لماذا النسوية؟

مفهوم النسوية

طرح مصطلح «النسوية» لأول مرة feminisme عام 1860، ثم طرح في القرن العشرين بقوة في أمريكا، بينما طرح في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية وازدهر في الستينات والسبعينات في فرنسا.

فالنسوية هي النظرية التي تنادي بمساواة الجنسين سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وتسعى إلى تحقيق حقوق المرأة واهتماماتها وإلى إزالة التمييز الجنسي الذي تعاني منه المرأة.

الموجة النسوية الأولى

كانت موجة تطالب بحقوق التعليم والعمل وحقوق المرأة المتزوجة بالملكية وحضانة الأطفال وحق الاقتراع، بدأت في أواخر القرن الثامن عشر عام 1792، وناقشت الموجة نظرة المجتمع للمرأة، وتصدت  إلى ما توارثته الأجيال والمجتمع من أفكار سلبية عن المرأة من خلال التراث اليهودي والمسيحي «المرأة أصل الخطيئة»، وأيضًا من خلال وصف المرأة بأنها مخلوق ضعيف خلقت من أجل الجنس والإنجاب وخدمة زوجها الرجل، بدأت الدعوة لحقوق النساء في أمريكا في مؤتمر كبير في سينكا فولز عام 1848 شاركت فيه أكثر من 300 شخصية منهم 40 رجلًا كان من أهم مطالبه وقف التمييز ضد النساء، أما في إنجلترا فركزت المطالب النسوية في خمسينات القرن التاسع عشر على المطالبة بحق التعليم والعمل وتعديل قوانين الزواج وقد اهتمت بمشكلات بنات الطبقة الوسطى.

الموجة النسوية الثانية

تشير الموجة الثانية إلى نشاطات الحركة النسوية الممتدة بين 1960 وحتى نهايات القرن العشرين. في هذه المرحلة بدأت الحركة النسوية تأخذ طابعًا عالميًا يشمل المرأة في جميع أنحاء العالم وفيها تجاوزت مطلب المساواة واعتمدت النقد العقلاني، وظهرت فيه تيارات ومذاهب عديدة اعتمدت لغة التحرر من القمع السياسي والاجتماعي والجنسي.

الموجة النسوية الثالثة

بدأت هذه الموجة من بدايات التسعينات من القرن العشرين، وتعتبر هذه الموجة هي ردة فعل علي فشل الموجة النسوية الثانية واعتمدت بشكل أساسي على التغلب علي العقبات القانونية وصولًا إلى المساواة، فقد حاولت أن تضيف تعديلًا في المساواة في الحقوق في دستور الولايات المتحدة، ظهر في الموجة الثالثة نماذج أنثوية كثيرة وفقًا للأوضاع الاجتماعية والعرقية والجنسيات والدين لذلك كانت تتميز عن الموجة النسوية الأولى والثانية.

الموجة النسوية الرابعة

هي انبعاث جديد للحركة النسوية منذ عام 2012 عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي تركز علي المطالبة بوقف التحرش الجنسي في الشوارع وأماكن العمل والتمييز على أساس الجنس، من أهم دوافع الموجة الرابعة هي قضية الاغتصاب الجماعي في دلهي وقضية هارفي واينستين المنتج الأمريكي المتهم بالتحرش الجنسي من قبل سيدات عديدة عام 2017، وأيضًا من أهم الحملات أنا أيضًا الذي تروي من خلاله النساء قصص تعرضهن للتحرش الجنسي عام 2017.

يوجد للنسوية أنواع كثيرة من أهمها النسوية الماركسية التي تتعلق بأفكار كارل ماركس التي تتعلق باستغلال الرأسمالية لجهود الطبقات العاملة، والنسوية الليبرالية الذي يركز على الفردية أو المرأة كفرد وعلى قدراتها وإمكاناتها في الحصول على حقوقها، والنسوية الاشتراكية التي لم تقتنع بما طرحته النسوية الماركسية، بل اعتبرت أن المجتمع يتضمن بنيتين مسيطرتين، هما: النظام الرأسمالي والنظام الأبوي، ويجب محاربة كل منهما بأدوات مختلفة، وكلا النظامين يستغل النساء ويضطهدهن، والنسوية الراديكالية والنسوية الإسلامية وغيرها.

نساء عربيات ساهمن في تحرير المرأة والمساواة

– هدى شعراوي 1879-1947 كانت من أبرز النسويات الناشطات اللاتي شكلن تاريخ الحركة النسوية في مصر في نهاية القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين.

– هند نوفل 1860-1920 صحافية سورية وكانت أول امرأة في العالم العربي تنشر صحيفة تهتم بقضايا المرأة فقط.

– نازك العابد 1898-1959 مناضلة سورية من دمشق قادت الحركة النسائية وطالبت بإعطاء المرأة العربية حقوقها السياسية.

– نوال السعدوي 1931، أسست جمعية تضامن المرأة العربية كتبت العديد من الكتب عن المرأة في الإسلام واشتهرت بمحاربتها لظاهرة الختان.

ما وضع المرأة العربية في المجتمع العربي الآن؟

تعاني النساء والبنات العربيات في وضعنا الحالي من جميع أنواع القمع والتدخل والتمييز والتحرش وتقييد الحريات التي يفرضها عليها المجتمع الأبوي الذكوري بحجة الدين الإسلامي، وبحجة أن الرجل لا يستطيع التغلب على شهوته، وعلى المرأة أن تلبس الملابس التي يختارها المجتمع، ووصف المرأة بأنها ناقصة ضعيفة لا تستطيع التفكير، فعدد كبير من نساء الوطن العربي يرتدون الحجاب والبعض يرتدي النقاب، ومع ذلك فنسبة التحرش في الوطن العربي هي أعلى نسبة في العالم فنستطيع الآن أن نقول إن المشكلة ليست مشكلة ارتداء الحجاب أو خلعه وإنما المشكلة في عقلية المجتمع الذكوري الذي يهوي قمع النساء، وعلى البنت أن تسمع وتنفذ كلام أخيها لأنه رجل ويريد أن يحافظ عليها، وأيضًا إجبار البنات على التزوج لأن وظيفة المرأة في الحياة هي التزوج والإنجاب فقط، والكثير من العائلات العربية لا يسمحون لبناتهم أن يسافرن بمفردهن بحجة أنه لا يجوز أن تسافر المرأة بمفردها لأنها ضعيفة. فلا تولد المرأة امرأة، لكنها تصبح كذلك من خلال التربية التي تجعل وظائف البنت في تنظيف البيت وطهي الطعام فقط لا غير بعكس الذكور.

ولكن إلى متى سوف يتم قمع وتقييد حرية المرأة والبنت العربية؟

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

المصادر

عرض التعليقات
تحميل المزيد