تحاول سلمى يوميًّا وباجتهاد، وباستخدام طرق البحث العملي معرفة مفاتيح بناء العلاقات الاجتماعية. لا تريد كلامًا عشوائيًّا ولا أبحاث ويكبيديا ولا سكولار جوجل، ولكنها تريد طرقًا عملية تثبت فعاليتها من حياتها اليومية تستطيع بها أن تحصل على صديقة مدى الحياة دنيا وآخرة. تفكر كل يوم وتجرب وتسأل مشاعرها لتصل إلى نتيجة ما. تحلم سلمى بقائمة من 30 سلوكًا إن فعلتهم بتكرار واستمرار كل شهر تحصل بها على صداقة جديرة فتكتشف التالي:
- أشعر الآخر أنك تصدق ما يقوله أيًّا ما كان يقوله. لا يعني ذلك بالضرورة أنك فعلًا تصدقه، لكنك تريد أن تكسب ثقته وهذه أول خطوة على درج التآلف مع الآخر. وطبعًا يفيدك أن يكون هناك موقف لا يصدق الآخرون ما يقوله هذا الشخص، ثم يجدك أنت مصدقًا له فتميل نفسه إليك بشكل تلقائي. هل تعرف تلك الأم التي تدافع عن ابنها أمام الناس وإن كان مخطئًا ثم تكلمه لاحقًا في الموضوع بعد مضي فترة من الزمن؛ لأنها تعلم أن عليه جزءًا من الخطأ وهكذا عليك أن تفعل.
- في الوقت الذي يمنح أحدهم الحلوى للجميع باستثناء البعض، كن أنت الذي يمنح صديقك المنشود ما حرمه الآخرون منه، أو ما تستطيع تقديمه له بأي حال. إن الشعور بالدعم للخروج من مساحة الاستثناء والدونية أمر مهم في بناء أي علاقة.
- الهدية تأسر النفوس مهما كانت صغيرة، وطبعًا في حال اجتهادك لمعرفة ما يحبه الشخص ستقترب لقلبه أكثر.
- امنح من تريده صديقًا لك المال سواء تريد تبارك له بمناسبة ما، أو تريد مساعدته في سد دين ما فإن هذه الخطوة يهملها الكثيرون، ولكنها تساعد في بناء العلاقات بشكل ملفت لدى الكثيرين. ليس بالضرورة طبعًا أن تمنحه مبلغًا كبيرًا لشخص لا تعرفه فانتبه.
- اطلب مشورة الشخص في قرار ما يبدو مهمًا بحيث تخبره بما يدور في فكرك، وتبلغه عن مدى حيرتك، وتستمع له ولرأيه ثم تأخذ برأيه، وستجد أنه في قمة السعادة بك، وتتقدم خطوة في قلبه.
- أعطِ صديقك الفرصة يتولى أمرك. ببساطة اطلب منه المساعدة في الذهاب إلى محل تصليح الساعات، أو أن يقوم هو بهذا الأمر لك إذ إن المحل موجود بجانب منزله. الأصدقاء الحقيقيون يحبون إسداء الخدمات الصغيرة لبعضهم البعض؛ لأن ذلك يعبر عن ثقتهم بقدرات بعضهم البعض.
- تصرف بعلم صديقك، أي ببساطة أخبره في إحدى المرات عن جدولك أو مخطط نهاية الأسبوع مما يشعره أنك تعتبره فردًا من العائلة أو مقربًا بما فيه الكفاية.
- قل كلامًا طيبًا، واشكر صديقك باستمرار. أخبره أنك لا تستطيع أن تعيش من غيره، وأنه مهم جدًّا في حياتك، وطبعًا أنوه لك هنا أن من تسعى لتوطيد علاقتك به بهذه التصرفات هو شخص يستحق منك هذا الاهتمام، ولديك هدف بعيد المدى في صداقتك به.
- امدح صديقك وهو مفتاح مهم لقلوب من نبغي التقرب لهم. امدحه بما فيه، وطبعًا تنبه إلى أن بعض النفوس لا تتأثر بالمدح لذا لا تكثر بمناسبة وغير مناسبة، ولكن امدح صديقك في مجلسك. بعض الناس يقدرون صداقتك حين يرون صداقة غيرهم لك، وهو طبع صعب التعامل معه؛ لأن أصله يأتي من أن الشخص لا يحبك حقيقة؛ بل يحب ما يحصل عليه من شعور عندما يتنافس مع غيره، وقد صدمت شخصيًّا ممن يستخدم هذا الأسلوب في التحفيز؛ إذ إنه فعال مع هذا النوع من الشخصيات، وبأي حال فأنا لا أفضله لأن من يريد صداقتك بناءً على رغبة الآخرين بك فهو ليس صديقًا حقيقيًّا.
- أخبر من تحب أنك تحبه وتريده صديقًا، أخبره أنك تحبه في الله.
- شاركه بعمل في ثواب ديني أخروي، وليس فقط دنيوي.
- أرسل رسالة له معها صورة ورد مثلًا، أو تشاركه نكتة أو مقالة قصيرة أو (بوست) أعجبك فهذا يعزز التواصل بينكما.
- اتصل به واسمع صوته، وأسمعه صوتك، واسأل عليه واطمئن عليه.
- لا تقارن صديقك إلا عندما ينجح ويفشل غيره، وبهذا تستطيع أن تعزز إعجابك بنجاحاته ودعمك له.
- أخبره عن عيوبه بينك وبينه فقط، فمن يحبك ينصحك ويرشدك برفق ومحبة ومودة، ويختار أفضل الأساليب. وشخصيًّا أفضل صداقة من ينصحني ويريدني أن أتحسن، وأكون أفضل، على شخص يريدني أن أقف في آخر الصف لأنه يخشى على مشاعري على حسب قوله. لا تكثر من إخباره بما ينقصه، ولكن ركز على سلوك معيب لديه مثلًا أو اثنين يستطيع تحسينها بسهولة.
- عامل صديقك بما يحب، فإن عرفته لا يحب ارتياد المقاهي لا تطلب منه ذلك، واذهب معه للأماكن التي يحبها.
- اهتم بصديقك عاطفيًّا في الحب والصداقة، فالعلاقات الإنسانية نصفها اهتمام.
- امنحه من وقتك وخصص له زمنًا أو أوقاتًا معينة.
- شارك صديقك في نشاط يحبه ويهتم به، فإن كان مثلًا يسجل في نادٍ رياضي؛ فاشترك معه مدة شهر مثلًا. وإن كان يذهب لحلقة ثقافية أسبوعية؛ فاشترك معه مدة شهر أو بضعة أيام.
- في حين أني لا أعترف بمبدأ الصداقة معتمدة على وجود إخوة يوسف ومن شابههم، فإني أنصحك إن أردت اتخاذ صديق أن تحاول مشابهته قدر الإمكان، يشعر بالألفة منك، وطبعًا أفضل شخصيًّا من يختلف عني ولا يحبني، ولكني لا أنكر أهمية هذه الخطوة في فتح أبواب القلوب لك. اشترِ ثيابًا لك ولصديقك بنفس الموديل وارتدياه معًا، ولربما تهديه سوارًا أو تطلب منه مشاركتك في شراء إكسسوار كعلاقة المفاتيح بنفس الشكل لتتذكره بك باستمرار. التفاصيل الصغيرة تؤثر عندما تكون كثيرة.
- كن صادقًا في نيتك في التقرب من الشخص ليكون صديقًا لك، وأعطه الفرصة ليثبت لك حسن نيته. وكذلك كن صادقًا في كلامك، وابتعد عن التلاعب، ولا أعني هنا أن تكون فظًّا بالكلام؛ بل ببساطة صادق وليس مباشرًا دائمًا فلكل مقام مقال ومراعاة لحال الشخص.
- من كثر خلافه طاب غيبته كما يقال، ولذا احرص على عدم الخلاف مع الصديق إن أردت التقرب منه، وهذا لا يعني قطع الحوارات معه أبدًا؛ بل بالعكس تريد إبقاء قنوات الاتصال معه مفتوحة؛ بل ومجدولة نوعًا ما بمعنى متكررة وليست روتينية، لكن كلما دقت الخلافات الباب قم بتغيير الموضوع، إذ من المهم أن تحافظ على جو غير نكدي على الإطلاق في كل لقاء، وتعزز ذلك، فإن حصل خلاف ليكن مرة من أصل عشرة لقاءات مليئة بالمرح. إن كانت العلاقة متوترة اترك نقطة الخلاف إلى وقت آخر حتى لو تطلب ذلك تأجيل الموضوع شهورًا، وفكر بالأولويات حين تريد توطيد الصداقة.
- أعط لصديقك الفرصة ليتصرف معك بالمثل.
- بعد تطبيق النصائح أعلاه مدة أربعة وعشرين يومًا من الشهر، أعطِ صديقك بضعة أيام مساحة حرة من البعد ليشتاق لك.
ويعيش حياته دون إحراج من وجودك وتقبل أن تواجدك لوقت قليل يوميًّا لأيام الماضية هو أمر طيب، ويعد خانقًا للبعض؛ لذا لا يجعل ذلك لك الحق أن تأخذ وقته كله؛ بل احرص على أن يكون له أصدقاء غيرك أيضًا. تذكر أيضًا أن تتعرف على حدودك معه وتلمسها، فبعض الناس لا يحبون الاختلاط بأعز أصدقائهم سوى عشرة أيام شهريًّا فقط، وربما أقل بكثير.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست