يعيش العراقيون مشاعر الحزن والشوق للرئيس صدام حسين الذي كان يطلق عليه يزيد القرن العشرين من قبل النظام الإيراني بقيادة المرشد الأعلى للثورة الخميني الذي عمل على تصدير الثورة إلى جميع بلدان العالم الإسلامي ليحولها من دار الاستقرار إلى مقبرة تفوح منها رائحة الموتى وصرخات الجرحى ولتصلي إسرائيل فرحًا برجوع الصراع بين علي ومعاوية وكأنها هدية من الله إلى شعب الله المختار.
قامت القاعدة بأعمال إرهابية تدمى لها القلوب في أنحاء العراق من تفجيرات انتحارية بحق الأبرياء في الحسينيات ومراكز التسوق وحتى في الأعياد أثناء شراء الحلوى والأطفال يلعبون ويرقصون على إيقاعات التكبيرات ليصرخ فجأة رجل ذو لحية كثيفة وكأنه قادم من القرن السابع بالله أكبر ولتمتزج دماء الحرية والكرامة مع التراب ولتثير في النهاية سخط الشعب العراقي بعد آلاف من التفجيرات في 2006 ويقوم الغرب بإنشاء الصحوات من مئة ألف مواطن عراقي بنية اقتلاع شوكة التطرف الذي كان فزاعة للفتنة والاقتتال الداخلي بين السنة والشيعة وليقوموا بطرد القاعدة إلى خارج العراق وقد أوصت أمريكا الحكومة العراقية باندماج الصحوات ضمن مؤسساتها الأمنية ولكن ما أن جاء المالكي إلى السلطة على ظهر الدبابة الأمريكية وفي يده العلم الإيراني حتى كشر عن أنيابه الطائفية وحرم الخبز عن مقاتلي الصحوات الذين كانوا يتلقون ثلاثمئة دولار لكل مقاتل ولكي لا يكونوا طابورًا خامسًا أو يحدثوا أي انقلاب في صفوف القوات الأمنية وقام بإنشاء حكومة طائفية تلعن معاوية وتقدس الخميني.
استمر تهميش العراقيين يومًا بعد يوم وفي كل لحظة يصرخ المواطنون بأوجاعهم وآلامهم ويرفعون أكفهم إلى الله ويدعون بنهاية قريبة ليزيد عصرنا المالكي وفي غمرة احتيار ظهر رجال وكأنهم جاؤوا من الجنة على أحصنتهم وبغالهم البيضاء ويصرخون بالله أكبر ويحملون على ظهورهم بنادق حديثة ومدافع متطورة ويمتلكون آخر الصيحات من المركبات المدرعة وقد ظهروا بعشرات الآلاف أفواجًا باسم الدولة الإسلامية ليعلنوا إقامة الخلافة وكأنهم سيقاتلون يأجوج ومأجوج وتطبل لهم وسائل الإعلام المضللة.
وما أن مرت بضعة أيام حتى ظهروا على حقيقتهم وكأنهم مبعوثون من إبليس ويعيثون في البلاد والعباد فسادًا وقاموا باغتصاب مئات النساء الإيزديات الحرائر واقتلعوا جميع المسيح من الموصل وأخذوا يفجرون الشيعة في الحسينيات ويستخدمون السنة دروعًا بشرية ليعود العراقيون إلى حظائرهم يتوجعون ويبكون على أيام المالكي وكأن اضطهاد نيرون لم يكن كافيًا.
وما هي بفترة قصيرة حتى أعلن التحالف الدولي الحرب عليهم وظهرت إلى الوجود ميليشيا متطرفة لا تكاد تقل تطرفًا وهي الحشد الشعبي التي يدفع لها بسخاء من إيران والنظام العراقي وتتلقى التمويل العسكري دون توقف وتحظى بدعم ولاية الفقيه وصادروا منجزات الشعب العراقي الذي دحر داعش ويحملون في قلوبهم الولاء لولاية الفقيه علي خامنئي وبتحليل عدة مفكرين ومثقفين (إن الغرب قام بإنشاء داعش لأغراض سياسية منها لاستنزاف العراق ولتسريع انفصال الأكراد ولتكوين الحشد الشعبي من قبل إيران الذي سيكون خادمًا للفرس المخلص الذي سيعمل على منع أي انقلاب عسكري محتمل على السلطة العراقية من قبل الجيش العلماني الذي يعادي إيران في أعماقه ولكي يبقى العراق لإيران وكأنها هدية من السماء وعلينا أن نعي أن الصراع بين إيران وإسرائيل وهمي وغرضه تحفيز بلاد الخليج على إنفاق مئات المليارات كالصفقة الأخيرة التي اشترت أسلحة بقيمة 460 مليار دولار والعمل على تدعيم مكانة إيران في المنطقة بتمزيقها والتي تقوم بدعم جميع الجهاديين التكفيريين من السنة والشيعة الذين لا يجرؤون حتى على انتقاد إيران وبالنهاية المستفيد الوحيد إسرائيل التي تسبح وتحمد بنعمة وجود الفرس والمتطرفين في البلاد العربية الذين تتوجه بنادقهم إلى صدور المسلمين.
لا تصدقوا البروباغندا الإعلامية التي تمجد الجهادي الدموي وكأنه جيفارا جاء بالبندقية الأمريكية ليحرر العربي ولو نظرت في الواقع فستجد أن الجهاديين المتطرفين من (القاعدة، داعش، الحشد الشعبي، حزب الله) يعملون على تمزيق المنطقة بالسباحة بعكس التيار وعلينا بالتعايش والتوافق مع إخواننا في الوطن بغض النظر عن قوميتهم أو طائفتهم.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست