الزعيم ومن غيره يستحق حمل هذا اللقب، إنه وبدون شك محبوب الملايين وقاهر الملايين أيضًا، محبوب ملايين المسلمين وغيرهم داخل بلاد الترك وخارجها، قاهر الملايين من أعداء النجاح.
عرفتموه بدون شك أنه الزعيم التركي رجب طيب أردوغان، الزعيم الذي أعاد أمجاد العثمانيين، والذي بعث الرجل المريض من مرضه ونفخ فيه روحًا جديدة، فأصبحت تركيا العثمانية بفضل حنكة هذا الرجل وفطنته، ضمن مصاف كبار دول العالم، أصبح الاقتصاد التركي ضمن أقوى 10 اقتصاديات في العالم.
لقد كانت تركيا قبل أردوغان تعيش سنوات من الظلام غارقة في بحر من الانقلابات والصراعات حول السلطة، غارقة في سيل من الديون الخارجية، التي تفرض تبعية مذلة للدول الغربية المتحكمة في أموال العالم، والتي تبسط المال لمن تشاء وتغدق عليه من الديون والخطوط الائتمانية؛ ما يجعله عبدًا لنعمتها ينفذ أوامرها بالحرف.
تركيا في يوم من الأيام قررت التمرد على هذا الوضع، والحد من تبعيتها للخارج، وأن تعتمد في المقابل على نفسها، فأقسمت ألا تأكل إلا ما تزرعه وتحصدها بأيديها، وأن تنتقل من الاستهلاك إلى التصنيع والتصدير. كل هذا وأكثر بدءً مع صعود حزب جديد إلى السلطة بزعامة رجب طيب أردوغان سنة 2002.
حيث انتقلت تركيا، بعد صعود أردوغان للسلطة، من المرتبة 177 إلى الرتبة 17 في ترتيب اقتصادات دول العام عام 2015، وارتفع الدخل الفردي السنوي بتركيا من 3300 إلى 10 آلاف و800 دولار؛ مما أدى إلى اتنعاش الاقتصاد التركي، فانخفضت نسبة الفقر من 44% إلى 22% عام 2012، وتمكنت تركيا خلال عام 2013 من تسديد كل ديونها لصندوق النقد الدولي، لتنتهي بذلك من عصر الظلمات والاستدانة الذي خيم على بلاد الترك لمدة 52 عاما، وتتخلص من تبعيتها للدول الخارجية. وكان الزعيم أردوغان قد صرح خلال حملته الإنتخابية الأخيرة، أن تركيا ستصعد نحو مصاف الدول المتقدمة، أي أنها ستكون من العشرة الأوائل في العالم.
وفي السياحة أصبحت تركيا سادس بلد جذبًا للسياح عالميًا؛ فقد وصل عدد سياح مدينة إسطنبول وحدها 109 ملايين شخص خلال 15 عامًا، نعم تأمل معي هذا الرقم الفلكي من السياح الذي حققته مدينة واحدة في تركيا، والذي تحقق خلال فترة أردوغان، وتتجه تركيا اليوم لاستقبال 40 مليون سائح خلال سنة 2018.
وفي المجال العسكري أصبحت تركيا تدافع عن نفسها بالبندقية التي تصنعها، فقد أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أكثر من مناسبة أن بلاده تنوي الامتناع بشكل تام عن استيراد منتجات الصناعات الدفاعية بحلول عام 2030.
فتركيا اليوم تصدر صناعاتها العسكرية إلى العديد من دول العالم، منها ألمانيا وأمريكا وبريطانيا، وتنتج ما نسبته 54% من احتياجاتها العسكرية.
هذا فضلًا عن المطارات العالمية، وخطوط السكك الحديدية وشبكات المترو، والجسور الضخمة، ونفق تحت البحر يربط القارة الآسيوية بالأوروبية. ويذكر أن الرئيس التركي أردوغان افتتح مؤخرًا أكبر مطار في العالم في مدينة إسطنبول.
وفي التعليم: عماد تطور كل أمة، أصبح دخول المدرسة إجباريًا حتى مرحلة الثانوية العامة، وتتم معاقبة رب الأسرة إذا منع أبناءه من الدراسة. وازداد عدد الجامعات من 76 جامعة إلى 186، ولا ننسى زيادة الإنفاق على التعليم أيضًا.
إن هذه النجاحات التي حققتها تركيا، البلد المسلم تحت قيادة زعيم يستمد قوته من اعتزازه بالإسلام، ومن قاعدة جماهيرية شعبية واسعة، تؤرق الغرب أيما أرق، وما محاولة الانقلاب الفاشلة التي أفشلها الشعب التركي إلا دليل واضح على نوايا أعداء تركيا.
إن شخصًا ارتقى ببلاده وانتشلها من القاع وأوصلها للقمة لا يمكن أن يكون إلا أردوغان الزعيم.
هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست