هدأت عاصفة إسقاط القاذفة “سوخوي 24″ الروسية التي أسقطتها تركيا، وبدأ يظهر الحقائق المترتبة على أقدام تركيا بطعن روسيا، يظهر على السطح من الغضب والتصعيد والاحتقان من الجانب الروسي فبعد أن نشرت روسيا صواريخ S400 في سوريا وإقامة حظر جوي فعلي فوق سوريا غير معلن، وإرسالهم طائرات الإنذار المبكر التي يمكنها كشف كل شيء حول سوريا من تحركات عسكرية. “بهذا حققت لتركيا مطلبها بإقامة حظر جوي فوق سوريا، والعكس هو الصحيح”.

فإسقاط الطائرة وقتل أحد طياريها أخذا، ويأخذان منحى انتقامي وبدأت روسيا باتخاذ إجراءات قوية، ففي المجال الاقتصادي فقط أصدر “بوتين” قرارًا بمنع دخول الأتراك من دون تأشيرة دخول إلى روسيا، ومنع توظيف الأتراك في روسيا، وإيقاف الرحلات السياحية إلى تركيا.

وبحسب المحللين السياسيين الروس هذا فقط البداية وأن العمل العسكري ليس مستبعدًا من الإجراءات الروسية القادمة، وأن الرئيس “بوتين” يفكر جديًّا بدعم الكرد في تركيا سياسيًّا، وقد لمح بعض المسؤولين الروس إلى هذا الإجراء.

اليوم بدأ أردوغان يتراجع عن عنترياته ويبدي حزنه على إسقاط الطائرة الروسية

بعد أن رأى نفسه وحيدًا، حيث لم يحالفه الحظ في استدراج روسيا و”الناتو” للمواجهة في إطار صراع الأقطاب، وتخلي حلفائه عنه وعلى رأسهم الولايات المتحدة التي لم تساند تركيا حتى بخطاب لفظي، الرسالة التي وجهها الحلف لتركيا “تقول كان باستطاعة تركيا تجنب الدخول في صراع مع روسيا لخرقها أجواء تركيا 17 ثانية بالطرق الدبلوماسية، ولا يمكن لـ17 ثانية أن تكون سببًا في مواجهة بين الحلف وروسيا، وأن الحلف لن يكون العون لمن يغرق أوروبا باللاجئين” ويريد استدراجها إلى حرب عالمية.

في السياسة “ليس هناك عدو دائم ولا صديق دائم”، من هذا المبدأ على الروس أن يثبتوا أنهم بالفعل يريدون مساندة الكرد في نيل حقوقهم وليس عندهم مانع في أن يكون للكرد دولة مستقلة أو حكم فيدرالي في الدول التي تحتل الوطن الكردي.

أولًا– الاعتراف الرسمي بالإدارة الذاتية في غربي كردستان ومساندتها سياسيًّا وعسكريًّا واقتصاديًّا.

وثانيًا– الضغط على حليفتهم إيران أن تدخل مع الكرد في مفاوضات جدية والاعتراف بحقوقهم المشروعة.

ثالثًا– طرح القضية الكوردية في تركيا على الأمم المتحدة، وفتح قنوات مع الكرد في الشمال كردستان.

وقتها سنفكر أن الروس جادون في مساندة الكرد… ولسنا أوراق ضغط على أحد، ولن نكون حتى إذا كان “عدونا”. لقد تغير الزمن ومعها تغير الكرد لم ننس “جمهورية مهاباد”.

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

المصادر

عرض التعليقات
تحميل المزيد