في مارس الماضي قمت بزيارة لوادي السيليكون بولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، الهدف الأول من الزيارة كان الاطلاع علي تجربة عدد من الشركات الناشئة هناك، وكيف تحول هذا المكان إلى منصة لانطلاق أكثر الشركات نحاجاً في العالم خاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات.

خالد حسين اسم تكرر أمامي كثيراً بصفته مثالاً لشاب عربي استطاع أن يؤسس شركة أصبحت من أكبر الشركات في وادي السيليكون، بعد عدة محاولات استطعت ترتيب موعد مع خالد خلال عادته اليومية بالجري صباحاً علي ضفاف شواطئ سان فرانسيسكو الجميلة، دار بيننا حديث شيق حول ريادة الأعمال في أمريكا والعالم العربي، وانتهي اللقاء على وعد بالتواصل.

منذ شهرين راسلت خالد للحصول على عدة أجوبه تساعدني في كتابة هذا التقرير الذي سأحكي فيه عدة جوانب من قصة خالد التي تشكل إلهاماً حقيقياً لشخص فعل الكثير خلال سن صغيرة واستطاع دون جلبة تحقيق نجاح في وادي السيليكون مقر الفيس بوك وجوجل والمكان الأصعب والأكثر تنافسية في العالم.

شركة Tilt التي أسسها خالد هي منصة عالمية تعمل في مساعدة الناس علي جمع الأموال لصالح نشاطات اجتماعية قد تكون تنظيم رحلة أو عمل خيري أو حتى بناء جسر، الشركة وفقاً لتقرير نشره موقع Techcrunch في مايو الماضي تجاوزت قيمتها 400 مليون دولار.

 

 
تخرج خالد من جامعة مصرية، وهو من الجيل الثالث لأسرة عملت طوال حياتها في مجال الأعمال، ريادة الأعمال صفة ورثها خالد عن أبيه وجده، يذكر خالد أن المهارة الأهم التي تعلمها هي مهارة حل المشاكل، ورغم أنه يعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات، إلا أن أول جهاز كمبيوتر رآه خالد في حياته كان في سن الثامنة عشر في الجامعة!

يقول خالد أنه كان مبهوراً بتفاعل الطلاب مع هذا الجهاز وفي تلك اللحظة أدرك أن التكنولوجيا ستلعب دوراً هاماً في حياة الإنسان مستقبلاً وبدأ يفكر في كيفية استخدام هذه الأداة في مساعدة الناس على تحقيق حياة أفضل.

لم تكن بدايات خالد في الولايات المتحدة الأمريكية سهلة على الإطلاق، عندما وصل خالد إلى أمريكا كشاب مصري حديث التخرج واجهته عدة عوائق كان عليه العمل بجد لتجاوزها، يقول خالد مازحاً أن تحدث الإنجليزية كان واحداً من تلك العوائق التي واجهته، لم تكن لدي خالد مشكلة في كتابة أو قراءة الإنجليزية، ولكنه كان يعاني للتحدث بطلاقة.

لحل هذه المشكلة وكعادته طلب خالد من زملائه أن يقوموا بتصحيحه في كل مرة ينطق فيها الإنجليزية بشكل غير سليم، لم يخجل خالد من محاولات زملائه المستمرة لتصحيح نطقه فقد كان هدفه واضحاً وهو تحدث الانجليزية بطلاقة.

يتحدث خاد عن شركته Tilt بكثير من الشغف، الشركة في نظر خالد ستتمكن خلال سنوات قليلة من الوصول إلي ملايين المستخدمين حول العالم؛ لتساعدهم علي عيش الحياة بالطريقة التي يحبونها مع الأشخاص الذين يحبونهم، هذه الأداة ستعطي الناس القوة لجمع الأموال لصالح أعمال اجتماعية وخيرية، وستساهم في حل الكثير من المشاكل، وجعل العالم مكاناً أفضل للجميع.

السؤال الأهم الذي كنت أنتظر إجابة خالد عليه كان عن موقفه من ريادة الأعمال في العالم العربي، وهل هناك فرصة للشباب العربي في تحقيق نجاح في وطنهم الأم بعيداً عن التفكير في الهجرة؟

يعتقد خالد أن هناك فرصة كبيرة لتحقيق نجاح في مجال ريادة الأعمال في العالم العربي، شاهد خالد العديد من المبادرات في العالم العربي كشركات ناشئة وحاضنات أعمال ومستثمرين يتجهون لتمويل شركات ناشئة، من وجهة نظره فإن التعليم يشكل جزء مهماً للغاية من عملية ريادة الأعمال، وعلى رواد الأعمال أن يدركوا أن ريادة الأعمال هي مهارة حل المشاكل، كرائد أعمال مهمتك هي خلق فرص عمل مساعدة الناس وتغيير العالم ليصبح مكاناً أفضل، الحكومات كذلك عليها أن تضطلع بدورها في تسهيل الإجراءات ومساعدة الشباب علي تأسيس شركات ناشئة.

هناك فكرتين يود خالد أن ينقلهم إلى الشباب في العالم العربي بناء على خبرته كرائد أعمال، الأولى هي الرياضة حيث نشأ خالد كرياضي وعلمته الرياضية الكثير في مجال ريادة الأعمال كالتدريب اليومي والقدرة على العمل في فريق، ومؤخراً بدأ خالد في كتابة مدونة يتحدث فيها عن ريادة الأعمال من وجهة نظر رياضي.

الفكرة الثانية أن على الشباب في العالم العربي اتخاذ قراراتهم بأنفسهم، أن يقوموا بفعل أشياء فقط لأن الآخرين يفعلونها هو أسوأ ما يمكنهم القيام به، عليهم أن يكونوا مختلفين وأن يجدوا طرقهم بأنفسهم.

الكتاب الذي ينصح خالد الجميع بقراءته هو كتاب كيف تقرأ كتاب لمورتميل ادلر حيث إنه واحد من كتبه المميزة طوال الوقت، الملهم في خالد أنه مر بجميع ما يمر به شاب مصري يعاني من مشكلات التعليم والنمو في العالم العربي، لكنه بجهد مميز استطاع أن يحفر طريقة في مجال ريادة الأعمال في أصعب الأماكن علي وجه الأرض، وادي السيليكون.

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

عرض التعليقات
تحميل المزيد