تلك كلمات مال بدفتيها موج أفكاري الخاصة لا أجرؤ أن أروج لها أو أجادل بها فهي ليست بذاك الرسوخ حتى بباطني أنا. إنما هي رحلة اطلاع أطوف بها هنا وهناك فأستحضر معكم ما شعرت شحيحًا ببذل حروفي فأنبئكم ببعض درب التمست، ولو مط اتساع المقال أطرافه لخَبرتكم بكل دربٍ قطعت.

باتت العزلة أدفأ احتضانة أصادفها بالحياة أنشدها فتُسائلني عن بلائي بين السواد، تجادلني ريثما تنفض عني رياء الحياة، لكن تلك المرة قصدتها راغبًا بإسهاب معطيات تقصيتها بمقصد الحب. كان دربًا منهِكًا تشعب أكثر مما استقام فجلدتُ على أمل أن آوي الجواب بمعضِلتي. علّ الفكرة العدمية اكتنفت فؤادي حينها تزامنًا لإنهاك الجثمان وعتمة طوق العينين. شردت متسائلًا: ماذا يقبع أسفل قناع الزيف المرقش بالمشاعر وما كُنه الحب؟ أهو مس ملائكي أم محض هراء يتغنى به التعساء؟ هل هو سد الحاجة أم فقط آلية الطبيعة للتمتع بكثرة التعداد؟

هممت بتجريد بني البشر من كل ما ميزهم، فمحوت بناظريّ قيمتهم المفرطة مُخترقًا جلودهم وما دون ذلك، اختلست نظرة بماض أصولنا التطورية للقُبلات فالإعجاب فموازين الجمال ملتفتًا تارةً لذَكَر الهوموسبيان وتارةً لأنثاه. رست بي جميع المشاعر مرغمًا بشط الموائع التي تناصر أدمغتنا وتٙثور على حواسنا مما يُنكل ديكتاتورية الذات، تلك الموائع المسماة بالهرمونات. انغمس فِكري بطبيعة كيميائيتها أولًا فلاحَقتُ الموثِقٙة علاقتها بالحب، بدءًا بهرمون السيرتونين والذي لوحظ قلة إفرازه بعشاق مراحل الحب الأولى مماثلين ذلك بمعاشري الوسواس القهري، وكفى بصدق التشبيه تبيانًا لهوس تلك المرحلة. يٙسكُب هرمونا الدوبامين والأوكسيتوسين ارتواءة التعلق واليوفريا بفؤادك، ولا لنا أن نبخس حق هرموني الأدرينالين والكوريتزول بتأجج القشعريرة وما يضرِمان بك من خفقان متزايد واكتساء وجنتيك لون الدم. إنها حقًا شبكة حريرية معقدة تلفها لزوجة الهرمونات ولن تثبت خيوطها إلا قليلًا قبلما يفتق الحب شرنقته معلنًا ولادة روحين خُيل إليهما امتزاج ذواتهما بالحياة. وفي تجربة حاذقة للغاية، تٙزعم امرأة جذابة أنها باحثة بعلم النفس وتلتقي مع عدد من الرجال فوق جسر مخيف معلق بالهواء وتلاقي آخرين فوق جسر مؤمن بالكامل، تعطي الجميع صورة لفتاة كي يخطّوا قصة قصيرة توافق انطباعهم عنها وبالأخير تزودهم برقم هاتفها الخاص في حال باتوا مبالين بتفاصيل أخرى، زاد عدد رجال الجسر المخيف بمهاتفتها بل وأيضًا كانوا أكثر بخط قصص قصيرة ذات محتوى عاطفي أو جنسي، هل فطنتم المقصد؟حسنًا، سأمدكم بلمحة تُنبِئ «أن الإنسان كائن قادر على إعطاء الانفعال الهرموني معانيَ معرفِية».

ربما يُسخِطك استفهام هنا عن صراع ثنائية المشاعر والهرمونات، من يسود منهما الآخر؟ لندع التلبية لكم كما ودعنا استفهامها، فنحيب خواطري يلاحقني بعدما نقصت وعدي لها بإنبساطة المقال لتلوح هى وهى فقط بكل زواياه.. إتجهت لمطالعة مقالات الخبراء عن أدمغة العُشاق.. ذاك غذاء فضولى الألذ الذى لم تحتد شهيته على تزامن مناطق اليوفريا مع رومانسية الحب، بل ما إندس هو ما يثير ألا هو إنطفاء حماسة الدماغ تجاه أحكامه الناقدة، إنه تآلف الدماغ والهرمونات فيترأى لك العالم خلال “النظارة الوردية” كما يطلقون عليها.. بل إن وردى لمفردة رتيبة ولا تكشف سوى فُتات الحقيقة، إنما هو أشبه بغمام يكسو تضاريس كل شئ اللهم إلا ملامح عاشقك وعبق كلماته فتهيم تجاهه غير محترز بضوارى الواقع الجائعة بالغمام،تقرأ عدة دراسات مازجت الحب و الطيش وبعضها يقيد شغف الحب بقلة وظائف الدماغ الادراكية..

يخادعك زلق المنحدر بصفرية الحب ويرطم رأسك بالوقع، فإذا المعانى تسيل منك قاطبة..ولكن لا تنطفأ شعلة الحب بتلك السرعة إلا بيد مخبول أو كسول.. تهرول من جديد بدروب بحثك حتى يبزغ تساؤل يضر ناظريك.. أيا بنو البشر كيف إنتقيتم عاشقيكم ؟ أوهن فؤادى ظلام أجوبة باتت تكاتف المنطق بعدما توسمت روحًا جذابة بالإنسان..

تصطف حيالى إنتقاءات النساء ويمكن أن نكدس جميعها بمفردة “المصادر الإقتصادية” كالمأكل والمآوى، أما عن الرجال فقد إعتلى صغر السن والجمال القائمة بعد غربلتهم لصفات لم يبالو حيالها كثيرًا وفى الذكاء مثالا ً،مقارنات إرتسمت كطلاسم أزاغت العقول وما إنفكت أن تراصت كأصول ماضية من جديد، ترمى الطبيعة رماحها بصدر كل جدال ولتدوى نبراتها بمِصدح العلم”حسنًا، لقد هيأت أيكم على ذلك، إن الذكر منكم ليفضل أنثى خِصبة تنمو بچوفها ثمرة جنينه بأمان،وإحتياطًا للسلامة فقد أودعت بالذكر موازين يقس بها معافاة أنثاه ونقاهة جسدها من الأمراض وهو ما يترجمه بعضكم بالجمال الجسدى، فيما تقايض الأنثى شهور الحمل والرضاعة بذكر يمدها بالغذاء والحماية لها وصغيرها وبصفقة صلبة كهذه لا يمكن للمرأة أن تتملص منها بسهولة بعد أن يقيدها الحمل، فحفظتُ لها مٙزيّٙة الأختيار بل وأودعت بها كذلك حيلة تعوزها إلى ذكر يصون مصارده طويلًا،فالطموح والقوة والإستقرار العاطفى يٙبرُزو كصفات مرغوبة للغاية” تومأ أطنان من الإحصائيات لتوافق الطبيعة بما إنقضى من خطابها.. كل ما إطلعت عليه يلتصق بأجنحتك يثقلها فتهوى إلى القيعان متهشمًا بعدما حلقت محتضنًا ذات عاشقك الإلهية، يا إلهى..شاه أنت يا صغيرى عُمى عن تحسس موضع السكين..ولكنك لا تستسلم، تقلب بين فوضى أفكارك بحثًا عن أشلاء مثاليتها، علّّها كانت وسوسات الطبيعة فيما مضى ولكن الأنسنة ستزيلها بلا شك.. تنبح تساؤلاتك بفضاء الجهل مُثقلة بالأنين أن أخبرونى النقيض؟ لا أرجو الكثير، حسبى بأضعف ڜعيعات الأمل منقذًا،يباغتك فيكتور هوجو بنبرة مرعبة “لا يوجد حب حيثما يوجد يقين “بعدما ثملت بخمر الحب قرون خٙلّٙى فقط مذاقه المر بفاهك، تمضى متقبلًا لسٙريرة باتت تندس بطيات عقلك رغمًا عنك، العِشق ما هو إلا محض كيميائيات تنزلق على طبقة لا شعورية من أصولنا.. كيميائيات توهمك بالجمال بل ما هو أسوأ توهمك بالمعنى، ولا معنى هنا يا عزيزى..

أهيم فأتساءل.. هل حاصرت جين دى فورلان ذات الأفكار حين إنتفض قائلًا ” إن سعادة الحب تدوم للحظة بينما حزنه يدوم مدى الحياة ” مفردات تُنسب مثيلتها للكوكايين تحذيرًا للعوام من معاقرته، وما يبعث على السخرية حقًا أن ذات مناطق الدماغ لا تميز بين الكوكايين والحب بل فقط يغمرها الضياء تحت عدسات الفحص وقتما أصابها مؤثر ولكن أى مؤثر؟ يبرم دماغك شفتيه جاهلًا، كما توجد المهلوسات على شاكلتها..

سيكون أيضًا عوم من السذاجة أن أذكركم بأن فقدان الذاكرة ببعض حالات يمحق الحب والمُحبين بلا رحمة..بعاقبة الطريق قد يلاطفك بعضًا من حاملى لواءات اللا أمل ويدعوك لشَربة كيميائية تستعيض بها عن الحب فيغفيك على شطه الجاف وإن كٙثُر إصطناع سوائله..

بالشط الأخر تنبثق الحماسة من قلوب مثاليّ الحب منأبين غاضبين” إنكار الحب لهو أبغض من إنكار الرب “ولا غلبة لأيهما إلا بداخلك، أُبصرها رحلة ذاتية تخوضها وحدك وتؤول بك حيثما تجبرك أفكارك أن تجثم أو دفعاتك أن ترضح،ولا أنصحك بدرب العلم يا عزيزى..أنتهى الأن من كلمات أعيتها الحسرة شهورًا طوال،تلك أقتم كلمات يلونها إرتجاف اناملى على الإطلاق، أنتهى منها والسماء تدمع قطراتها لتقطن حيثما ادون حروفى،رؤيتى مشوشة للغاية الأن ولا أستطيع أن اجزم دموع من تلك..

تعوى القيثارة بآذانى ترنيمة عذبة للغاية بعد شتات أوتاره بعدًا وفراقًا لا قربًا وإحتضانًا يقتفى خطاها بٙيان يدمى أنينه من أصابعه السود فقط..

أنتهى منها والقلب يقشعر بقفصه مُلجلجًا أُذينيه يمنة ويسرة بإيماءة رفض لطفل صغير..
أشعر بهذا الأن.. أشعر به حقًا..

هذا المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن ساسة بوست

علامات

الحب, خاطرة, علمى

المصادر

the evolution of desire" Buss Book"
Reduced Cognitive Control in Passionate Lovers
عرض التعليقات
تحميل المزيد