرر هتلر بعد عدة أشهر إقامة نظام الحزب الواحد هب الشعب الألماني لتأييده حيث نالت النازية (39655224) صوتًا وعارضها أقل من عشر الناخبين (3398249) صوتًا.
وعندما قرر موسوليني تفييش الدولة تحت شعار (كل السلطة للفاشية)، حصل ببرنامجه السياسي في استفتاء 1929 على 98.3% من أصوات المقترعين وهم 88.3% من الناخبين المسجلين .
هناك عدة نظريات تناقش هذا الوضع ولكن لنبدأ أولا بالتأكيد على ما سبق وذكرناه أن الفاشية والأصولية وبالتالي التوتاليتارية ليست شيئًا واحدًا وإنما رغم انبعاثها من جذور متقاربة فإن العناصر الأساسية المنتجة للأصولي تختلف عن تلك المنتجة للفاشي.
هناك نظريتان أساسيتان تتصارعان في تفسير الفاشية، فقد كانت النازية بنظر الشيوعيين نظاما رأسماليا يمثل أكثر أشكال نظام الاحتكارات عدوانية، أما بالنسبة للتيار الليبرالي الغربي فقد كانت النازية جمعا بين القومية المتطرفة والاشتراكية، وبهذا المعنى كان من السهل لمنظري الليبرالية الانتقال بسهولة لإدانة النظام الشيوعي الذي أقام خاصة في المرحلة الستالينية نظاما بطبيعة النظام الفاشي (الشمول من أجل أهداف سامية) مع فرق كبير طبعا لم يرغبوا بلحظه في الأهداف المعلنة وليس في بنية النظام وممارساته ونتائجه .
لا نجد تحليلا شافيا للفاشية من وجهة نظر الليبرالية، التي تركز على الشكل الخارجي والسياق الوقائعي رغم ضرورتهما وارتباطهما الوثيق بالفاشية، دون الذهاب عميقا في تحليل ونقد البنية الفكرية ومصادرها الفلسفية الأيدلوجية والدينية.
هل لأن تحليلا من هذا النوع سيدين الليبرالية ذاتها؟ إنهم يزعمون أن النازية استعمارًا لم يجد ما يستعمره خارج الدولة فتوجه نحو الداخل متغاضين عن أن التوسع كان جوهريا في الفكر الفاشي، ومتغاضين أيضا عن سؤال محق هل المستعمر الذي يجد ما يستعمره في الخارج تسقط عنه فكرة الفاشية؟
في الحقيقة إن استعمار الداخل يبدو أقرب إلى دكتاتورية محضة، أو توتاليتارية شمولية والاستعمار (المجيد في الفكر التاريخاني الليبرالي) ليس سوى تعبيرًا عن جرثومة الفاشية الأساسية: الاختلاف والتفوق.
نجد مثل هذا التحليل الشكلي للفاشية في مقولات من نوع (النازية لم تدحض إنما أرديت برصاصة مثل كلب) لفرانسوا ليوتار، ألم يكن المطلوب أيضا دحض النازية، وهل فعلا تم إرداؤها بانتحار هتلر، وهل كان إعدام موسوليني كافيا لإقفال الباب في وجهها إلى الأبد، لم يحدث هذا أبدًا، وإلا ما كانت لتتبلور من جديد في شكلها الإسرائيلي الأكثر عنفا، ولما عادت للظهور في كل مناسبة تحت مسميات مختلفة سواء من نوع شعارات مكافحة الإرهاب أو قوانين الوطنية الأمريكية.
أو حتى بالشعارات الرديئة مثل (س أولاَ) وبإمكان القارئ أن يضع اسم بلده مكان (س)، فالفاشية لم تكن قوة طبيعية غامضة ألمت بالإنسان من خارجه كما يؤكد عزمي بشارة، فهؤلاء كانوا بشرا قادرين على أن يقوموا بهذه الأعمال، والنازية أو الفاشية لم تأت من عالم ما قبل الحداثة المندثر أو ما قبل التاريخ بل هي جزء من التاريخ الحديث، ولم تقم في ظل نظام استبدادي في بقعة نائية من الواقع المشرقي ذاته أو في الخيال الاستشراقي عن هذا الواقع، وإنما في مركز الحضارة الأوربية، وهي تقوم الآن بكامل قوتها وعنفوانها في امتداد الغرب الاستعماري (المتحضر) داخل الشرق، في الدولة الوحيدة التي يعتبرونها ديمقراطية في الشرق الأوسط!
يتهرب منظرو الليبرالية من الاعتراف أن النازية نشأت في جوهر نظامهم بالذات في الإطار الحضاري لـ«المعرفة هي القوة» و «أداتية العقل» و «أداتية الإنسان» وعبر تطبيق نظرية بيولوجية و جينكولوجية على فهم التاريخ والمجتمع البشري، وتطور الدولة البيروقراطية المطلقة، دولة الشرطة وشعبوية الأحزاب التي استدعاها تطور النظام البرلماني مع مجتمع الجماهير، ورفع قيمة الدولة لتصبح ذات رسالة، تحديث العالم، أو تحضير المتخلفين أو إنقاذ شعب الله المختار وتحقيق نبوءات الأنبياء! حتمية مفهوم الأمة المترافق مع تذرير الأفراد وتحطيم بنى المجتمع التقليدية، وإمكانية التفكير بصناعة الموت وتنظيمها ببيروقراطية وإبادة شعوب بأكملها .
ويخلص بشارة في تحليله إلى أن الفاشية حصيلة تنظيم حديث للمجتمع إلى درجة الهندسة الاجتماعية، إلى حد محاولة خلق تطابق في الدولة الشمولية بين القومية والدولة والفرد والمجتمع، تطابق يتجاوز مصطلح المواطنة ويستبدل المواطن بـ volksgenosse التي يمكن ترجمتها كعضوية في الشعب، وهو (الشعب) في هذه الحالة جماعة إثنية والعضوية فيه بالدم، وعقائدية إلى حد تطوير دين جديد أي تديين الأيديولوجيا مع علمنة الدين الذي يتحول إلى ماركة أو علامة في الهوية المعبر عنها بدين شمولي بشكل أكبر.
إن هذا التحليل يقودنا بشكل أساسي إلى أن محاولة فهم الفاشية كناتج ميزات خاصة غير متكررة لبعض الشعوب أو بعض السلالات أو لماض تاريخي خاص لم تعد صالحة قط منهجيا لأن هذا التحليل السيكولوجي يمنع تفسير العوامل التي سمحت بمعنى عام جدا بظهور الفاشية.
فلا تخلف إيطاليا التاريخي ولا تراث ألمانيا العسكري البروسي ولا خوف إسرائيل من الإبادة ولا «الحاجة إلى النظام» أو «الخوف من الحرية» أو مجابهة عدو غامض مبالغ فيه يمكن أن تفسر بشكل صحيح صعود الفاشية في الماضي وانهيارها المفاجئ بين 1920 و1945 ثم عودتها للظهور في مناطق عدة بعد هذا التاريخ.
قد تكون تلك سمات أو تجليات للفاشية على الأغلب تثبت ما قلناه أن الفاشية ليست شيئا واحدا مانعا وسهل التحليل، وإنما هي ظاهرة أكثر تعقيدا وأكثر تنوعا.
ففي حين كانت إيطاليا متأخرة نسبيا، كانت ألمانيا الأمة الأكثر تصنيعا في القارة، وإذا كان «الميل إلى النظام» أحد الملامح المسيطرة على «الطبع القومي الألماني»، فماذا نقول عن إيطاليا التي كانت تعد من الأمم «الأقل انضباطا» في أوروبا التي كانت تفتقر كليا إلى التقاليد العسكرية؟ وماذا نقول عن إسرائيل الحديثة المسلحة حتى الأسنان، والمفككة دينيا وعرقيا حتى أخمص أقدامها؟ لا شك أن هذه العوامل أسباب وعوامل ثانوية تلعب دورا وأعطت الفاشية وتعطيها طابعا قوميا نوعيا خاصا يتلاءم مع الخصائص التاريخية التي تتميز بها سياقات نمو تاريخي معين وتتميز بها على وجه الخصوص الرأسمالية الاحتكارية والبرجوازية الصغيرة في كل البلدان.
وعلى صعيد آخر إذا كانت عملية التحول والتحديث الكبرى تخلق أعلى مستوى من الأزمات كما ألمانيا النازية وإسرائيل فإنها تقدم شكلا جديدًا قديمًا لتحديث يخفي وراءه أصوليته وتطرفه؛ ليصبح باطنيا إلى حد ما، والإيحاء ببرنامج لتنظيم كافة أشكال مظاهر الحياة العملية والروحية، وهذا ما يتفق مع ما يوصف به الفكر المتطرف الفاشي بأنه (فكر تدخلي) في كل مجالات الحياة بما في ذلك العلاقات الشخصية وصيغ السلوك وتسييس التصرفات والسلوك من خلال أيديولوجية متطرفة وأنشطة تتصف بالتمييز والاختيارية، فتُنتج عنصر العرق وتفوقه والشعب المختار وسمو الفرد السوبرمان وصولا إلى تمجيد الجماعة والفرقة.
يترافق هذا مع الحرص على استعمال الطرق التقليدية في مجال التصرف السياسي والديني، وفي نفس الوقت استغلال ما تمنحه التكنولوجيا ونمو قوى الإنتاج خاصة في مجالات الاتصالات وطرق تطويع الرأي العام وممارسة العنف والإرهاب بشكل شامل ومنظم ودقيق .
من جهة أخرى وفي ذات السياق فقد عني الكثير من الباحثين بتفسير سمات الظاهرة الفاشية كنظرية للتطرف الفكري وكان لا بد من تفسير متعدد وشامل تساهم فيه مختلف العلوم الإنسانية.
يرى نولت e.nolt أن الفاشية ظاهرة عصر، تتعدى السياسة وأغلب الكتابات التي تعرضت للناحية النفسية وسيكولوجيا الفرد والجماعة، يراها تعبيرا سلوكيا طبيعيا للإنسان يتصف بالإثارة والغريزية وتتميز بعدم القدرة والعجز و«جنون شيطاني» والاستمتاع برثاء الذات، أما الماركسيون فيرون فيها «تعبيرا عن الرأسمالية التي وصلت إلى أقصى مداها والمتمثلة في الإمبريالية».
النظرية الاجتماعية الاقتصادية لدى (كرشانو) ترى في الظاهرة هبوطا في مستوى الضمير النازع إلى الحرية ونزوع سينروقراطي، أي نزوع إلى النفسية الطفولية التي ترى الحقائق الخارجية بشكل كلي يدل على التمييز وتعيين الخصوصيات، وهكذا يصفها لوكاتش بأنها أفكار غير عقلانية تعبر عن الانحطاط حيث أنها أيديولوجية رجعية عدائية وتجمع غير متجانس.
من جهته أخذ ليبست في الستينات بعين الاعتبار التفسيرات السابقة له متحققا من أن فوضى عدم الثقة وغياب الأمان والاستقرار في مرحلة تركيز التصنيع هو العامل الرئيسي في تغيير معالم الشرائح الوسطى في المجتمع، ويدفع بها في اتجاه متراجع مع أن هذه الشرائح كانت مثالا في النضال ضد الاستعمار وكان لها السهم الأوفر في تقدم الحركات العقلانية في مراحل سابقة ولكن ما إن يستجد ما يهدف إلى التغيير ومسابقة الزمن وبسرعة كبيرة حتى نرى جزءًا منها يتعلق بأفكار أصولية جذرية متطرفة وغير عقلانية تسير في اتجاه مضاد لسير التاريخ في محاولة الاستيلاء على السلطة لبناء ذلك الأمان والاستقرار التقليدي وإيقاف سير «التحديث» وبذلك تنمو حركات مناهضة للمنطق وتتجاوز فهم العقل .
وفي تحليل مشابه فإن اينازيو سيلوني في كتابه «الفاشية: أصولها وتطورها» يقدم الفاشية كنتيجة لأزمة المجتمع البرجوازي الإيطالي البنيوية العميقة، ولعجز الحركة العمالية الإيطالية في الوقت ذاته عن حل هذه الأزمة عن طريق التحويل الاشتراكي؛ وهو يميز بشكل صحيح بين الفاشية وديكتاتورية عسكرية كلاسيكية أو بونابرتية إلا أن التعريف الذي يعطيه لـ«عدم النضج السياسي» للحركة العمالية يتوقف بالضبط حيث تبدأ المشكلة: ما هو العامل الذي منع الحركة العمالية من أن تصبح ممثلة لكل الشرائح المستغلة في الأمة؟ وأن تضع جدول أعمال للاستيلاء على السلطة؟ يعود السبب حسب ماندل إلى غياب فكرة الثورة الاشتراكية والحزب الثوري الذي يجب خلقه لهذه الغاية.
وبتحليل ماندل أيضا فإن انبعاثًا محتملًا للفاشية قائمًا في الوباء المنتشر بشكل واع في بعض البلدان الإمبريالية والمتكون من الذهنية العنصرية والمعادية للأجانب (السود – الملونين – الشغيلة المهاجرين – العرب والمسلمين) وفي اللامبالاة المتنامية تجاه الاغتيالات السياسية وفي الضغينة غير العقلانية تجاه كل «الأحداث غير الودية» المتكررة أكثر فأكثر في الحلبة الدولية وفي الحقد اللاعقلاني أيضا على الأقليات الثورية وغير الامتثالية.
ومن جهة أخرى تنجح الفاشية مع تفكيكها للمجتمع في شراء الجماهير، حتى ليبدو أنها ديكتاتورية في خدمة الشعب، كما يحلل (آلي) ، فهتلر وحكام المقاطعات للحزب القومي الاشتراكي النازي وقسم لا بأس به من الوزراء والمستشارين اتبعوا وسائل الديماغوجية الكلاسيكية متسائلين باستمرار عن كيفية تأمين وتعزيز رضا الجميع معتمدين على شراء تأييد الرأي العام كل يوم أو على الأقل المراهنة على لامبالاته والعمل على تكريسها، لقد كانت سياسة الأخذ والعطاء هي القاعدة الأساسية التي بنوا على أساسها ديكتاتورية حظيت دائما بالأغلبية لدى الرأي العام. سيتعزز هذا التحليل أكثر عند مناقشة الدعاية الحزبية للأحزاب الصهيونية وهكذا لتوفير الثمن المطلوب لشراء الجماهير، تعتمد الفاشية على الحرب الناهبة والعنصرية واسعة النطاق، فيكون نظامها أساسا لعدالة خاصة عنصرية، عرقية، نجد هذا واضحا في إسرائيل بعد حرب 1967، وتدفق الموارد الاقتصادية الضخمة، نجده أيضا في الأعطيات الممنوحة بلا حساب للمستوطنين وسكان الكيبوتسات على حساب الشعب الفلسطيني مالك الأرض.
وبسبب اعتمادها تحديدا على تجانسات جزئية متعددة استطاعت الصهيونية بكل سهولة إعادة صياغة بنية ملايين اليهود، إضافة إلى وتيرة عمل غير متقطعة تسمح بالحفاظ على التوازن داخل التشابك المتقلب للمصالح والمواقف السياسية الأكثر تنوعا، ويتم التصدي للانهيار من خلال الترابط شبه المتواصل للمقررات والأحداث والبحث الدائم عن (إجماع قومي) وزج الجماهير في العجلة اليومية التي لا ترحم، كأنها تكرر مقولة جوزيف غوبلز ربيع 1941 «النهار بكامله يمر بوتيرة مجنونة» وللحديث بقية.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست