«وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة»

اليوم مسلمو الروهينجا وغدًا مسلمو العرب، إن ما يدور على مسلمي الروهينجا من قتل وتعذيب وتهجير ليس بمحض الصدفة، إنما هو مخطط يسير ببطء والمسلمين نيام لقد اتفقت الصليبية العالمية والصهيونية العالمية على إبادة الإسلام وأهله، ذلك لاجتماعهم في الفلسفة والعقيدة والثقافة والنظام، وهذا يؤدي حتما إلى اتحاد الهدف يقول روستو مستشار الرئيس جونسون لشئون الشرق الأوسط (هدف الاستعمار في الشرق الوسط هو تدمير الحضارة الإسلامية وأن قيام إسرائيل هو جزء من هذا المخطط وأن ذلك ليس إلا استمرارًا للحروب الصليبية).

وهذا مسيو بيدو وزير خارجية فرنسا يقول (إنها معركة بين الهلال والصليب) بعد سقوط القدس قال راند ولف تشرشل: (لقد كان إخراج القدس من سيطرة الإسلام حلم المسيحين واليهود على السواء ولن تعود القدس للمسلمين في أية مفاوضات مقبلة بين المسلمين واليهود) يقول لورنس براون (إن الإسلام هو الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الاوروبي) ذلك التحدي والإصرار على مدافعة الإسلام لأنه سد منيع في وجه انتشار المسيحية لقد فشل التدبير فلا بد من التطهير يقول بن غوريون (إن أخشي ما نخشاه أن يظهر في العالم العربي محمد جديد).

يقول الكاتب الصهيوني إيرل بوغر في كتابه العهد والسيف (إن المبدأ الذي قام عليه وجود إسرائيل منذ البداية هو أن العرب لابد أن يبادروا ذات يوم إلى التعاون معها ولكي يصبح هذا التعاون ممكنًا، يجب القضاء على جميع العناصر التي تغذي شعور العداء ضد إسرائيل في العالم العربي، وهي عناصر رجعية تتمثل في رجال الدين والمشايخ) ولكن ما الوسيلة لذلك؟ هي التهمة الجاهزة تحت الطلب «الإرهاب» يُرفع لكل من يقف في مواجهة الأطماع الصليبية الصهيونية وتأكيدًا لما قدمناه يقول إسحاق رابين (إن مشكلة الشعب اليهودي هي أن الدين الإسلامي ما زال في دور العدوان والتوسع) (أي إرهابي) وآخر يقول: (إن الإسلام كله قائم على القسوة والفجور في اللذات).

وانظر إلى كيمون المستشرق المجنون: (اعتقد أن من الواجب إبادة خمس المسلمين والحكم على الباقي بالأشغال الشاقة وتدمير الكعبة ووضع قبر محمد وجثته في متحف اللوفر). أقول لهؤلاء الصهاينة والصليبين أن الإسلام قوي بذاته لأنه رسالة الله للبشر عصيّ جدا عن التدمير «يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون»، وللاستعمار أساليب عدة للوصول إلى الهدف ولن يصلوا إن شاء الله لذلك تحولوا إلى السياسة قال لويس التاسع: (إنه لا يمكن الانتصار على المسلمين من خلال حرب وإنما الانتصار عليهم من خلال السياسة باتباع ما يلي:

1ـ إشاعة الفرقة بين قادة المسلمين (لاحظ كلمة قادة ولم يقل شعوب).

2ـ عدم تمكين البلاد الإسلامية والعربية أن يقوم فيها حكم صالح.

3ـ إفساد أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء حتى تنهار القاعدة عن القمة.

4ـ الحيلولة دون قيام جيش مؤمن بحق وطن عليه يضحي في سبيل مبادئه.

5ـ العمل على الحيلولة دون قيام وحدة عربية في المنطقة.

6ـ العمل على قيام دولة عربية في المنطقة.

العربية تمتد ما بين غزة جنوبا وأنطاكية شمالا ثم تتجه شرقا وتمتد حتى تصل إلى الغرب (إسرائيل)، ألا ترى معي تحقق هذه الخطة بكل ما تحمله الكلمة من معنى على أرض الواقع العربي.

وقبل أن يدور في خلد القارئ الكريم ما علاقة ما قلت ومسلمي بورما، نقول إذا كان سلوك أهل الكتاب الكيد والحقد على الإسلام ونبي الإسلام بهذه الصورة الحقيرة فلا بد أن هذا سيحرك شهوة الانتقام في نفوس الوثنية عبدة الأصنام والشياطين وربما يكون ما حدث ولا نستبعده أبدا بواعز من الصهيونية العالمية ومن يقرأ كتاب بروتوكلات حكماء صهيون لا يستغرب مما نقول.

أعزي نفسي ثم أعزي إخواني المستضعفين في بورما من مسلمي الروهينجا في مصابهم الأليم وشهدائهم الكرام ومحنتهم القاسية، أدعو الله تعالى أن يفرج كربهم وينصرهم على عدوهم.

(اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم) قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبته إلا كساه الله عز وجل من حلل الكرامة يوم القيامة) وأشد على أيدي إخواني وأذكرهم بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (قد كان من قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض فيجعل فيها ثم يؤتى بالمنشار فيوضع على رأسه فيجعل نصفين ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه ما يصده ذلك عن دينه) أبشركم بقول الله تعإلى «إن من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين».

وأما نصيحتي للأفراد والجماعات والأحزاب والدول الإسلامية في كل مكان في العالم، لا يمكن بحال لمن اتخذ الله ربا والإسلام دينا ومحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا وآمن حقا بأن «إنما المؤمنون إخوة» ويدع إخوانه المسلمين في بورما تحت مقصلة الوثنية الحاقدة الفاجرة وهو يحيا عزيزا آمنا مطمئنا فأحب لأخيك ما تحب لنفسك تكن مسلما (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره) ايها المسلمون في كل مكان تحركوا لوقف هذه المذابح الوحشية لأناس كل جريمتهم أنهم آمنوا بالله ورسوله.

أدخلوا عليهم السرور وعزوهم وأعينوهم يا من تؤمنون بالله واليوم الآخر أذكركم (إن أحب الأعمال إلى الله تعالى بعد الفرائض إدخال السرور على المسلم)، (من مشى مع مظلوم حتى يثبت له حقه ثبت الله قدميه على الصراط يوم تزل الأقدام) أيها المسلمون أثير فيكم عزة الإسلام ونخوة العروبة لله العزة ولرسوله وللمؤمنين.

أين نصرة المظلوم وإغاثة الملهوف وتفريج الكروب؟ قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (لا يقضي أحدكم موقفًا يقتل الرجل فيه ظلما فإن اللعنة تنزل عليهم حين لم يدفعوا عنه)، وفي الحديث القدسي الجليل قال الله تعالى (وعزتي وجلالي لأنتقمن من الظالم في عاجل أمره أو آجله ولأنتقمن ممن رأى مظلومًا يظلم فقدر أن ينصره فلم يفعل له).

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

عرض التعليقات
تحميل المزيد