لم يكد يمر علينا يوم منذ مطلع الثالث من يوليو عام 2013، إلا وكارثة هي أدهى من أختها تحل على مصر وأهلها، وكأنما يريد الله أن يعاقب “من قادوا الثورة المضادة ومن دعموهم ومن سكتوا عنهم”، على محاولات إفشالهم للرئيس مرسي، بفشل لا ينفك عنهم، يرى أثره في العالمين ولا يستطيع أحد أن ينكره, ذلك “إن الله لا يصلح عمل المفسدين”.

فعلى الرغم من شعار قائد العسكر “بكرة تشوفوا مصر” إلا أنه لم ينجُ قطاع من قطاعات الدولة من حالة الفشل والارتباك على مدار الفترة الحالية من حكم العسكر، والذي يترجم في كثير من أحيانه إلى كوارث تعصف بالوطن والمواطنين، وكل واحدة منها كفيلة بأن تقدم الحكومة الاستقالة بسببها كما يحدث في الدول التي تحترم شعوبها, ولكن تبقى شماعة الإخوان جاهزة ليعلق عليها الحاكم العسكري كل أسباب الفشل دون تردد ولا ريب.

ففي قطاع النقل والمواصلات، تأتي الكوارث تباعًا، كان آخرها اصطدام قطاري المترو بخط العباسية لأول مرة منذ إنشاء مترو الأنفاق وإغلاق هذا الخط إلى أجل غير مسمى، وفي ذات اليوم حريق بقطار بمحطة رمسيس وانهيار كوبري على الطريق السريع بالمنصورة، وسبقه كارثة غرق المركب المحمل بالفوسفات في نهر النيل وما يترتب على ذلك من آثار كارثية على البيئة وصحة الإنسان لا يعلم مداها إلا الله، ومن قبله كارثة تصادم السيارات على طريق الإسكندرية الصحراوي، وكارثة إطاحة القطار بحافلة تُقل ركابًا من الفيوم فتودي بحياتهم, وهكذا حتى يصيبك التعب من الاسترسال لكثرة الكوارث في هذا الباب.

وفي قطاع الصحة حالات تسمم جماعي بمحافظة الشرقية تتراوح ما بين خمسمائة إلى ألف مواطن، حسب التصريحات الحكومية وغير الحكومية، وقد سبقتها حالات تسمم بالمدينة الجامعية بجامعة الأزهر، ثم حالات إصابة جماعية بالتيفويد بمحافظة سوهاج، ومن قبلها فضيحة عالمية لجهاز “الكفتة” علاج الالتهاب الكبدي.

أما قطاع الزراعة ففشل في مشروع استصلاح مليون فدان وفي انهيار زراعة القطن بعد إعلان الحكومة عدم دعم الفلاح وامتناعها عن شراء المحصول، ثم انهيار في زراعة بعض المحاصيل كالخضر والفاكهة نتيجة لمنع التصدير، وانهيار زراعة القمح نتيجة لانخفاض أسعار الشراء، وانهيار الزراعة بصفة عامة نتيجة لرفع أسعار الأسمدة.

ثم نسمع عن انفلات القمر الصناعي الثاني في الفضاء وعدم السيطرة عليه نتيجة لأخطاء في أوامر التشغيل، ليحقق ذلك خسائر تصل إلى ثلاثة مليار جنيه.

وانهيار في قطاع الصناعة، ناتج عن عدم توفير مواد الطاقة، وارتفاع أسعار المواد الخام وبخاصة المستوردة من الخارج.

وفي قطاع الرياضة إخفاق في كل المحافل الرياضية الدولية، وكارثة ضحايا ألتراس زملكاوي، ومباريات بدون جمهور.

وتدنٍ في منظومة التعليم فتأتي مصر في المرتبة الأخيرة في جودة التعليم، بالإضافة إلى مهزلة حرق الكتب.

وفي القطاع المالي والاقتصادي، انهيار لقيمة الجنيه أمام الدولار، وارتفاع جنوني للأسعار، وتدهور الأجور, وعجز الموازنة، وانهيار البورصة.

وفي مجال الاستثمار، هروب رؤوس الأموال، وانسحاب الشركات الدولية من الأسواق المصرية، وانهيار السياحة.

وفي مجال الإسكان فشل مشروع المليون وحدة، والتراجع عن مشروع العاصمة الجديدة.

وفي السياسة الخارجية، فشل في مفاوضات سد النهضة وفي ترسيم الحدود البحرية مع قبرص وإسرائيل ينتج عنه فقدان لحقول الغاز بالبحر المتوسط.

وعلى الرغم من كل هذا الفشل المتتابع لم نجد مسئولًا يُحاسب أو حكومة تُقال، بل وجدنا تبريرًا عبثيًا للمسئولين، أو تحميلًا للأخطاء على شماعة الإخوان، لكن الأغرب أن تجد من يصدق ذلك ويدافع عنه، وكأنه مكتوب علينا أن يحكمنا الفاشلون, الذين لا يستطيع أحد محاسبتهم أو إقالتهم لأنهم “شعار المرحلة”.

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

عرض التعليقات
تحميل المزيد