تمهيد لا مفرّ منه
في البدء كانت الهبّة، والقصد هنا ذلك التدفق الجماهيري الكبير الذي رأيناه في ميادين مصر وشوارعها المختلفة طيلة ثمانية عشر يومًا، وأصبح طوفانًا أطاح ببساطة بنظام تحللّ بفعل الزمن، والهبّة هي الهيجان أو الفوران غير المنظّم الذي يفتقر للعقل المدبّر ويعتمد الفعل العفوي، فلما سقط النظام المباركي وتداعت أركانه، انفضّ الجمع بعد أن اختلفوا فيما بينهم، دانت الثمرة فذهبت لمن يتربصّ بها، ثم عاد كل شيء سيرته الأولى.
أثر الفراشة
قيل إن خفقة واحدة من جناج فراشة في مكان ما قد تؤدي لتداعيات تصل لدرجة الكارثة أو تقاربها في مكان آخر. وأن الحدث الصغير، على الرغم من تفاهته، قد يُحدث تبعات جسام. لدرجة تصح معها مقولة أنه (لو علمنا الغيب لاخترنا الواقع).
تتذكر شعوب المنطقة وزعماؤها القول المأثور الذي نمرّ عليه مرورًا عابرًا (لو علمت الغيب …) فهل لو أدركنا أو علم هؤلاء ما كان غائبًا عنهم، فهل كان بمقدورهم إيقاف عقارب الساعة ومنع الفراشة أن ترفّ بجناحيها؟
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست