أثير جدل كبير في مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا حول نزال الجودو في أولمبياد ريو دي جانيرو الذي جمع بين اللاعب المصري إسلام الشهابي والإسرائيلي أور ساسون.
حيث دار الحديث قبل النزال حول انسحاب الشهابي أو عدم انسحابه من المواجهة، وترددت أنباء عن تهديد الاتحاد المصري للشهابي بسحب جنسيته في حال اختياره للانسحاب.
على كل الأحوال قرر الشهابي خوض النزال الذي خسره قبل دقيقتين من نهايته، لكن اللافت هو رفض الشهابي مصافحة اللاعب الإسرائيلي بعد النزال كما هو معتاد.
عديدة هي المناسبات التي رفض فيها رياضيون عرب التطبيع وسجل آخر انسحابٍ الأحد الماضي بالرياضة ذاتها حيث رفضت السعودية جود فهمي مواجهة لاعبة إسرائيلية.
لا شك أن منافسة إسرائيليين في أي مناسبة رياضية هو أحد أشكال الاعتراف بدولة الاحتلال وليس في اختيار الانسحاب هروبٌ من المواجهة أو دليل على نقص المهارة.
فتضحية الرياضي بالبطولة رفضًا للتطبيع هو قرار أكثر شجاعة من المواجهة وكون الرياضة تصنف ضمن ألعاب «فنون القتال» لا يُحتم ضرورة المواجهة ولا يلغي صفة التطبيع.
لكن لنتوقف برهة قبل الحكم على إسلام الشهابي ونقدر حجم الضغوط الملقاة عليه من اتحاد بلاده الذي أصدر بيانًا بعد المباراة أكد فيه تنبيهه على الشهابي بالالتزام بالروح الرياضية، واعتبر البيان رفض الشهابي للمصافحة قرارًا شخصيًا.
بالإضافة إلى الضغوط من الاتحاد الدولي للجودو الذي كان سيحرم الشهابي من اللعب في منافسة دولية مرة أخرى في حالة قراره بالانسحاب دون وجود إصابة طبية.
فيما قال متحدث باسم الاتحاد الدولي بحسب الوكالة الفرنسية أنه لا يوجد ما يُلزم اللاعب بالمصافحة بعد النزال، لكن سيتم دراسة اتخاذ إجراءات بعد انتهاء الألعاب الأولمبية، واعتبر المتحدث قرار الشهابي بالمشاركة تقدمًا كبيرًا.
خاض الشهابي النزال بإرادته أو مُرغمًا لكن يُحسب له اختياره الاستماع إلى أصوات الجماهير المستنكرة عدم مصافحته لمنافسه، ومحاولته التنصل من تبادل الانحناء للتحية.
السؤال المطروح هنا لماذا نلوم الرياضي العربي الذي يُترك وحده ليتحمل الاختيار بين التضحية ببطولة انتظرها طويلًا أو التضحية في اختيار المشاركة وتحمل الانتقادات والاتهامات.
على الاتحادات العربية إذا كانت حقًا معنية بتوسعة حالات رفض التطبيع العمل بشكل موسع والتفاوض مع الاتحادات الدولية لتجنيب اللاعبين خطر العقوبات في حالة رفضهم خوض المواجهات التطبيعية.
لكن يبدو أن القرار السياسي المحرك لهذه الاتحادات يسعى إلى تطبيع العلاقات الرياضية مع الكيان الصهيوني، ويرى في إحراج الرياضيين ووضعهم في زاوية الاختيار الضيقة وسيلة لإحداث خروقات في المجتمعات العربية تمهد لحالات أوسع من التطبيع.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست