أغلب العراقيين في فترة حكم الرئيس السابق صدام حسين كانوا يعتقدون أنه كان ظالمًا وغير راضين عن طريقة الحكم والإجراءات التي كانت تطبق في ذلك الزمان. ولكن هل بقي هذا الانطباع راسخًا بعد سقوط نظام صدام حسين، وهل الشعب راضٍ عن الديمقراطية المزعومة التي جلبتها أمريكا وحلفاؤها؟
هل حقًّا كان ظالمًا؟
دخل صدام بحرب طويلة مع إيران دامت ثماني سنوات انتصر فيها عليهم وأوقفهم عند حدهم، وقد رأينا بعد سقوط صدام كيف تمادت إيران وتدخلت بشؤون العراق ولم تكتفِ، بل بدأت بالتمدد إلى الدول العربية تنشر الطائفية والفرقة بين شعوب العرب من أجل تصدير ثورتها المزعومة، وأغلب مشاكل العرب اليوم بسبب سياسات إيران ولم تكن تجرؤ على التدخل في شؤون أي بلد عربي في زمن صدام، فهل كان صدام ظالمًا؟
الأحزاب الشيعية والسنية وغيرها التي تحكم العراق حاليًا، كان صدام حسين يطاردهم ويمنعهم من دخول العراق وجميعهم كانوا محكومين ومطلوبين للقضاء، ورأينا بعد ما رحل صدام ودخلوا العراق كيف سرقوا أمواله وأنهكوا بنيته، وفرقوا وقتلوا شعبه، وجعلوه مرتعًا للتدخلات الخارجية، وأضاعوا هيبة الإنسان العراقي وكرامته، فهل كان صدام ظالمًا؟
كان صدام حسين يقيد حرية الصحافة والإعلام ضمن حدود، ووفق معايير محددة بحيث كان في العراق قناة فضائية واحدة وقناتان أرضيتان، وقليل من الإذاعات والصحف التي تعمل وفق أخلاقيات وضوابط لا يمكن تخطيها.
ورأينا بعد سقوط النظام العدد الهائل من الفضائيات والإذاعات الهابطة التي تقدم إنتاجًا إعلاميًّا سيئًا ينمي الطائفية والجهل، وصار ما يسمى بالإعلامي يخرج على الهواء يطلق كلمات بذيئة لا ترقى إلى المستوى الأخلاقي والثقافي لابن الشارع وليس لمن يخرج على الإعلام.
صار الإعلام والصحافة سلعة تباع وتشترى، وتجارة يطبلون ويزمرون لمن يدفع أكثر حتى لو كان سارقًا وضيعًا، ويهاجمون وينتقصون ممن لا يدفع لهم حتى لو كان نبيًّا.
ما يسمى بالإعلام في العراق يسرح ويمرح بدون حسيب أو رقيب، ووصل به الحال إلى هذه المستويات.
فهل كان صدام حسين ظالمًا؟
كانت الرواتب والمعاشات في زمن صدام قليلة ولكن بالمقابل أسعار الوقود مدعومة وكهرباء وتعليم وصحة وخدمات وتموين مجاني.
بينما في العراق اليوم زادت الرواتب، وانعدمت الخدمات الصحية والتموين والكهرباء وصارت أسعار الوقود تضاهي أسعار أوروبا، وارتفعت الأسعار بشكل كبير بحيث في زمن صدام كان ممكنًا أن يعيش الإنسان بلا راتب، أما اليوم فالراتب لا يكفي إلى آخر أول أسبوع من الشهر، فهل كان صدام ظالمًا؟
كان صدام يمنع كل نشاط ديني متعصب أو متطرف وأي طقوس دينية تنمي الطائفية والفرقة بين أبناء الوطن.
طبعًا الأنشطة والأفكار التي كان يمنعها صدام عندما أطلق لها العنان بعد السقوط نتج عنها قاطعو الرؤوس ومفجرو الأسواق، والذين يسبون الصحابة والمليشيات التي تفجر المساجد والمنازل على أسس طائفية.
فهل كان صدام ظالمًا؟
أضف إلى ذالك الفارق بين مستوى التعليم في عهد صدام واليوم، وكذلك الصناعة والزراعة والجيش والأمن وعلاقات العراق الخارجية ومكانته بين الدول، فالفارق كبير ولا حاجة للتفاصيل، فالجميع يعرف الفروق إذا كان صدام ظالمًا أو قاسيًا أو متطرفًا فإنه كان قاسيًا وظالمًا على من يريد الخراب للعراق، ولا ننكر أن هناك الكثير من الأخطاء التي ارتكبها صدام لكن لم يصل بالعراق إلى ما وصل به حكام اليوم.
كان لصدام ثقل على جميع الأمة ولا أدري لو كان صدام موجودًا هل كان سيجري ما جرى لسوريا العزيزة واليمن الحبيبة وغيرهما من البلدان؟
هذا الكلام لا يعني أنني أدافع عن صدام بقدر ما هو واقع وتأريخ وحقيقة واضحة وجلية للجميع، لكن الفاسدين والمتنفعين من وضع العراق الحالي يحاولون أن يطمسوا الحقيقة، وما زال البعث والنظام السابق هي الشماعة التي يعلق عليها الفاسدون فشلهم، فأي خلل أمني أو اقتصادي تجد تبريراتهم جاهزة بالقول إن أزلام النظام السابق والبعث هم من يقوم بهذه الأفعال، نسأل الله أن يهيئ للعراق حكومة وطنية تنقذ البلاد مما جرى عليه من مصائب وأهوال، وحمى الله العراق والعراقيين .
يمكنك قراءة
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست
علامات
#الشرق_الأوسط #حروب #الطاقة #غزة #إسرائيل #سوريا #لبنان #غاز #ليفانتين, أكراد العراق, أمريكا والعراق, الأوضاع الأمنية في العراق, الأوضاع الأمنية والسياسية في العراق, الأوضاع السياسية في العراق, الاقتصاد العراقي, الانتخابات البرلمانية في العراق, العراق, امريكا, جرائم امريكا في العراق, صدّام حسين, مصر